لماذا لم تأتى

662 35 6
                                    

اتصلت بى همس و كانت تبكى بشدة وتقول

"أين انت؟!! انا خائفة جداً..... بل أكاد اموت خوفاً، احتاجك، ارجوك تعال انا فى طريقى الى المنزل ارجو ان تأتى الآن"

تسارعت دقات قلبى عندما سمعت صوتها هكذا، و هرعت إلى المنزل دون تفكير ناسياً غضبى منها.

وصلت إلى المنزل فى غضون دقائق، سألت إحدى الخادمات عن مكان همس فأجابتنى انها بغرفتها.

فذهبت الى غرفتها مسرعاً و طرقت على الباب "همس انه انا افتحى الباب"

فتحت همس الباب و كانت عيناها حمراوتان من كثرة البكاء و لون جلدها شاحب و وجهها يغمره الخوف.

قلقت كثيراً من مظهرها هذا و قبل ان انطق بأى كلمة اتجهت نحوى مسرعة، و وضعت نفسها بين اضلاعى، و تشبثت بى بقوة بيدها الصغيرتان المرتعشتان، و كأنها طفلة صغيرة تطلب الحماية من ابيها.

كانت تضمنى بقوة و هى تصرخ "لماذا لم تأتى معى؟؟!!! كدت امووت خوفاً حقاً"

ارتفعت حرارة جسمى و تسارعت ضربات قلبى اكثر.

ملامسة جسدى لجسد همس انستنى العالم بأسره.

مسحت على شعرها برفق محاولاً تهدئتها و تهدئت نفسى "ما الذى حدث لك؟"

"كان...كان ابى هناك و...و قد لاحظ وجودى، فنظر إلي واشار لحراسه بعينه، فنظروا لى و اتجهوا نحو، من حسن حظى ان المعرض كان مزدحماً فستطعت ان اضللهم بين هذا الحشد الهائل من الناس ركبت سيارة أجرى و اتصلت بك حينها و لكنك لم تجب، لا تتخيل مدى خوفى فى تلك اللحظات القليلة، اردت ان اطمئن نفسى و اهدئ من روعى بسماع صوتك،

ظننتهم سيأخذونى حقاً،

ظننت انى لن أراك مجدداً،

اخذت افكر فيما سيفعلوه بى عندما يمسكونى،

فلماااذا لم تأتى معى؟؟؟!!"

مسحت على شعرها مجدداً "اهدئى، اهدئى يا همس انتِ بأمان الآن، و لكن لماذا ذهبتِ وحدك؟؟"

"بالتأكيد لا انا لا اذهب خارج هذا المنزل بمفردى ابداً"

"كنتِ مع مَن إذا؟!"

"كنت مع سامى"

ارتفعت حرارة جسمى اكثر و لكن تلك مرة كانت غيظاً، و شعرت برغبة فى ان ألقيها على الارض!!

"لماذا تحتاجين إلي إذاً؟؟! و لمَ لم يساعدك هو؟ أليس قريب منك؟" قلتها بغيظ و سخرية.

ابتعدت همس عنى قليلًا و نظرت الى نظرة عتاب و قالت:

"إن سامى مجرد صديق لى و انا لا اشعر بالأمان معه فى تلك المواقف،

فى الحقيقة انا لا اشعر بالأمان مع اى شخص إلا معك انت.....انت فقط يا مالك،

أقسم لك ان سامى مجرد صديق لا اكثر و لكن انت....انت بالنسبة لى اكثر من هذا بكثير،

لماذا لا تريد ان تفهم؟؟!!!" قالت اخر جملة تلك و هى تصرخ.

قالت همس هذا ليتوقف قلبى عن النبض، و لكنى سرعان ما افسدت الامر تماماً.

فكانت الشكوك بداخلى لازلت اعشر بحريقها.

"إن كان مجرد صديق فقك، فلمَ كذبتى علي أمس و ذهبتى الى منزله بدلاً من المركز التجارى؟؟"

نظرت إلي همس باندهاش "ما الذى تقصده بسؤالك هذا؟!!"

"انتِ تعلمين تماماً ماذا اقصد!!" قلتها بنبرة حادة.

**بربك يا ماالك!!!! كيف تفكر بى بتلك الطريقة؟؟!! انا لا اصدق!!**

**ان كنت مخطئا فلما ذهبتى لمنزله اخبرينى؟؟!** كنت مازلت احدثها بنفس النبرة.

**انا لم اكذب فقد ذهبت الى المركز التجارى فعلا كما اتفقنا،، ثم ذهبت الى منزله لألقاء التحية على اخته و تناولت العشاء معهم،،

كنت سعيدا كثيرة بصحبتهم،،

لطالما كنا نجلس تلك الجلسة سويا فى الماضى**

اخته!! إذا لم يكونا بمفردهما!!

ارتاح قلبى كثيرا،، و لكن همس انزعجت منى اكثر.

و نظرت لى بدموعها **حقا؟!!! انا من لجأ إليك عندما شعرت بالخوف لأنك اقرب الناس الى قلبى،،

و انت تفكر بى بتلك الطريقة؟!**

**همس انا....**

لم تدعنى اكمل كلمتى و غلقت الباب بقوة فى وجهى.

كم انا غبى لقد افسدت الامر تماما!!

و لكن لحظة أقالت حقا انى اقرب الناس إلي قلبها؟!

اتحبيننى يا همس مثل ما احبك؟؟

كم اشعر بالذنب مما فعلت.

طرقت على الباب مجددا **همس افتحى الباب من فضلك،، انا لم اعنى هذا حقا**

و لكن من اخدع فقد بينت لها ما عانيت تماما.

**همس من فضلك افتحى**

و لكنها لم تجبنى،، كنت اسمع صوت بكائها من خلف الباب.

غضبت و قلت لها **همس سأفتح**

و فتحت الباب،، فوجدتها جالسة على الارض و واضعة رأسها على السرير.

ألمنى مظهرها كثيرا.

ذهبت لها و وضعت يدى على كتفها.

**همس انا آسف** ياااا إلهى لأول مرة فى حياتى انطق بتلك الكلمة.

بالتأكيد انا قد جننت تماما.

نظرت الى،،

اااآه كم هى جميلة حين تبكى بهاتان العينان البنيتان اللامعتان.

**لم اقصد الأسأة لكى،، فقد كنت غاضبا لأنى ظننت انك كذبتى على.....سامحينى**

مسحت همس دموعها و ابتسمت ابتسامة خفيفة و قالت **سامحتك**

ابتسمت لها و وجدت نفسى بطريقة لا إراديا اضمها و قد بادلتنى العناق.

كان شعور رائعا،، و كأن قلوبنا متصلة بطريقة عميقة.

احبك يا همس ❤❤

ياليتنى استطيع ان أبوح لكى بهذا.

يوما ما سأفعل....ولكن ليس اليوم.

لهذا أحببتك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن