الفصل التاسع عشر

5.1K 420 482
                                    

الأوقات تستمر بالتقاطع مُخلفة الكثير من الذكريات المُختلفة , منوعة هي ومُختلطة ما بين السعادة و الألم و الحزن , بيضاء ناصعة أو سوداء قاتمة أو ربما رمادية مُعتدلة وجميع من يعيش تحت حُكم الوقت سيمر بكل هذه الظروف , سيرى الألم و السعادة , سيشهد على الصحة و سيعاني من الألم ! سيبكي من الفرح و ستتناثر دموعه من الحُزن , فبالنهاية هي مُجرد حياة فانية , تمُدنا بعبقها و عطرها الزكي تارة و تهبنا زهور ذابلة بلا رائحة أو حياة بتارة أخرى , فالهدف منها هي المُقاومة و النهوض دائماً , حفر إسمك بكل مكان توجهت له لتترك بعض الأدلة دوماً عن أنك كُنت هُنا يوماً تخوض بغمار الحياة و عواصفها بثبات وتحدٍ .

******

بصباح يوم جديد وكروتين مُمل متكرر دبت الحياة بذاك القصر مُجدداً ,حيث إجتمع أفراد الأسرة الصغيرة على مائدة الطعام , حدق آيكو بصغيره الذي جلس بعيداً عنهما قليلاً بشيء من الإستياء إلا أنه قرر أن لا يُعلق حقاً على تصرفاته فقط ليوم أو إثنين , و بأي حال هو مشغول بالإتصال اللعين الذي طلب منه القدوم لتوقيع بضع أوراق ضروية !

لم يرغب بالتوجه للعمل ليس اليوم بأي حال , هو رغب بالبقاء إلى جوار صغيره و مُراقبة الأوضاع بنفسه بينه و بين سوكي , لا يرغب أن يحدث أي أمر وهو غير متواجد أو دون أن يعلم عنه !

بالنهاية هو نفض أفكاره ليقف بينما ينطق بهدوء :" حسناً أنا سأغادر الآن , لن أتأخر حقاً ربما ساعة أو إثنتين فقط , هوشي أيمكنك أن تكون مُطيعاً حتى عودتي ؟ "

رفع يوشي رأسه لوالده لينطق هو الآخر بهدوء :" أجل , سأفعل "

إبتسم له والده بخفة ولا يعلم حقاً لماذا يثق بأنه سيفعل ؟! بالعادة هو كان ليعيد تلك الجملة على صغيره حتى يحرك سيارته ولن يصدقه وبالطبع صغيره لن يخيب ظنه فهو كان ليعود ويجد كُل شيء مُنقلب رأساً على عقب , لكن مؤخراً و بالتفكير بالأمر مُنذ عودته من المُخيم ماذا فعل هو ؟!

غادر تلك الأفكار فور أن نطقت زوجته بدلال :" إلى اللقاء يا عزيزي "

نظر لها من طرف عينه بينما يجيب :" إلى اللقاء "

هو حمل حقيبته وغادر بعدها مُسرعاً ليعود مُبكراً كما وعد , وما إن إختفى من أمامهما حتى وجهت سوكي حدقتاها الزرقاوتين نحو الصغير الذي كن يحدق بطعامه بغير شهية مُطلقاً لتنطق بضيق :" والآن إستمع لي ودعنا نضع النقوط على الحروف بيننا "

رفع يوشي وجهه ليحدق بها بينما ينطق بحيرة :" تتحدثين معي ؟"

كزت على أسنانها بغيظ وهي تنطق :" وهل هُناك شخص آخر سواك هُنا ؟! "

~ أغلال طبقية ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن