الفصل الثالث والعشرون .

1.5K 93 22
                                    

قراءة ممتعة 💕
____________________________________

"‏وأعُود إلى رسائِلك القَديمة كلاجئ يَفتحُ باب وطَن تعُود الذِكرى تعُود التفاصيلَ ويعُود قلبي كأول يوم حُب بيننا وأنـتَ حاضر لا تغيب."
نطقت اخر كلمة لترفع نظرها اليه ، ليبتسم ويسبقها بالقول :
-كتاب ممتع .
هزت رأسها وهي تجاريه على  ما يقول ، سكتت ثوانٍ حتى اردفت قائلة :
- غدا سنبدأ بكتاب جديد ،  والان هيا للنوم .
زوم شفتيه بطفولية ، لكنها كانت حازمة ، فوضعت الكتاب جانباً ووضعت على جسده الغطاء .. مسحت على  شعره بسكينة  قائلة في حنوّ:
- احمد الله ، واسجد لله كل يوم بأنك بخير لوي ، لم تعلم كم ارعبني سقوطك ، فقط ظننت انني خسرتك الى الابد .
- لا تقلقي ، فأنا لن اترككِ كي تصبحي لغيري .
ابتسمت بخجل وطبعت قبلة ع جبينه ْ و استلقت ع الاريكة ، لقد  بقيت تنظر اليه كما يخال لها بأنه يفعل المثل ، دعت من عمق قلبها بأن يتعافى تمام ويعود الى ماكان عليه ، وان تبصر زرقاويه النور من جديد .

في نفس المكان وفي احضان عُتمة الليل  ، كان زين يصارع ذلك الكابوس المرعب ، كان يحاول النهوض ولكن هناك رادع ، وكأن الحُلم قد تشبث به بقوة ، انتفض جسده بقوة وجبينه حارٌ ،متعرق ، ثم فزع من نومه يلهث بقوة :
- يا إلهي ، لقد .. الحمد لله انه مجرد كابوس .
مسح ع جبينه ، ونظر جانبه وجد لوي نائماً بسلام ، زفر بقوة ومن ثم نهض ليشرب الماء ..
- لا تفرط في التفكير زين .
حادث نفسهُ  ، خرج الى الحديقة ونفسه مضطرب ، ويرتشف من قنينة الماء كل ثانيتين ، يبدو ان ذلك الكابوس ارهقه ..
سار بين المقاعد المتناثرة  فوق الخضرة بسلاسة حتى لقيها تنظر الى السماء ، وتحرك اصبعها السبابة دون اي تفكير منه قال في تسارع :
-وجدت طفلة تعدٌ النجوم .
استدارت له بسرعة ، ومن غير ذلك الامير يملك ذاك الصوت  الجميل  :
-لم استطع النوم ، فخرجت .
القت كلماتها ببساطة ولترفع كتفيها في كلمتها الاخير  ، ولكونها شخصاً ينمو الفضول في نفسه ، سارعت بسؤالها له برقة كما اعتاد عليها :
- وانت ؟ ماذا حل بّ نومك؟
- لقد غفوت وانا استرق السمع الى حديث لوي وشارلوت .
جلس قربها وهو يتحدث ، همهمت ليكمل بدوره :
- لقد كانت تقرأ لهُ كتاباً جميلاً ،  لم اشعر بنفسي سوى انني اصارع كل شيء لإستيقظ .
صمت قليلاً حتى اكمل بهدوء شديد:
- لقد رأيت حُلماً بأن لوي قد مات .
توسعت نظراتها نحوهُ  حين رأت ذلك اللمعان الذي تناغم مع لمعة ً النجوم وضوء القمر ..
- لقد كان حُلماً شنيعاً افان ، لم اعهد على حياتي بدون لوي ، انه كل شيء بالنسبة إلي ... أتعلمين انه ليس لدي اصدقاء ٌ غيرهْ ؟
اقتربت منه وسحبت رأسه الى صدرها تعانقه ، مسحت دمعتيه اللتان سقطتا في الان نفسه .. ولتقول في حنان اشبه بـالام  :
صه ، زين انه فقط كابوس ... لوي هنا وسيجري الجراحة وسيكون بخير .
هدأت من روعه حتى رفعت رأسه بين راحتيها قائلة بتفائلٌ جميل :
- ادعو له ، فـ الله لن يخيب دعوة قلبك الذي يخفق في يسارك عبثاً ، انه مليء بالحب له ، فكن بجانبه .
ابتسم له وما زال ذلك الغشاء  البلوي يكتسح عينيه وسر جاذبيته ، بالرغم من ان جبينه متعرق ، وشعره مبعثر بفوضوية صارخة ، الا انه ما زال يشع وسامة ..  لقد افزع شرودها في قسماته ْ الملائكية قبلتهُ التي طبعها بحب على وجنتيها ، التي لطالما اعلنت استسلمها ، للتورد امامهٌ ..
انزلت رأسها ، وصادف ان توددت إليها تلك الخُصلة لتزل بمستوى ناظريها وتغازلهما ، ولكن ً عُذراً ذلك الوسيم غيورُاً ، فلم يدع ذلك ان يتم ، فسحب تلك الشُعيرات الفاحمة السواد ، ورفع رأسها مغازلاً إياها :
-عينيكِ فجرٌ اعمى ابصر لتوه ، وعينيكِ يا انسه وطن ٌ المّ بكل الموالين .
رمشت بتوالي متوترة من كلامه ومغازلته الغريبة والفصيحة عن كل مرة ، لوهلة شعرت بأن عليها ان تدخل جزءاً من ذلك الشعور الى قلبه ْ فقالت وهي تجرؤ على النظر في ثاقبتيه :
-‏أود الإنصات إلى أغنيتي دون مقاطعة
و رأسي على كتفك.
فجأة رُسمت ابتسامة كبيرة على شفتيه استدعت استغرابها فقال في غرور وتكبر :
- الا تعلمين يا انستي ، بأن صوتي جميل ؟
ضحكت على طريقة كلامه واجأبت على مضض :
- لا، لم تٌعلِمني ، هيا آطربني .
بصقت اخر كلمة بداعي الاستفزاز ولكن حين شرع في الغناء .. صُعِقت في تلك اللحظة تداخلات كل المشاعر في دوامة تسمى "صوته مساوٍ للعشق" انتقى تلك الكلمات التي اسرتها لتحط ب رأسها على كتفه الرجولي العريض تستمع باهتمام وبكل ما اوتبت من مشاعر انثوية ٍ طاغية ، اغمضت عينيها واخذت تحلق برفقته الى حين شاء تفكيرها ، لقد ادركت في تلك اللحظات بأنها قد وقعت بالفعل لذلك الشاب ، ذو الملامح الوسيمة والصوت الاشبه بالعشق.
...
وها قد اشرقت شمساً تحمل بين طياتها حب وامل ، وتفاؤل ، وفرحة  ..
-هيا يا مٌدلل قد آتىٰ الفطور .
اعتدل في جلسته ، و قال بضيق :
-الى متى سأبقى معصوب العينين ؟؟
نفث زين  بأسى  لم يُريد الاجابة ولكن الحاح لوي اجبره ع الاجابة :
- لوي ، انتظر يوماً  فقط .
- اريدُ مهاتفةَ امي زين .
توقف زين عن إطعامه ، فقال :
-لوي، امي لن تتركك قبل ان تعلم سر اختفائُك منذٌ ايام  .
- وٱنا لسًتٌ بقادر ٍ على خوض الجراحة دون دعواتها .
زفر زين ووضع اخر لٌقمةٍ في فمه ومن ثمَ ليتبع ويقف قرب الخزان يخرج له ثياباً ..
- حسناً ، ولكني لستٌ مسؤولاً عما سيحصل حين تعلم  
قهقه لوي ، لاول مرة منذٌ دخوله الى المشفى ، حقاً تراقصت مسامع زين ع موسيقى لوي الرنانة :

ضْوء القَمٌَرْ~ || Moon Light  قيد التعديلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن