لا اريدها

1.2K 44 0
                                    

انتهيت من عملى و عودت الى المنزل متأخراً بسبب ذاك المشروع الذى اعمل عليه.

و فى صباح اليوم التالى ايقظتنى أمى و قالت لى انها ترغب للذهاب الى المشفى.

"لماذا يا أمى هل انتِ بخير؟ لماذا تريدين الذهاب؟" قلتها و قد افزعنى طلبها.

"انا بخير يا بنى و لكنى ارغب بزيارة همس"

"همس من؟" قلتها بنبرة اكثر هدوءً.

"الفتاة التى انقذتها يا مالك"

هممس من؟؟!....نععم تذكرت الآن "اتعنين تلك الفتاة الوقحة؟ لا اعلم لمَ تريدين رؤيتها؟ انها قليلة الذوق"

"اعلم انها عاملتك بطريقة غير لائقة،، و لكن فلتلتمس لها العذر ان حالتها صعبة،، لربما قالت انها ترغب فى الموت من شدة ألمها فقط"

دفست نفسى بغطاء سريرى مرة اخرى عازماً ان اكمل نومى قائلاً لها "لا شأن لى بها و لا ارغب فى سماع اسمها مرة اخرى"

"و لكن هذا مستحيل لانى سأتكفل برعايتها حتى تتعافى تماماً"

"و لكن أين اهلها؟ أليس لها اهل يسألون عنها؟" قلتها بصوتٍ نائم.

"لا اعلم لا اريد ان ازعجها باسألتى،، و الآن هيا انهض! اريد الذهاب و انت تعلم ان سيارتى مازالت معطلة "

نظرت لها بعدم رضا و عتدلت على فراشى بتذمر، ولكنى لم انهض، فقالت أمى مكررة "هياا!!".

هززت رأسى لها قائلاً "حسناً اعطينى عشر دقائق و سأكون فى السيارة"

ابتسمت لى أمى قائلة و هى تخرج من الغرفة "سأكون بالاسفل" و اغلقت الباب.

اخرجت الهواء بقوة من فمى باعتراض كارهاً ان اكون متورطاً فى مسؤولية تلك الفتاة.

و اخذت اتمتم فى نفسى و انا ذاهب للحمام "لمَ لم اتركها؟ كانت ستكون اجمل عندما تحترق بنيرات السيارة، لما كنت سمعت صوت صراخها المزعج ، و لم اجبر نفسى للنهوض قبل موعد استعدادى بساعة! فتاة حمقاء غبية لا تستحق الحياة!!"

اوصلت أمى للمشفى و تابعت طريقى للعمل.

و استمر هذا الحال بضعة اسابيع، اوصل أمى للمشفى قبل ميعاد عملى بساعة ثم اذهب الى عملى.

و عند وصولى للبيت فى ذات يوم قالت لى أمى ان همس ستسكن فى بيتنا حتى تتعافى و تزيل الجبيرة التى على قدمها و يدها.

وقع علي الخبر كالصاعقة فأظهرت لأمى ما اشعر به تماماً فى تلك اللحظة.

"ماااذاا؟؟!! لا انا لن اسمح بذلك،، انا لا اريد ان تبقى فى البيت،، انا لا اطيقها"

"انا اعلم و لكنى ساجعل الخادمة تجهز لها غرفة فى الجانب الاخر من المنزل و بذلك لن تراها حتى"

ان اسرتنا فاحشة الثراء و منزلنا كبير حقاً حتى انى كنت اضل الطريق فيه أحياناً و انا صغير.

بالرغم من ثروت ابى إلا انى لا انفق على نفسى سوى من النقود التى اكتسبها بنفسى، لانى كما قلت انا فى غنى عن الناس فى اى وقت و لا اريد ان اكون ممتناً لاحد.

بالرغم من انى مازلت فى ٢٤ من عمرى إلا انى ادير انا و ابن عمى شركة ناجحة نشأناها بأنفسنا.

نظرتُ لأمى و كانت نظراتها تترجانى بأن اسمح لها بهذا، فصمت واتجهت إلى غرفتى و لم اعطها رداً تفهمه.

****

"مالك ايمكنك مساعدتى على نقل همس إلى غرفتها؟" قالتها أمى بعدما عادت إلى المنزل مع تلك الهمس!!

بالطبع انتهزت أمى فرصة ان سيارتها معها و لم تطلب منى ان اصطحبهما كى لا القى بتلك الهمس خارج السيارة و نحن فى الطريق من شدة رفضى لبقائها هنا.

**حسناً** قلتها بتذمر و فعلتها فقط لأمى.

حملت همس و نقلتها الى الغرفة التى اعدتها الخادمة.

كانت قليلة الوزن حقاً حتى انى خفت ان اسقطها لعدم شعورى بوزنها.

"شكراً" قالتها همس بنبرة تملؤها البرود حين وضعتها على السرير.

"لا شكر على واجب" قلتها و انا راحل من الغرفة بنبرة مثل نبرتها و من هنا بدأت مشاكلى مع همس.

لهذا أحببتك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن