انا لا احب هذا

845 38 2
                                    

سألتنا امى "لمَ تأخرتما هكذا قلقت عليكم كثيراً"

"انا آسف يا أمى و لكنى كنت مازلت ابحث عنها"

"المهم انكما عُدتما بسلام و الآن اذهبا و استريحا قليلاً"

"سيدتى اريد ان اعتذار منك لِما بذر منى اليوم، فقد كنت خافة جداً"

"لا بأس يا صغيرتى و لكن مما كنتِ تخافين"

"انها قصة طويلة ربما احكيها لكِ غداً ان كنتِ متعبة و تريدين النوم"

"إن آذانى صاغية لكِ فأنا لا اشعر بالتعب لهذه الدرجة، ماذا هناك يا صغيرتى؟؟"

اخبرتها همس بكل ما اخبرتنى به و كانت أمى تسمعها و دموعها فى عينيها...

و من ثم قالت أمى بدهشة "يا إلهى!! أانتِ ابنة ملاك حقا؟؟!! كيف لم الاحظ التشابه بينكما فأنتِ تشبهينها حقاً"

نظرت لها همس حائرة و قالت بانفعال سريع "هل تعرفين أمى حقاً؟!"

"بالطبع اعرفها لقد كانت صديقة مقربة جداً إلى قلبى، لقد كنت احبها كثيراً و تألمت اكثر لفراقها المفاجىء"

سألتها همس بسرعة شديدة "هل لديكِ صورة لها و لو حتى صغيرة او غير واضحها ارجوكِ اخبرينى!!"

"اظن انى معى واحدة، انتظرى لحظة" اجابتها ثم ذهبت لإحضارها.

نعم لقد صدقت همس و لكن كلام أمى أكد لى انها لم تكن تكذب مما أدى الى تصديقى لهمس فى باقى قصتها.

ظهرت أمى و معها صورة صغيرة و كان بها امرأة جميلة جداً تشبه همس كثيراً حقاً.

بدأت همس بالنظر الى الصورة و البكاء طويلاً.

"لم أرها منذ ثمانى سنوات...ااآه يا أمى كم اشتقت إليكِ كثيراً!!،، أيمكننى الاحتفاظ بها ارجوكِ؟؟"

حزنت لرؤية همس هكذا، كيف لفتاة بمثل عمرها بأن تتحمل كل هذا العناء الذى عانته همس.

و انا من كان يزيدها ألماً على ألمها بعد ان قابلتها!!!

كرهت نفسى فى تلك اللحظة و شعرت بالندم الشديد لِما كنت افعله بها.

احتضنت أمى همس و هى تبكى ايضاً و قالت لها "بالتأكيد يمكنكِ الاحتفاظ بها،،انت ابنتى منذ الآن يا همس، لقد كانت أمك طيبة القلب كثيراً و تحب مساعدة الناس، و لقد ساعدتنى فى اشياء عدة فى حياتى، اقل ما اقدمه لها هو اعتنائى بابنتها"

ثم نظرت إلىّ أمى قائلة "ارجو ألا تمانع يا مالك من فضلك"

"لا بأس يا أمى، افعلى ما ترينه صواباً"

'اريد بقائها اكثؤ منكِ يا أمى' هذا ما اردت قوله فى الحقيقة.

"هيا ننام فأنت لديك عمل غداً و انتِ بالتأكيد متعبة ايضاً"

لهذا أحببتك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن