الفصل السابع عشر

2.1K 125 11
                                    

p { }

Part 17

شمس الشتاء ظهرت اخيراً من الخفاء  لتعلن بدء يوم جديد , بين طيات أشعتها حكايات كثيرة ستحكى اليوم

تنيرُ جزاءً وتعتم جزءً أخر , لتتمكن اخيراً من تدفئ مشاعر المخذولة قلوبهم ولتتمكن من دثر الالم يوم رحل وبقيت فقط إحداثه في كتاب الذكرى ليروُى يوم ما .

دخل المنزل بهدوء كعادته , وما كاد ان يخلع سترته حتى سمع صوت من خلفه :

_ بَني..  صباح الخير .

كان صوت والده الغليظ ليحي ولده  تقدم زين منه بخطوات وأخذه في عناق سريع و مشى الى غرفة المعيشة ألقى بنظرة الى المطبخ لم يجد والدته استغرب الأمر و قطب حاجبيه فقال لوالده وهو يرمي ثقل جسده على الأريكة :

_ أين أمي .. لا أراها في  الجوار !

_ ذهبت الى السوق , تعرفها جيدة أنها ربة منزل عظيمة .

أجاب ياسر على استفهام ابنه وهو يقلب قطع الخشب التي تحترق  بالمدفأة فالمنزل كبير ويحتاج ناراً ضخمة لتدفئته فلقد كان المنزل ذو طابعاً بسيط جميل إذا كانت تتوسط غرفة المعيشة  أريكة ضخمة رمادية اللون عليه قطعة كبيرة من الصوف المحاك يدوياً  والجدران كلها مطلية باللون الأسود وبوسطه جدار ابيض ليترك ذلك فخامة ويعطي للمنزل دفئاً خاصاً .

 غلب على زين  النعاس ولم يقاوم رغبته  بالنوم على الأريكة المريحة صمت والده ادخله في نوم عميق ثقيل يوضح مدى تعبه , انتهى ياسر من النار وامسك بالكتاب وهو يقرا فيه بصوت مرتفع يطرب مسمع زين الغافي بين أحضان ذلك الغطاء الصوفي الجميل وما ان أتم قراءة الصفحة الأولى سمع صوت الباب يفتح ترك الكتاب ونهض مسرعاً   الى زوجته قبل ان يساعدها على حمل  تلك السلة التي  تحوي ألوانا زاهية وعبق زهور البنفسج يملا المكان اقترب نحوها وعانق خصرها بيديه وطبع قبلة على جبينها وهو يهمس :

_ أراكِ اكثر جمالاً سيدة مالك .

توسعت ابتسامتها لتقول وهي تحيط يديها حول عنقه :

_ وأنا أراك اكثر وسامة سيد مالك .

ما ان أنهت كلمتها خطف قبلة من شفتيها لتقول بغيظ مصطنع وهي تبتعد عنه :

_  ما بك ؟ إلا تخشى ان يراك أبنائك ؟؟

_ لا , لان كليهما سيقفان معي ضدك ِ  .. لم تعودي كسابق عهدكِ مادلين , كنتِ جياشة المشاعر .

نظرت إليه بطرف عينها وعقدة حاجبيها لا تنفك عنها , ظل يدور بناظره إرجاء المكان عدا عينيها فقالت بصوت حاني وهي على وشك الاقتراب :

_ عزيزي .. تعلم جيداً إنني أخشى ان  يرانا احد صغارنا .

_ صغارنا ؟؟ عن ماذا تتحدثين مادلين ,  زين طبيب ولوي رسام بارع لم يعودا صغارنا ً قولي فقط انكِ لا تريدينني .

ضْوء القَمٌَرْ~ || Moon Light  قيد التعديلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن