الفصل الأول

7.7K 530 332
                                    

الصمت كان مخيم على ذلك الفصل الهادئ حيث كان الأستاذ يجلس على مقعده وهو يبلل حلقه الذي جف بسبب طول الدرس الذي ألقاه للتو ، بينما الطلاب هادئون فحسب فهم بإحدى أرقى مدارس العاصمة وبالكاد يوجد خمسة عشرة طالب بالفصل !

لكن هذا الصمت لم يدم كثيراً فما هي إلا مجرد دقيقة أو أقل حتى صرخ المعلم بكل حده وإستياء :" هوشي تداشي "

وقف هوشي وإبتسامة شقية تتربع على شفتاه وهو ينظر لمعلمه بشيء من التحدي بينما هناك عدد قليل من الطلبة 

ضحك على ما حدث .

نهض المعلم من موقعه وهو يتأمله قبل أن يتحدث محاولاً الحفاظ على أعصابه :" لماذا فعلت هذا ؟ "

إبتسم هوشي بمرحه المعتاد وهو ينطق :" ماذا هل تخاف من العناكب يا معلمي ؟ "

تنهد المعلم بفقدان أمل وهو ينطق :" لغرفة الإدارة حالاً "

عبس هوشي ونفخ وجنتيه بخفة قبل أن ينهض ليتجه لغرفة الإدارة فهو يرى أن ما فعله لا يستحق العقاب !

ليس وكأنه لم يفعل ما هو أسوء بالماضي بهم ، لعبة عنكبوت تشبه الحقيقة بكوب الماء ليست أمراً هو يستحق العقاب عليها ، لذا عليه تلقين معلمه درساً قاسياً حتى يتمكن من تمييز ما يستحق العقاب من عدمه .

أومئ لنفسه إيجاباً وهو يخطوا لداخل غرفة المدير بكل ثقة وإبتسامة شقية مختلطة ببراءة الطفولة متربعة على ثغره .

ما إن رآه المدير حتى تنهد هو الآخر بكل يأس ، هذا الطفل لا يتوقف عن العبث بالأرجاء كما أنه غير قادر على أن يصرخ بوجهه أو أن يعاقبه بقسوة لإنه إبن أحد أكبر أثرياء العاصمة و شركتهم هي الشركة السياحية الأكبر بالبلاد .

إلا أنه نطق بحزم شديد :" ماذا فعلت هذه المرة تداشي ؟ "

توقف هوشي عن العبث بخصلات شعره الشقراء بينما أجاب بمرح ينبعث من حدقتيه الفيروزيتان :" لقد وضعت لعبة للعكنبوت بكأس المعلم فقط وهو يظن أنني بحاجة لعقاب بسبب هذا فقط ! "

أجابة المدير بكل سخرية و إنزعاج مطلق :" مذهل ، هل أنت بحاجة لتصفيق أيضاً ؟ "

ثم أكمل حديثه بجد :" عد لمنزلك حالاً ولا أريد رؤيتك دون ولي أمرك أهذا مفهوم ؟ "

توقف هوشي بمكانه قليلاً فحتى لو أخبره المدير بأن يغادر الآن هو لا يعرف الطريق لمنزله !

هو مجرد طفل بالثامنة وهي مدينة كبيرة للغاية ، ظهر التوتر على ملامح وجهه الصغيرة لينطق المدير مرة أخرى :" ما بك الآن ألم تسمع ما قلته لك ؟ "

~ أغلال طبقية ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن