الفصل الثلاثين و الأخير

7.9K 469 442
                                    

مُحافظة ساغا كانت و تحديداً المنطقة التي تواجد بها الصغيران كانت عبارة عن ساحل يكتظ بالعديد من السكان و الأسواق و الأراضي الزراعية إلا أن البقعة التي تواجد عليها الصغيران ما كانت سوى أراضٍ جبلية غير مأهولة , و للإتجاه للمدينة سيكون عليهم النزول من الجبل إلا أنه كيف يمكن لهما إدراك ذلك حقاً ؟!

كلاهما كان يركض بأقصى سرعته دون المعرفة بأنهما بمحافظة مختلفة عن تلك التي كانا بها مع والدهما , و للحق هذا لم يشغل و لو حيز صغير من أفكارهما التي كانت مُنحصرة بالإبتعاد لمسافة بعيدة قبل أن يستقرا , تنفس كلاهما أصبح أكثر صعوبة فالمسافة التي إضطرا لقطعها ما كانت بتلك السهولة حقاً ! .

لذا أمسك الأكبر بيد شقيقه يجبره على التوقف قليلاً بينما ينطق من بين أنفاسه :" لقد فقد ذاك الرجل وعيه , و الآخر قال أن لديه عمل ما عليه القيام به لذا لنبحث الليلة فقط عن مكان نرتاح به و بالصباح نبتعد لنجد المدينة ؟ "

نظر يوشي له بقليل من التوتر , هو يدرك أنه لن يتمكن من الإستمرار بالركض أيضاً مع ذلك مازال يشعر بالخوف , الليل قد حل و والدهما تأخر إذا حدث و إضطرا لمواجهة تاتشو و من معه مُجدداً ماذا يفترض بهما فعله ؟!

هو نظر لشقيقه و عيناه عكستا تلك الحيرة التي تجمعت بقلبه ، هوشي بادله النظرات بأُخرى مُتشابهة ، هما هربا من ذاك المختل لكن هل الغابة أكثر أماناً لهما ؟!

بالنهاية هو أجبر نفسه للخروج من تلك الأفكار فلا حل أمامهما سوى المُتابعة حتى يعثرا على مكان آمن فقط !

لذا أمسك بيد توأمه مُجدداً ليبدأ بالسير لكن بخطوات هادئة لا راكضة بينما ينطق بخفة :" أخي نحن سنقاتل حتى النهاية ، بأي حال لنبحث عن مكان ما جيد أو من يعلم قد نصل لقرية أو مدينة إن تابعنا السير "

الآخر سار بصمت بجواره و هو غير قادر على إبعاد تلك الأفكار عنه ، هما طفلين و لو أراد تاتشو أن يتصرف بشكل جدي أكثر مما يفعله الآن لما وجد أي منهما فرصة للهرب بل التفكير حتى !

هو يدرك حقاً ما يمكنه فعله فهو ذاته من أدخل خاله السجن و جعل الأمر يبدوا كما لو أن والده من فعلها .

هوشي لم يعجبه ذاك الصمت مُطلقاً ، هو يوتره أكثر بالرغم من أنه يحاول إقناع نفسه بأنهما سيكونان بخير ، شد على يد توأمه يفرغ جزء من الضيق و الخوف الذي بدأ يعود إليه بينما يهمس لنفسه :" ماذا علي أن أفعل الآن ! لو كان أبي هنا ماذا كان ليفعل ؟ "

ما إن أنهى تساؤله ذاك حتى عبرت ذكرى ما على عقله ، بذلك اليوم قطعت الكهرباء بالقصر و فوق ذلك كان هنالك عاصفة قوية تضرب المنطقة ، الأصوات بالخارج إضافة للرعد أرعبته حقاً !

~ أغلال طبقية ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن