لست وحدى من يتألم

976 36 3
                                    

نظرته الباردة، عيناه الحادتين، لا افهم اياً منهما.

لا استطيع تمييز صوته لقلة كلامه معى...فى الواقع هو يتعمد تجنبى اغلب الوقت.

و انا لا الومه مطلقاً....اعلم انى كنت فظة معه فى البداية و لكن كان لدى اسبابى، تلك الاسباب ستعرفونها فيما بعد.

و لكنى كنت سعيدة للغاية حين تحدث معى بلطف و طلب منى ان اخبره ان احتجت لشىء ليحصره لى.

فرحت حقاً لأنى شعرت بالذنب عندما حدثته بتلك الطريقة فى اول لقاء لنا.

ظننت انه قد غفر لى.

فأنا لم اعتد ان اعامل الناس هكذا و لكنى كنت تحت ضغط شديد.

**المهم**

انى فى الصباح شعرت بالتعب فذهبت الى طبيبى على الرغم انى مصابة بمجرد نزلت برد و لكن السيدة أروى (ام مالك) نصحتى بذهاب الى طبيبى ليحدد لى بعض الادوية التى لا تخالف الادوية الاخرى التى اخذها بسبب قدمى.

فدخلت إلى تلك المشفى التى لا اطيقها على الإطلاق...رائحتها، اصواتها، حركات الناس هنا، كل شىء بمعنى الكلمة.

كانت السيدة أروى تمسك بى محاولة ان تساعدني على المشى و التوازن، إذ انى لم اكن امشى جيداً بعكازى، لهذا مالك يحملنى معظم الوقت.

و لكنى لم اشأ ان اُقظه ليأخذنى للطبيب عندما علمت انه يوم إجازته فلم ارغب إزعاجه اكثر.

فأنا متأكدة انى قد سببت له الإزعاج الكافى إلى الآن...و لكنى لم اقصد هذا حقاً.

فحصنى طبيبان و كُتِبت لى الأدوية ثم عُدنا ادراجنا.

و حين عودتى اردت ان اجلس فى مكان اخر غير غرفتى لأنى لم افارقها طوال إقامتى هنا سوى للذهاب الى الطبيب او الحمام.

فجلست على مقعد كبير مترز بطريقة راقية جداً، يبدو باهظ الثمن.

اخذت انظر فى انحاء المنزل و ظللت ابدى اعجابى به فى نفسى.

لن تصدقونى ان قلت لكم انى لم الاحظ ضخامة هذا المنزل، لأنى كنت اتنقل بين الغرفة و البوابة و كان مالك يحملنى لغرفتى، فلم تُتِح لى الفرصة لأرى المنزل جيداً.

و فيما كنت اوزع انظارى فى المكان رأيت آلة بيانو.....

ياااه كم احب تلك الألة!!!

كنت اعزف عليها منذ طفولتى مع امى و كنا نغنى سوياً.

اتذكر نظرات اخى الذى كان ينظر إلينا باستمتاع كلما عزفنا عليها.

بدأت تتجمع الدموع فى عينى لتذكر تلك الايام الجميلة.

اشياء بسيطة، صغيرة، اعتد على فعلها كل يوم تقريباً....ذهبت و تلاشت فجأة دون سابق إنذار.

لهذا أحببتك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن