لهذا أحببتك

باريس

*همس*

"إلى أين نحن ذاهبون؟" قلتها لمالك و هو يقود السيارة بجامبى.

"سآخذكِ إلى مكان سيعجبكِ جداً" قالها و هو يبتسم.

"هل-هل هذا المكان يتضمن أصناف من الطعام لا-لا افهمها؟؟" قلتها يتردد.

ضحك مالك و هو يقول "لمَ تقولين هذا؟"

"لِأن فى المرة السابقة عندما ذهبت معك إلى ذاك المطعم مع اصدقائك لم افهم شيئاً فى القائمة سوى بعض الأشياء البسيطة"

ضحك مالك اكثر و قال "و لماذا لم تقولى شيئاً؟"

"حقاً؟!" قلتها بسخرية.

"إذا كان هذا هو سبب عدم مجيئك معى بعدها، أليس كذلك؟؟"

"ماذا؟؟ لا على الإطلاق" قلتها بندهاش لِأنى لم اتوقع رده ثم نظرت إلى النافذة و قلت "كان السبب مختلفاً"

"ما هو السبب إذا؟!"

صمت لثوانى افكر قليلاً ثم قلت "لا يهم سبب عدم رغبتى فى المجىء، فهذا كان منذ فترة"

اعطانى مالك نظرة غريبة ثم نظر أمامه على الطريق و قال "لا يهم" وهو يرفع كتفيه إلى الاعلى.

بعد دقائق ركن مالك سيارته، خرجت من السيارة فوجدت قارب أبيض كبير عليه اضواء ملونة فى غاية الجمال، خرج مالك من سيارته و قال...

"ما رأيك؟"

نظرت له بعدم تصديق و الابتسامة تعلو وجهى و قلت "أ-أتعنى اننا سنأكل هناك...على متن هذا القارب الرائع؟؟!"

أومأ لى ثم اقترب منى و امسك بيدى و قال "هيا بنا إذاً'"

صعدنا على متن القارب فالقى علينا التحية احد الموظفين فيه و اشار لمالك و قال "من هنا" باللغة الفرنسية.

كنت اسير خلف مالك و هو ممسكاً بيدي، و لكنى سرعان ما افلتها من يده و وضعت كلتا يداى على فمى من الاندهاش و فرط الفرح التى بداخلى عندما رأيت طاولة لشخصان فى أخر القارب عليها مصباح صغير فى غاية الجمال، و كانت الأضواء الملونة منسقة بطريقة احترافية الجمال مما زاد الأمر جمالاً فوق الجمال.

سرت نحو الطاولة ببطىء و نظرت بجانبى إلى الأسفل فوجدت المياه و التى انعكس عليها أضواء القارب مما جعلها مليئة بالألوان.

وضعت يداى على سور القارب أشاهد الألوان الممزوجة ببعضها البعض فى المياه و كأنها لوحة رسمها رسام مضطربة مشاعره لم يعلم ماذا يرسم فيها فرسم ما يشعره أن اللوحة تنطق ما بداخله.

كان الهواء البارد يهب على وجهى و كانت خصلات شعرى تتطاير معه، شعرت بالراحة التامة مع كل هذه الأشياء، كم كنت احتاج لهذا.

شعرت بمالك يقف بجانبى يحدق بى و هو يعطينى تلك النظرة الغريبة على وجهه و لكنى أظنها جميلة "يبدو عليكِ السعيدة"