لماذا يا مالك؟!

676 30 8
                                    

*مالك*

مضت الأيام وحبى لهمس يزداد أكثر يوماً بعد يوم.

غيرت همس أشياء كثيرة بداخلى.

أعنى....انى منذ ان ساعدت همس، أصبحت احب مساعدت الناس،

و منذ ان اعتذرت لهمس، لم أجد عيباً فى ان اعترف بأخطائى،

على الرغم مما عانت همس منه إلا ان الابتسامة لا تفارق وجهها...على الأقل أمام الناس، فبدأت ابتسم لمن حولى مثلها.

و قد لاحظ الكثيرون هذا و تحسنت علاقتى بكل من حولى تقريباً.

إن همس قد اعطتنى معناً للحياة التى اعيشها.

و انا اتمنى انى قد جعلتها تشعر بنفسى الشىء و لو حتى قليلاً.

اشتريت لها الكثير من أدوات الرسم التى تريدها كا اعتذار عما قلته لها.

فرحت همس بهم كثيراً، كانت فرحتها مثل الاطفال ليلة العيد و اخذت ترتبهم فى غرفتها و وجهها ملىء بالسعادة.

لا تدرين يا همس كيف تضحك لى الدنيا حين أراكى سعيدة.

لا أريد اى شىء من الدنيا سوى ابتسامتك و سماع ضحكتك يا همس.

******

و ذات يوم رن هاتفى، كان المتصل احد اصدقائى الذين لا اقابل كثيراً فى الحقيقة.

"مرحباً"

"اهلا اهلا بالرجل الذى نسى ان له أصدقاء حتى" قالها صديق لى كان معى فى المدرسة الثانوية و اصبحنا اصدقاء حتى اتممنا دراستنا بالجامعة.

"انا آسف كان لدى الكثير من الانشغالات"

"انت دائما هكذا، دائما تقول انك مشغول، او انك متعب من العمل و لن تسطيع التسكع معنا، على اية حال....جميع اصدقائنا من الجامعة سيتجمعون اليوم فى المطعم الذى تحبه فى الثامنة، لقد اخترناه خصيصاً لك كى تأتى"

"إن كان الأمر يتعلق بالطعام فا بالتأكيد سوف آتى" قلتها ساخراً.

"لطالما احببت الطعام اكثر منا" قالها و هو يضحك.

وقفت همس فجأةو هى مسرعة امام الغرفة "ماالك اريد ان أخذ رأيك بشىء" قالتها همس و هى ممسك بلوحة صغيرة و معها لونان.

"أتفضل هذا اللون ام هذا؟؟...اعنى من منهم مناسب اكثر"

و لكنها عندما رأت انى اتحدث بالهاتف و ضعت يدها على فمها بتلقائية و اخفضت صوتها قائة آسفةآسفة انهى مكالمتك و تعال لى"

"حسناً يا همس انتظرى" قلتها فرحلت.

سمعت صوت صديقى يضحك بلا سبب.

"ماذا؟؟ ما المضحك؟"

"إذا فهذا ما كان يشغلك، يبدو انك كنت ستقضى ليلة ممتعة و انا افسدها بمقابلة الليلة...أليس كذلك؟ أتفضل هذا اللون ام هذا؟! حقا؟!! بالتأكيد انها تخيرك بين ملابسها....اإن لم أكن مخطئاً، يا رجل اطوق شوقا لأرى ما ترتديه، قل لى هل هى مثيرة؟!!....أظن انها كذلك لأنك لن ترضى بفتاة عادية، اذهب لحبيبتك و انهى الآن ما كنت ستفعله الليلة كى تأتى، و اعتذر عن إفساد ليلتك" قالها و هو يضحك بشدة و قال اخر جملة بسخرية.

تمالكت اعصابى مما قاله عنها، كم هو محظوظ انه ليس أمامى الآن.

"فالتصمت، لا شأن لك فيما افعله، و للتصحيح فقط إنها ليست حبيبتى، و لم يحدث بيننا ما يدور برأسك" قلتها ببعض الغضب كى لا أؤكد له ما يدور برأسه.

"إذا، ألست تحبها؟؟"

"لا، لا احبها انها فتاة تعتنى بها أمى فقط ليس إلا"

"حسناً حسناً لا تغضب هكذا، و لا تنسى ان تأتى اليوم فى الثامنة"

"حسناً أراك هناك"

"حسنا وداعا"

*****

ذهبت الى همس كانت ترسم، و يبدو انها قد اختارت اللون المناسب للوحة.

"أتريدين مساعدتى بشىء؟"

"لا، لا أريد شكراً"

تعجبت من ردها البارد هذا فسألتها..

"أمتأكدة ؟؟"

"نعم شكراً"

كانت تتكلم ببرود و هى تنظر للوحة و لم تلتفت لى اطلاقاً.

ظننت انها تريد التركيز فى اللوحة فهى دقيقة دائماً فى لوحاتها فلم ترد النظر إلي كى لا اشتت تركيزها.

"حسنا سأحل"

لم تقول شىء فأستدرت و خرجت من الغرفة.

*****

*همس*

من حسن حظى ان مالك لم يقترب منى ليرى اللوحة.

او بمعنى اصح....كى لا يرانى ابكى.

شعرت بالاختناق الشديد عندما سمعته يقول "لا انا لا احبها انها فتاة تعتنى امى بها فقط ليس إلا"

أحقا يا مالك؟؟!!! أهذا ما تشعر به اتجاهى فعلاً"

**لا أصدق!!!" قلتها و ان ارمى بالفرشاة التى كنت ارسم بها.

و جلست على الارض فى انهيار شديد.

انتابنى رغبة شديدة فى إلقاء كل ما بالغرفة و تشويه اللوحة و اخذ امتعتى و ارحل!!!

غرق وجهى فى دموعى..

لماذا كل من احبهم لا يحبونى؟!!

و لكن كيف؟!؟! كيف كنت مخطأة؟؟!....كنت اشعر انه يريد مساعدتى حقاً....شعرت بقلقه علي كلما شعرت بالخوف.....شعرت انه يريد ان يُسعدنى عندما جعلنى التحق بالجامعة و حين اشترى لى ادوات الرسم....شعرت بأنه يجعلنى مميزة فى بعض تصرفاته....حرصه الشديد بألا اكون وحدى.

و لكن كيف؟؟!! انا لا افهم.

اريد الموت!!! نعم اريده فقد تعبت من تلك الدنيا التى لا فهمها!! و سئمت من قسوتها علي.

مهما كان هناك شىء بسيط يسعدك......فالأشياء التى تحزنك و تألمك اكثر.....اكثر بكثير.

أُخذ منى اخى و أمى و حتى الشخص الذى احببته سابقاً احب صديقتى و الآن أوهمت نفسى ان مالك يُحبنى فتعذبت.

لماذا يا مالك فعلت هذا بى.

لقد احببتك.

لهذا أحببتك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن