الفصل السادس عشر

5.3K 449 301
                                    

إستيقظ من نومه المُتعب و الذي ما فارقته به الكوابيس ولو لدقيقة واحدة , بعثر خُصلات شعره الشقراء بتعب شديد فكأن حياته التي توشك على أن تُصبح رماداً مُتناثر و سعادته التي دُفنت تحت الأنقاض غير كافية !

حدق بالغرفة التي ينام بها بشيء من التعجب فلماذا هو ليس بغرفته ؟! ثوان فقط وتذكر صغيره وتعبه بالأمس ليلتف بسرعة ويراه نائم بهدوء بينما إحدى يديه الصغير تمسك بقميصه بقوة !

إبتسم بحنان وهو يبعثر له خُصلات شعره قبل أن يضع يده على جبينه للتأكد من حرارته , عبس قليلاً فحرارته لم تنخفض بالكامل , أعليه أخذه للمشفى ؟ هو بعثر شعره بشكل أقوى قليلاً بينما يتحدث بهدوء :" هوشي ! إنهض هيا يكفي نوماً "

عبس الصغير بينما يحشر جسده بين يدي والده ويقبض على قميصه بقوة دون أن يفتح عيناه حتى , إتسعت إبتسامة آيكو وهو يهزه برفق :" هيا إنهض هوشي ! "

فتح الصغير عيناه بخفة قبل أن يعتدل بجلسته وهو يفرك عيناه الشبه مغلقة بيداه عله يصحوا ويبعد النوم منهما , حمله والده و أجلسه على قدميه ليضع يوشي رأسه بصدره يسمك قميصه مجدداً ويعود للنوم !

ضحك آيكو بخفة وهو يتحدث :" حقاً ؟ هل ستعود للنوم ؟"

أجابه يوشي بشيء من العبوس و الإنزعاج :" ولماذا لا ؟ "

تنهد آيكو قبل أن يعيد وضعه على الفراش وهو ينطق بحنان :" لا بأس يمكنك العودة و النوم يا صغيري "

لم تصدر أي إجابة من الصغير الذي غرق بالنوم مجدداً ليقبله آيكو على جبنيه بينما ينهض من مكانه فهنالك الكثير مما عليه فعله قبل ليلة الغد .

******
جلست مع بعض من صديقاتها الأرستقراطيات بالحديقة فعلى عكس أجواء الأمس الماطرة كانت السماء صافية و إن هبت بعض النسمات الباردة بين حين و آخر !

وبالرغم من أنها لطالما عشقت هذه الأجواء حيث تستمر بالتفاخر بأعمال إبنها و إنجازته و طاعته وغيرها إلا أنها اليوم حافظت على صمتها و لم تستمع حتى لمن يحدثنها ، كل ما أفكرها إنصبت على طفلها و ردة فعله تلك ، هو ما كان يوماً قادراً على إغضابها بل العكس لطالما سعى لطاعتها و سعادتها !

هو كان مصدر فخرها دائماً و الآن ما عادت تعلم أهي أخطأت أم هو ؟ أحقاً هو يحب تلك المرأة ! بل و أكثر منها حتى ؟ إلى الدرجة التي جعلته يطردها من منزله ؟ لماذا لا يفهم أنها ما أرادت له سوى السعادة ؟!

تلك الباقة المليئة بالورود المنوعة ذات الرائحة العطرة أخرجتها من من تلك الأفكار التي لم ترأف بها مُنذ الأمس ، نظرت أمامها لتجد رجل غريب أمامها بينما يتحدث بإبتسامة :" سيدتي هذه الباقة من السيد تداشي ، هو يطلب منك السماح له برؤيتك للإعتذار شخصياً "

~ أغلال طبقية ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن