لا تذهبى

851 40 2
                                    

*همس*

لم استطع النوم بسبب ألم قدمى لأنى صعدت كل تلك السلام بمفردى، كان أمراً متعباً حقاً.

و لم استطع منع نفسى فى التفكير بمالك، اشعر اننى جرحته كثيراً.

و حينما كنت منشغلة بآلامى، سمعت صوت اقدام قريبة من غرفتى.

ظننتها السيدة أروى، فهى الوحيدة التى تأتى إلي بالرغم من ان الوقت متأخر و لكن ربما ارادت ان تطمئن علي، فهى طيبة القلب حقاً و قد تفعل شيئاً كهذا.

انتظرتها لتدخل و لكن صوت الاقدام توقف خلف بابى و لم يدخل أحد.

انتابنى الفضول الشديد و الخوف فى نفس الوقت، فأمسكت بعكازى و ذهبت نحو الباب و فتحته برفق.

اتسعت عيناى من الإندهاش و لن تصدقوا من وجدت......

رأيت مالك واقفاً عند الباب و بدى مندهشاً لرؤيتى مستيقظة.

و لكنه سرعان ما تحاشى النظر إلي و كان سيرحل إلا أنى استوقفته.

"مالك!! ماذا هناك؟ ما الذى اتى بك الى هنا؟"

نظر إلي فى غضب شديد فور سماعه لهذا.

"هذا ما كان ينقصنى تسأليننى ما الذى افعله فى بيتى" قالها بسخرية.

"لم اقصد و لكن..."

"انا لست مضطراً لأبرر لكِ افعالى" قالها بغضب ثم استدار و بدأ بالسير.

"مالك!!!"

توقف عن السير و لكنه لم ينظر إلي لم يلتفت حتى و كان يشد على قبضته بقوة.

كنت اعلم انه غاضب منى...كنت اعلم انه لا يطيقنى، و لكن شعرت انه علي ان اعتذر له.

كانت شفتاى ترتجفان و انا اقول له "ا..ا..انا آسفة"

التفت لى و لكن ليس تماماً لف نصف جسمه فقط.

"لم اقصد ان استعمل شيئاً ليس ملكى، لم اقصد ان ازعج احداً، انت فقط لا تعلم كم احب العزف على تلك الآلة، و اقسم لك اننى لو كنت اعرف انك ستنزعج من عزفى لمّا عزف،، لذا انا آسفة حقاً"

تحاشى النظر إلي مرة اخرى قائلاً "قال طبيبك انه سيفك جبيرة قدمك بعد اسبوع تقريباً، عندما يفكها ارحلى من هنا على الفور، و انسى تلك الايام التى قضيتها هنا، و انسى اننا قد تقابلنا حتى، حينها فقط سأسامحك"

"حسناً، كما يحلو لك" قلتها بضعف و ذل ،و تجمعت الدموع فى عينى.

"إن كنت افعل ما يحلو لى فى هذا المنزل لما جعلتك تبقين هنا و لا ليلة واحدة"

نظر إلي نظرة خاطفة ثم رحل.

كم اشعر بالذل فى هذا المنزل بسببك!! لو كان لى مكانٌ اخر اذهب اليه لذهبت، و لكنى لا اعلم اين سأذهب بعد ما اتعافى، ولكنى سأرحل.

لهذا أحببتك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن