إنها ملكى انا

729 27 2
                                    

*مالك*

استيقظت من نومى، نهضت لِأستحم و ارتديت ملابسى و خرجت من غرفتى لِاسأل إحدى الخادمات عن مكان أمى فأجابتنى انها فى الحديقة الخلفية، فذهبت إليها فوجدتها تشرب الشاى فى صمت شاردة الذهن قلقة الملامح.

ماذا يمكن ان يكون قد حدث كى تكون قلقة هكذا؟؟

ذهبت لأجلس معها "صباح الخير يا أمى، ماذا بكِ؟ هل انتِ بخير؟ احدث شىء ما؟" لم انتظر ان تبادلنى التحيات فملامحها القلقة تلك اثارة فضولى بشدة.

نظرت إلىّ ببطء و هى تضع كوب الشاى على الطاولة "صباح الخير يا بنى، لا لم يحدث شىء انا بخير"

لم اصدقها فجلست على المقعد الموازى لها و قلت "لا هناك ما يشغلك"

تنهدت ببطء و قالت بهدوء "انا فقط قلقة على همس"

"همس؟!! و ما بها؟!" لم افهم، لمَ قد تكون قلقة عليها؟

قالت بنبرة عتاب ممزوجة بالخوف "ألم تلاحظ انها ليست فى المنزل لقد رحلت يا مالك و أظنها رحلت دون عودة"

وقع علىّ الخبر كالصاعقة و لم استوعبه بسرعة "هى ليست بالمنزل؟!! أين ذهبت إذا؟؟"

"لا أعلم أستيقظت و لم اجدها، إنها لم تأخذ هاتفها حتى، قالت لى إحدى الخادمات انها رحلت بعد شروق الشمس مباشرةً قبل أستِيقاظ أى احد منا و أخبرتها بأن تخبرنى انها اضطرت للذهاب الى صديقها"

صديقها؟!!! لا بد انه ذاك السامى!!! و من غيره؟؟! و لمَ تذهب إليه دون أخبارى؟؟ و فى وقت مبكر جداً هكذا دون علمنا؟!!

حاولت كتمان غضبى قائلاً "بالتأكيد ستعود لا تقلقى، و لكن لمَ قررت الرحيل فجأة هكذا؟"

"لا أعلم ظننت انك ربما تعلم السبب، أحدث بينكما شىء أغضبها؟"

"ماذا ؟!! لا لم يحدث شىء، و ما الذى يمكن ان يحدث على أية حال؟!"

"لا أعلم ظننت انكما....انت تعلم...ربما اصبح بينكما علاقة خاصة"

"مااذاا؟!!! ما هذا الهراء يا أمى!! أنتِ تمزحين؟!! بالطبع لا" قلتها بسرعة و بغضب لم اتستطع كتمانه هذه المرة.

"حسناً لا تغضب هذا كان مجرد تخمين"

اللعنة!! لقد شكت أمى بهذا!! أكان ظاهراً علىّ أم هذا تخمينها فقط كما قالت.

"على أية حال هى من أختارت الرحيل للمرة الثانية و انا لن أعيدها تلك المرة فلا تطلبى منى هذا مجدداً من فضلك"

"انا أعلم و لكن..."

قاطعتها "بدون لكن انتِ اردتى الاعتناء بها لأنها ابنة صديقتك و هى لم تقدر هذا، فدعيها تفعل ما يحلو لها"

نهضت من المقعد بغضب "انا ذاهب للعمل" قلتها مبينا انهاء الحديث و رحلت.

ركبت سيارتى و كنت اشعر بالغضب و الخجل و الغيرة و القلق و الحيرة فى آنٍ واحد، لم افهم مشاعرى مثلما لم افهم تصرفها.

لهذا أحببتك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن