الفصل السابع والعشرون (والأخير)

22K 1.6K 96
                                    

#ماركوس:

"هل وصلنا بعد؟"
سألتْ أوليفيا للمرة المليون.

"حبا بالله يا إمرأة! سأخبرك حين نصل!"
صرختُ ضاحكا على فضولها الطفولي، فهي لم تصمت أبدا لأكثر من ربع ساعة.... لو لم أكن أحبها لخنقتها.

"أنت تأخذ وقتا طويلا! إلى أين نذهب بأي حال؟"
تذمرتْ وأدارت رأسها في جميع الاتجاهات كأنها تستطيع الرؤية خلال الكمامة على عينيها.

"إنها مفاجأة"
تكلمتُ بغموض حتى أُثير جنونها أكثر وبقيتُ هادئا بعد ذلك متجاهلا إلحاحها.

أخذتُ منعطفا ثم ركنتُ السيارة بجانب الطريق ونزلت لأفتح بابها لكنها سبقتني.

"وصلنا!! وصلنا!!"
قفزتْ متحمسة فأمسكتُها سريعا قبل أن تقف في الطريق وتدهسها شاحنة ما.

"نعم، والآن كفي عن الحركة حتى أحملك"
الصغير نيكولاي أقل حركة منها!

"لا، أريد أن أسير بمفردي"
دفعتني بعيدا عنها وتعثرت لتصطدم بمؤخرة السيارة.

"كنتِ تقولين؟"
سألتُها بسخرية فاستسلمت لي لأحملها قبل أن تؤذي نفسها أكثر.

"هل ستخبرني الآن؟"
همستْ في أذني بصوت خافت جعل قشعريرة تسري في جسدي لكنني قاومتها.

"بإمكانكِ الانتظار قليلا بعد"
أجبتها بنفس النبرة وفتحتٌ البوابة الصدئة بقدمي.

"هل نحن في مستودع حيث ستقتلني ولن يسمعك أحد؟"
نطقتْ باستفزاز تريدني أن أخطِئ وأُخبرها بمكاننا فضحكتُ على تفكيرها... كله من التسكع مع سام، أنا واثق من هذا.

"واصلي النظريات السخيفة وسأُنفذ ذلك بكل سرور"
رددتُ بجدية مصطنعة وتوقفتُ بجانب الصخرة التي أردتُها.

وضعتُ أوليفيا أرضا ونزعتُ العصابة من على عينيها فنظرتْ حولها متلهفة لتصدم بموقعنا.

"م..مقبرة؟! ماذا نفعل ه..."
سكتتْ حين وقع نظرها على الصخرة وما مكتوب عليها.

«كايتلين بيشوب»

"آسف لأنني لم أزركِ منذ وقت طويل، لقد كنتُ عالقا في مشاكل كثيرة لكنني جلبتُ لك اليوم شخصا مميزا"
جثوتُ على ركبتيّ أكلمها كما لو كانت هنا فعلا.

"ه... هل هذه... أمك؟!"
تلعثمتْ أوليفيا وجلست بجانبي تُغطي فمها بيدها.

"كانت لتكون سعيدة برؤيتكِ"
وضعتُ ذراعي حول كتفيها وضممتها لي حتى لا أنهار الآن لكنني شعرتُ بابتلال قميصي.

"كفى بكاء! لم أحضر إلى هنا مع سام لسنوات بسبب نحيبها اللانهائي"
ابتسمتُ لذكرياتي معها أين كنت أحاول تهدئتها في حين كانت أمي المتوفية وليست أمها.

"أنا آسفة..."
ومزيد من البكاء... هل وقع كلامي على آذان صماء أم ماذا؟!

"غبية فاشلة"
قبّلتُها مطولا كي تنسى قليلا ثم ضربتُ أنفها بسبابتي برفق.

ماركوس | MARCUSحيث تعيش القصص. اكتشف الآن