انا لا أصدق !!!

704 29 2
                                    

*همس*

مر أسبوع كامل و انا أحاول تجنب مالك قدر المستطاع.

أخذت قراراً فى نفسى انى سأحول ألا اتعلق به أكثر من هذا، و أن احاول التفكير به كصديق مقرب لى.

و لكن معظم محاولاتى عادتاً ما تبوء بالفشل.

فكلما أراه ينتابنى هذا الانجذاب الشديد له، فاحاول تحاشى النظر إليه او الخروج من المكان الذى هو فيه كى لا تنطق تعابير وجهى له بكم انا مشتاقة للكلام و الضحك معه.

انتهى العام الدراسى و اصبح تعرضى لمواجهته و رؤيته اكبر، لذا انا امضى معظم الوقت فى غرفتى.

اُخرِج ما بداخلى من ألم و جرح فى رسوماتى التى تصرخ بالكآبة مهما كانت الرسمة لا تدل على ذلك مطلقاً.

لطالما قيل لى ان اللوحات تعرض الحالة النفسية للرسام و لكنى لم اقتنع بذلك حتى جربته بنفسى.

فكرت بأن ابحث عن وظيفة كى انفق من راتبى على نفسى كى لا اجعل مالك يهتم بشؤنى بعد اليوم، و لكى اجد ما يشغل وقتى و قلبى و بالى عنه.

و لكنى لم افعل، لأنى خفت بأن تزيد فرص تعرضى لأبى ثم يفعل بى مثلما فعل بأسر.

لذا طردت تلك الفكرة من رأسى تماماً.

****

فى نهاية الأسبوع سمعت طرقات على باب غرفتى، فأذنت لمن يطرق بالدخول و لكنى لم اكن اعلم انه مالك، فهو لم يدخل تلك الغرفة تقريباً منذ ان استعملتها.

احمرت وجنتاى بشدة و هو يدخل بتلقائية كبيرة و سألنى إن كنت اريد المجىء معه مرة أخرى لمقابلة اصدقائه.

تلعثمت فى الكلام فى بداية الأمر و لكنى استجمعت قواى و قلت بحزم "لا شكراً، لا أريد"

"و لكن لماذا يا همس؟ ألم تقولى انك استمتعتى فى المرة السابقة؟"

"نعم لقد فعلت، و لكنى لا أريد ان آتى تلك المرة"

لا اريد ان اذهب كى لا اقابل أولئك الفتيات المزعجات مرة أخرى و لأنى لا اريد الاحتكاك بمالك أكثر من هذا، كفاه تعذيباً لى.

"حسناّ كما تشائين" قالها بلا مبالاة ثم خرج و قال انه سيعود فى وقت متأخر.

*****

انهيت الكثير من اللوحات اليوم، و شعرت بالتعب الشديد إثر جلوسى كل هذا الوقت أمام اللوحات.

غسلت يداى و ذهبت لسريرى و لففت نفسى بالبطانية كى انام، ولكن أجفاني لم تغفو و لو لثانية.

كنت أشعر بالضيق الشديد من كل شىء، و تمنيت لو لم تكن هذه حياتى.

كم أود أن تعود أيامى مع أمى و أخى، حينها لما كنت معذبة بتلك المشاعر التى بدأت أشعر أن لا حق لى فيها.

لهذا أحببتك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن