الفصل الثامن .

2.9K 165 54
                                    



_ فلتضع الدود... ولتسدد السماء خُطاك .

قالتها افانجلين والدمع لا يكف عن الانهمار .. لا تعلم ماذا سيكون مصيرها فقط تنتظر معجزة إن تحدث لتغير كل شيء للجميع .

كف الجميع عن الكلام وانهمك زين في المحاولة الأخيرة .. فخلع قميص دانيلا المزين برسوم متحركة طفولية جميلة ..وكان عقرب الساعة المعلقة على الحائط تصدر صوتاُ عنيداُ لا يرحم .. وكانت كل ثانية تمر تحمل معها شيئاُ من الأمل وبدت داني بجسدها العاري المتألم تحت ضوء الغرفة الساقط عليها مباشرةُ شاحبة كالشمع ... اخيراً وضع زين الدود عليها .. فظهرت نقطة من الدماء .. وبدا الدود يثبت عليها ويمتص الدم نقطة تلو ولأخرى كانت حياة داني تتقرر وتلك الدقائق التي تمر والدود عليها رهيبة ذات انفعال مؤثر عميق .. وأي تنهد ضعيف يخرج من فم الطفلة يجعل افانجلين تعتقد أنها تجود بأخر أنفاسها ومرت لحظة تصلب فيها جسدها فظنت افانجلين أنها قد فارقت الحياة وكادت إن تنتفض على هذه الحشرات الشرهة التي تمتص دمَ شقيقتها البريئة , بغية انتزاعها وإلقائها بعيداً عنها , ولكن قوة عليها كانت تمنعها من ذلك فظلت في مكانها صامته بلا حراك تصارع عقلها الباطن بعنف .

_ أخرجوها من هنا .

نطقها زين بعد إن لاحظ تسمُر افانجلين وصمتها المورق وهي تحدق بداني بقلق بالغ فيه .. لكنها لم تسمع ما قاله ليهز لوي كتفيها لتفز من شرودها .

_ هيا من هنا .

اخبرها لوي وهي يسحب معصمها ويجرها خلفه .. لكنها وبحركة انفعالية سحبت يدها من قبضته لتعود مكانها تأبى التحرك ... نظر إليها زين بطرف عينيه فلا يريد إن ينشغل عن جسد تلك الطفلة ولا يريد إن ترى شقيقتها الكبرى صغيرتها تتألم ... فصرخ بها زين وهو يعيد شعره إلى الخلف :

_ لقد وعدتكِ إن تكون بخير وسأفعل .. ولكن اخرجي سأفعل المزيد والأقسى فلا ترهقيني ببكائكِ .

كانت افانجلين تنظر إليها بتعبير بارد .. دموعها توقفت فقط تحملق به مشدوهة ... إما زين قد حول نظره من افانجلين إلى أخيه يحدق بعينيه فأشار له بأن يخرجها .

عاد زين بيديه الموشومتين بعناية فائقة وجمال لا متناهي إلى جبين تلك الطفلة يتفقد حرارتها , فوجدتها ساخنة كالنار .. نظر إلى الطبيب القابل له فقال بنبرة سريعة :

_ اجلب لي أي دواء يخفض حرارتها ..... ولكن تأكد من انه يناسب عمرها .

ترك الطبيب كل شيء من يديه وهرع ينفذ ا طلب زين فصاح به زين يؤكد عليه.. يهتم بها بشكل مفرط أنها مجرد حاله مرضية عليه معالجتها ولكن لمّا يفرط في عنيتها ؟؟ حَاَلَ السؤال بينه وبين نفسه فقاطعه ..حركة صغيرة من داني ثم رفعت جفنيها ببطء فأغلقتهما من جديد بسبب الضوء الساقط فوق عنينها .. فتحت عينيها من جديد بحركة تنمِ عن مزيج من الدهشة والإرهاق الشديد .. ومرت على وجهها رعدة خفيفة وبدت من خلالها وكأنها تتنفس بضعف ثم حركت شفتيها .. فمال عليها زين بودْ وتمتمت دانيلا تقول :

ضْوء القَمٌَرْ~ || Moon Light  قيد التعديلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن