هو أخفض رأسه يشيح ببصره بكل أرجاء الغُرفة , وقد أخفى ذاك الهاتف من فوره تحت وسادته , ما كان ليتحدث بهذه السهولة حقاً بل ربما الآن عقله يحيك له مئات الخطط لجمع المال و إصلاحه بنفسه !
تنفس آيكو بعمق بينما يبعثر خُصلاته وهو يتحدث بلطف :" بأي وقت تظن أنه يمكنك الحديث سأكون هُنا لأجلك حسناً ؟ و الآن إبقى بفراشك فلا أظن أن رأسك بخير حقاً بعد كل ذاك البُكاء , تناول الطعام و عُد للنوم قليلاً موافق ؟ "
أومأ له إيجاباً دون أن ينطق أيضاً لينظر له بحيرة قبل أن يُغادر الغرفة , هل صغيره غاضب منه لسبب ما ؟! هو حقاً لا يعلم أم أنه يشعر بالخجل منه ؟ لكن لماذا ؟ أهي بسبب ذلك الجرح أم ماذا ؟!
بعثر خُصلاته قليلاً فبالنهاية هو سيكتشف ذلك و إن إضطر لسؤال هوشي عن ذلك , الآن عليه أولاً الذهاب للمحكمة فالأوراق ستكون جاهزة بالفعل و من ثم العودة لمكتبه لإكمال ما سيفعله بأسرة كيجي ثم تحين فرصة مُناسبة للإنقضاض على تاتشوا .
~ بداية الفصل ~
بعد عدة ساعات جلس كِلا الصغيرين بذات الغرفة , أحدهما كان منغمساً بقراءة كتاب ما أحضره من مكتبة المنزل بينما الآخر يحدق به بملل شديد , بالنهاية هو تنهد بصوت مُرتفع ليترك الأصغر منهما ما بيده ليحدق بتوأمه بينما ينطق بهدوء :" ما الأمر ؟! "
قفز الآخر من فوره ليصبح أمام شقيقه ليضع إحدى يديه على جبهة توأمه و يده الأخرى على جبهته هو , عدة ثوان مرت قبل أن ينطق بإبتسامة مرحة :" أنت لم تعد مريضاً بشدة ! أعني لم أعد أشعر أن هناك إختلاف ما لذا أترك هذا الكتاب و دعنا نذهب للعب بالأسفل ! "
ضحك يوشي بخفة و هو يجيبه :" أتشعر بالملل ؟! بأي حال هو تقريباً موعد تناول الغداء صحيح ؟! سأفعل ما ترغب به بعده حتى لا يغضب أبي موافق ؟"
عبس هوشي بشدة بينما نطق :" و ماذا نفعل الآن ؟! أخي لقد مللت من رؤيتك تقرأ هذا الشيء المُزعج وبذات الوقت أريد اللعب معك لا لوحدي ! "
شيء من الذنب تسلل لقلب الأصغر منهما فهوشي جلس برفقته بهذه الغرفة طوال الصباح للعناية به و الحديث معه و هو فقط نسي نفسه عند رؤيته لهذا الكتاب .
عض على شفتيه بسوء ليميل هوشي برأسه بحيرة قبل أن ينطق بجد :" أخي أخبرني ماذا تحب أنت بالعادة ؟!"
رفع الآخر رأسه قليلاً قبل أن ينطق بشيء من الضيق :" أنت تعلم من المُخيم أنني لا أُجيد اللعب حقاً , لذا أي شيء ترغب بلعبه لا مشكلة لدي به , يمكنك تعليمي اللعبة إن لم تغضب بسرعة !"
عبس هوشي فليس هذا ما قصده حقاً من سؤاله ذاك ! ثُم هو بالمُخيم لم يغضب منه حتى عندما خسرا اللعبة وكان سعيداً فقط لإنه نجح بإخراجه من خيمته للعب معهم لذا هو قطب حاجباه أولاً ثم عقد يديه لصدره كما لو كان غاضباً بينما يهتف :" و من سألك عن هذا ؟! ثُم هل نسيت كم أنا معلم مذهل ؟ لقد قمت بتعليمك اللعبة بسرعة ! و ما قصدته هو فقط ماذا تحب أن تفعل بالعادة ؟! أو مثلاً ما هي هوايتك ؟! "
أنت تقرأ
~ أغلال طبقية ~
Adventureتمارس الحياة في بعض الأحيان ألاعيب غريبة .. هذه الألاعيب قد تؤذي البعض بينما تساعد على ارتقاء البعض الآخر .. قد ترسم ابتسامة جميلة على وجه البعض ..بينما تجرح آخرين بجروح لايمكن لأي إنسان أن يمحيها .. جروح تستقر بالقلب .. لتحمله طوال طريق حياته آلام...