شكراً لك

565 22 7
                                    

**مالك**

ركبنا السيارة متجهين إلى مدينة الملاهى و كان لدى شعور سىء حيال ذلك، فأنا لا اطيق بعض الألعاب هناك و أتمنى ألا تختارهم همس.

وصلنا و ركنت السيارة نزلت همس منها فور وقوفها و كانت فى غاية الحمااس.

"هيا يا مالك" قالتها همس و هى تشدنى من ذراعى إلى الداخل، و ما إن دخلنا افلتتنى همس و اخذت تتجول فى كل مكان و هى تنظر بتمعن على كل الألعاب و تقفز من الفرحة و لم تتوقف عن قول "اريد ركوب هذه و هذه و هذه" كالأطفال تماماً.

وضعت يدى على رأسها كى اجعلها تكف عن القفز و تهدأ قليلاً و قلت "اهدأى قليلاً يا همس، بربك كم عمرك؟!! متى كانت أخر مرة ذهبت فيها إلى مدينة الملاهى ؟"

هدأت همس كثيراً، فالحقيقة لقد صمتت تماماً و نظرت إلى الأرض صامتة.

تعجبت من ردة فعلها هذه فنحنيت قليلاً كى أرى وجهها و انا اقول "ما الأمر؟"

فقالت "أخر مرة ذهبت فيها كانت منذ سنوات عدة، كنت اذهب مع أخى أسر و أمى دائماً فى كل عطلة صيفية، أى أننى لم اذهب هناك منذ تسع سنوات تقريباً"

شعرت برغبة فى أن ألكم نفسى على وجهى لجعلها تتذكر شيئاً كهذا.

امسكت بوجهها بكلتا يداى و رفعته لتنظر إلى و قلت و انا ابتسم "إذاً ماذا تريدين أن تجربى أولاً؟"

و فى لحظة ابتسمت همس و أشارت إلى إحدى الألعاب و قالت "هذه"

امسكتها من يدها و قلت "هيا بنا إذاً"

سمحت لهمس بركوب كل الألعاب التى أرادتها بلا استثناء، كانت تنتهى من هذه و على الفور تركب تلك، ماعدا تلك الافعوانية الضخمة.

"اريد ركوب هذه بشدة" قالتها همس بلهفة كبيرة.

لا لا يا همس إلا هذه، انتِ لا تعلمين كم اكره ركوب تلك الاشياء.

بدأت همس تشدنى من ذراعى و تقول كالأطفال "هيا هيااا"

"انتظرى لحظة"

"ماذا؟!!" قالتها بعدما توقفت عن شدى.

"هلا ركبنا شيئاً اخر؟"

"و لكن لم يتبقى شىء"

"حقاً؟!!"

"نعم فقد جعلتك تركب جميع الألعاب هنا"

"أحقا ما تقولين؟؟!!!"

"نعم"

"لم أُلاحظ هذا على الإطلاق"

"هيا بنا إذاً قبل أن تزدحم اكثر" قالتها همس و هى تشدنى مجدداً.

يا إلهى ماذا افعل؟!! سأحاول ان انسى الأمر و اركبها معها مثل ما فعلت فى باقى الألعاب و لكنى اعلم أننى لن استطيع فعل هذا مع هذه اللعبة بالذات.

لهذا أحببتك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن