هل جننتى؟!!

551 24 9
                                    

*همس*

"هل نسيتى سامى حقاً؟ هل تخليتى عن مشاعرك اتجاهه؟؟!"

لم أستطع الرد عليها، لم اعرف ماذا اقول، اعطيتها ظهرى "لا اريد التحدث بالأمر" قلتها ببرود.

"لماذا يا همس؟! هيا أخبرينى"

"اخلدى للنوم" قلتها بنفس النبرة.

"لا يا همس ستخبرينى بما حدث" قالتها ثم سمعتها تنهض من سريرها و شعرت بها عندما قفزت على السرير الذى كنت انام عليه و امسكتنى من كتفى لجعلتنى انام على ظهرى لأنظر إليها.

"لماذا لا تريدين إخبارى بالأمر، انتِ تحبينه جداً يا همس انا اعلم هذا" قالتها و هى لاتزال تمسك بكتفى.

"توقفى عن هذا يا ماريا من فضلك" قلتها بضيق من إصرارها على إرغامى بالتحدث فى هذا.

"هل تريدين إقناعى أن حبكِ لشخص دام لتسع سنوات تبخر فى سنة واحدة قابلتى فيها مالك"

"لا تنسى أنه جرحنى من قبل و فضل فتاة أخرى عنى" قلتها و أنا أشعر بألم فى صدرى و لا أعلم لمَ شعرت بهذا من الأساس! و لكنه كان واضحاً على وجهى.

ابتعدت عنى ماريا و جلست بجانبى و قالت "لا تقولى لى أنكِ أصبحتى مع مالك لتشفى جرحك من سامى و تملئى الفراغ الذى تركه فى قلبك؟!!"

جلست على السرير و أنا أنظر لها بدهشة "لا بالتأكيد لا، من المستحيل أن أفعل شيئاً كهذا و أنتِ تعلمين هذا جيداً أنا لست من هذا النوع من الفتيات"

"نعم أعلم هذا و لكن مماطلتك هذه هى التى جعلتنى اقول هذا، ماذا حدث إذاً؟؟"

اخذت عينى تدور فى كل أنحاء الغرفة و اخذت نفساً باعتراض ثم قلت "حسناً، سأخبركِ بالأمر"

اخبرتها بكل شىء حدث بينى و بين مالك و سامى.

فما كان رد فعلها سوى أنها شعرت بالحزن لسامى قائلة "و لكن يا همس!! لاشك أنكِ جرحتى سامى كثيراً بكلامك هذا خصوصاً أنكِ اخترتى مالك بدلاً منه" قالتها بنبرة عتاب.

"لم استطع تجاهل حبى لمالك يا ماريا و رغبتى الشديدة فى البقاء معه"

"و لكنكِ صديقة سامى منذ زمن طويل و أرى أن الأولية كانت لسامى فهو يعرف كل تفاصيلك" قالتها ثم امسكت يدى مستكملة كلامها "أحببته منذ أن كنتِ فى الثانية عشرة، كيف أمكنكِ أن تتجاهلى كل تلك السنين من الحب الذى كان يتضاعف كل سنة، أنا لم أتوقع أن تتخلى عن حبك هكذا"

"ألستِ من كنتِ سعيدة قبل قليل لأنى مع مالك الآن و لأنى أثرت عليه إيجابياً و كل هذا الكلام؟؟!!"

"نعم أعلم هذا، و أنا أعنى ما قلته حقاً، و لكنى بعدها تذكرت تلك الأيام التى كنا نجلس فيها معاً كتلك الجِلسة الآن، و كنا نتحدث لساعات عن اشياء مماثلة كهذه، فتذكرت كلامكِ الذى لم يكن ينتهى عن سامى و كم كنتِ تحبينه جداً و كم كنتِ تشتاقين لأن يعترف لكِ بحبه، كانت نبرتكِ حينها مثل تلك النبرة التى كنت تتكلمين بها عن مالك الآن، و كانت عيناكِ تلمعان و هى شاردة فيه مثلما كنتِ الآن، و تذكرت أيضاً ذلك اليوم الذى أتصلتى بى على الهاتف و انتِ تبكين بشدة تخبرينى أنه أحب صديقتك و أنه أصبح حبيبها، أتذكر تلك النبرة المجروحة أتذكر ذلك الألم فى صوتك، لذا أنا حقاً مندهشة لأنكِ نسيتى كل هذا و اصبحتى تحبين مالك بل و فضلته عن سامى بعد كل هذا"

لهذا أحببتك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن