اريد ان اعرف

831 38 12
                                    

هلعت همس بشده و ذهبت مسرعة الى غرفتها.

احرجت همس ثلاثتنا كثيراً من تصرفها هذا.

نظرتُ إلى أمى فى دهشة و انا لا افهم لمَ تصرفت همس هكذا، كانت ستذهب أمى لتفقدها و لكنى منعتها.

"سأذهب أنا، ابقى انتِ هنا، ابدأوا بتناول العشاء بدوننا فى حين أحضرها"

قلتها لأمى التى اومأت لى و اخذت تدعوهم للذهاب لتناول الطعام.

و فى حين سيرهم نحو الطاولة رأيت على وجه السيد وائل تعابير غريبة لم افهمها، ربما هو منزعج من تصرف همس الغريب هذا لا اكثر.

صعدتُ إلى غرفتها فوجدتها تضع اغرادها فى حقيبتها بغضب و خوف و هى تبكى بشدة.

"همس!!!"

"ابتعدوا عنى" قالتها و هى تصرخ.

"و لكن ما بك ماذا حدث؟!"

"أكنتم لُطفاء معى كى تذلونى بعدها ام ماذاا؟!!"

و بدأت تهذى و تُتَمتم بكلامات غريبة كهذه.

"بالتأكيد كل هذا كان مخططا له و جعلتموه يبدو محض صدفة، و لكن لماذا يفعل العالم هذا بى؟؟!!!"

"همس!!!!" قلتها بنبرة عالية فقد بدأت تُغضينى، ولكنها لم تتوقف عن هذا الهذى، و كانت تبكى بصوت مرتفع تماماً مثلما قابلتها اول مرة.

"توقفى..." و لكنها لم تتوقف "أقول لكِ توقفى!!"

"و لكن لماذاا لماذاا؟؟!"

نفس المشهد نفس الصوت الذى رأيته و سمعته فى المشفى.

أغضبنى تصرفها هذا فذهبت نحوها و امسكت بكلا كتفيها بقوة و جعلتها تنظر إلىّ.

"همس!! ما الامر ماذا حدث؟! و ما كل هذا الهذى الذى تقولينه؟! ليس هناك خطط او ذل او أى شىء، ارادت أمى مساعدتك فقط ليس إلا"

"لا أنت تكذب" قالتها بضعف شديد و عيناها تذرف الدموع بغزارة.

"لا انا لا أكذب صدقينى هذه الحقيقة اقسم لكِ"

نظرت همس إلى الأسفل بضعف و كأنى جسدها سيسقط إن افلتها ثم هزت كتفيها لتحرر نفسها منى.

اغلقت حقيبتها و أنزلتها على الأرض و جرتها ورأها و هى متجه نحو الباب و لكنها توقفت عند الباب و التفتت لى و قالت:

"إلى اللقاء يا مالك، او اظننى علىّ ان اقول وداعاً إلى الأبد، آمل انك قد سامحتنى الآن"

لا اصدق!! أمازالت تتذكر انى اخبرتها انى سأسامحها عندما ترحل و تنسى كل شيئا حدث معها هنا؟!! هل هى تفعل هذا من أجلى حقاً؟!!

نظرت همس للأرض و كأنها تتذكر شيئاً او تشاور عقلها بأن تقول لى شيئاً أم لا.

ثم نظرت إلىّ مجدداً...

"اتعلم اظن انى سأشتاق إليك" قالتها بابتسامة تملؤها الضعف و الإنكسار و كان أثر الدموع مازال فى عينيها....نظرة لن انساها ما حييت.

ثم رحلت.....رحلت همس و رحل معها قلبى و روحى و عقلى.....بل كيانى كله.

لا افهم لمَ؟! و لا افهم متى؟؟! اصبحت اهتم لأمر تلك الفتاة هكذا؟!!

عندما نزلت إلى الاسفل كان السيد وائل على وشك الذهاب ايضاً، ودعنا ثم رحل.

لم آكل شيئاً، ذهبت إلى غرفتى مباشرةً، كانت همس مسيطرة على تفكيرى بأكمله.

مددت جسدى على سريرى، و اخذت افكر.

ألن ارى همس مجدداً!! أحقاً فعلت هذا من أجلى؟

لماذا كانت تبكى هكذا، و لماذا قالت هذا الكلام، ماذا كانت تعنى بالخطط و الذل و الكذب، انا لا افهم شيئاً.

و تلك النظرة.....يا إلهى!  اردت ضمها بشدة، اكثر من اى وقتٍ مضى.

قطعت أمى افكارى حين دخلت الغرفة برفق، فنظرت لها لأراها تبكى.

اعتدلت فى جلستى "ما بك يا امى؟!"

"همس رحلت فى وقت متأخر من الليل و ليس معها نقود حتى، انا قلقة عليها جداً يا مالك، بدت ضعيفة و خائفة، لا اعلم لماذا تصرفت هكذا فجأة؟"

ليتنى اعلم انا أيضاً يا أمى.

"و ماذا تريدين منى ان افعل هى من اختارت ان تذهب"

"اعلم هذا...و لكن هلا ذهبت و عثرت عليها ارجوك اظن انها لم تبتعد كثيراً"

"اعثر عليها!! انتِ بالتأكيد تمزحين"

ظلت تبكى"ارجوك يا مالك"

ما كانت هناك كلمات لتوقف أمى عن البكاء غير "حسناً سأذهب"

فابتسمت بفرحة عارمة قائلة "كن حذراً و اتصل بى إن وجدها و ابحث عنها جيداً من اجلى"

"حسناً حسناً"

اخذت سيارتى و بدأت بالبحث عنها، فى الحقيقة انا ممتنٌ كثيراً لأمى لانها اصرت ان ابحث عنها.

اردت فعل هذا اكثر منها و لكنى لم اشاء ان تجعلها تشك بشىء لهذا اطلت الحديث معها.

بحثت عنها طويلاً حتى رأيت تجمع سيارات فى جانب الطريق.

و اثار هذا فضولى، اردت ان اعرف لم تلك السيارات متجمعة هكذا.

فالحقيقة شعرت ان تلك السيارات لها علاقة بهمس...و قد كنت محقاً.

و لن تصدقوا ما رأيت.

لهذا أحببتك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن