انا فعلاً نادم

1.6K 47 1
                                    

فى صباح اليوم التالى افقت و كنت مازلت اشعر بالتعب من ليلة امس، جاهدت نفسى كى انهض من على السرير.

اخذت حمامى اليومى و غيرت ملابسى، تفقدت ساعة هاتفى فوجدت انى مازال لدى نصف ساعة للاستعداد للذهاب إلى العمل، فوجدت انه لا بأس فى شرب الشاى مع أمى.

فذهبت لها و تحدثنا طويلاً و اطالت عن الوقت محدد لى كى استعد.

ثم ذهب كل منا ليرى ما يشغله عندما انتهينا، فذهبت لاستعد للذهاب الى العمل.

و بينما كنت فى غرفتى طرقت أمى على الباب فسمحت لها بالدخول فدخلت و كان فى يدها هاتفى و قالت "هناك رقم غريب يتصل بك منذ الصباح"

رقم؟ أي رقم؟!! توقعت ان يكون رقماً له علاقة بعملى، و لكن عندما نظرت الى شاشة هاتفى المحمول كان يبدو رقم فندق او مشفى، صمت لبرهة احاول تذكر أي شئ قد يربطنى بهذا الرقم، ثم خطر ببالى.....انتظر مشفى!!

اجبت على الاتصال فردت علي موظفة تعمل فى احدى المستشفيات تقول لى ان الحالة قد استرجعت وعيها و لكنها منهارة للغاية و تريد الخروج من المشفى و لكن حالتها غير مستقرة.

فتذكرت الحادث و تذكرت انى قد تركت بياناتى للمشفى التى تركت بها تلك الفتاة، فقلت لها بلا مبالاة "لا شأن لى بها"

فقالت "عفوا!"

اخذت نفساً عميقاً و اخرجته من انفى بعتراض و قلت "سأعاود الاتصال بك" و اغلقت الخط.

فسألت امى بنبرة قلقة "ما الامر؟"

اخبرتها بما حدث ليلة امس، فتغير لون وجهها و زادت تعابير القلق عليه و اصرت ان اصطحبها لتلك الفتاة.

نظرت لساعة يدى و علمت كم ساتأخر عن عملى إن اصطحبت أمى للمشفى، و لكنى لم اعتد ان ارفض لأمى طلباً فوافقت لطلبها و اخذتها إليها.

وصلنا للمشفى و سألتُ عن غرفتها فقيل لى انها فى الطابق الخامس، اخذنا المصعد و خرجت منه أمى بسرعة متلهفة لمعرفة أى خبر جيد عن تلك الفتاة التى لم تراها قط.

فى حين وصولنا للممر الذى يقود لغرفتها سمعنا صوتاً عالياً كان يزلزل ارجاء الممر.

نظرت أمى إلي بقلق خاصةً عندما نظرت إلى رقم الغرفة التى يصدر منها الصوت و وجدتها الغرفة التى كنا نقصدها.

دخلت أمى الغرفة اولاً و كانت الفتاة حقاً تصرخ بصوت عالى كالاطفال تماماً و تقول "لماذا؟ لماذا؟" و هي تبكى.

و لكن لماذا ماذا بضبط؟!!

ظننتها تقصدت لماذا هى بالمشفى؟

او لماذا قد حدث لها ذلك الحادث الذى كسر لها يدها و قدمها اليمنى؟

و لكن اتضح لى فيما بعد انها كانت تعنى شيئاً اخر.

اخذت أمى تحاول تهدأتها فأمى بارعة فى هذا، حتى هدأت شيئاً فا شيئاً.

ثم سألتها أمى عن اسمها فردت **همس**

فسألت همس عن هويتنا فأجابتها أمى انها ام الرجل الذى انقذها من الحادث.

اااه يا امى ما هذه الدراما انقاذ و حادث كفاكِ مبالغة!!!

و لكن عندما سمعت همس ما قالته أمى نظرت لى نظرة عتاب و صرخت فى وجهى و هى تقول "لماذا لم تتركنى؟؟ انا لم اطلب مساعدتك، لماذا لم تتركنى اموت؟"

و لكن ما بها تلك الفتاة الوقحة؟!! تعاتبنى على مساعدتها؟! يا ليتنى تركتك تموتين، اردت هذا حقاً.

"انا لم ارغب فى مساعدتك على اية حال بل اضطررت لذلك" قلتها محاولاً كتمان غضبى.

"شكراً على لا شىء" قالتها بتذمر.

و لكن ماذا بها؟!! ما هذا التصرف؟! و انا من اخر موعد وصولى إلى عملى من اجلها.

نظرت لأمى بغضب و قلت "انا ذاهب للعمل ان اردتى البقاء فلتبقى" رمقت تلك الهمس نظرة كانت تحمل كل معانى الغضب بداخلى ثم غادرت الغرفة و ذهبت من المشفى غاضباً حالفاً على نفسى ألا اساعد احداً مرة اخرى.

لهذا أحببتك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن