الفصل الخامس و العشرين

6.2K 430 539
                                    

كان يسير بلا توقف بأرجاء مكتب والده , حدق آيكو بصغيره بينما ينطق بهدوء :" هوشي ما رأيك بتناول القليل من الطعام ؟ "

قطب حاجبيه بضيق شديد بينما يجيبه :" لا ! ليس قبل أن تُعيد أخي لي الآن "

إقترب مُعلمه منه ليوقفه عن السير هكذا بينما يتحدث بشيء من التوبيخ :" لكنك هكذا ستصبح أكثر ضُعفاً , لقد فقدت وعيك بالمدرسة أيضاً كيف ستساعد والدك على إستعادة يوشي إن فقدت وعيك مُجدداً ؟! هو قد يذهب من دونك ! "

شهق الصغير بسرعة و إعتراض بينما يحدق بوالده الذي أومأ إيجاباً من فوره ليعود العبوس يزين ملامحه بينما إرتجفت شفته السُفلية مُعلنة عن عودته للبكاء , تقدم آيكو منه ليحمله بخفة بينما يتحدث بحنان وعطف :" صغيري لا تخف أرجوك , شقيقك قوي صحيح ؟! ليس وكأننا سنتخلى عنه , أُقسم لك يا بُني لن أنام حتى يصبح يوشي بالمنزل و بأمان حسناً ؟ الآن فقط تناول طعامك و كل شيء سيكون بخير "

هو حاول مسح دموعه بخفة بينما يتحرر من قبضة والده و يبتعد عنه قليلاً , ليس وكأنه إقتنع إلا بأمر واحد و هو أنه لا يريد أن ينهار فجأة فيذهب والده من دونه !

بالنهاية إتجه هو لمعلمه ليُمسك بيده حتى يذهبا معاً لشراء الطعام وقد كان ذلك مُتزامناً مع دخول كل من تاكاشي و هارو للمكتب , صمت تام حلق بتلك الأجواء , آيكو حدق بتاكاشي أمامه بشيء من الهدوء المختلط بالذنب بينما الثاني نظر لكل شيء بالغرفة عداه هو !

هوشي و فور رؤيته لخاله تخلى عن يد مُعلمه و إنطلق إليه مما دفع تاكاشي لينخفض لمستواه بينما الصغير شد على قميص خاله وهو ينطق بعتاب :" لقد وعدتني ألم تفعل ؟! قلت أنك ستحميه من المتنمرين ! إذاً لماذا ذلك اللعين تمكن من أخذ أخي ؟! هذا ليس عدلاً , أنت لم تفي بوعدك لي ما كان علي الثقة بك "

شد خاله بإحتضانه له وقد أغمض عيناه بشيء من الألم بينما يجيبه :" آسف حقاً يا صغيري لإنني خذلتك , لكنني لم أكن موجوداً بذلك الوقت و إلا أقسم بأنني ما كنت لأسمح لأحدهم بالإقتراب منه و إن عنى ذلك قتلهم إن إضطررت ! "

هارو إنخفض أيضاً ليبعثر خُصلاته الشقراء بخفة بينما يتحدث بلطف :" تعلم يوشي حقاً لن يرغب بأن يراك تبكي هكذا ! عليك أن تكون قوياً ليصبح هو أيضاً قوي بك ! "

إبتعد الصغير عن خاله ليومأ له إيجاباً بينما يمسح دموعه ليهتف :" أنا سأصبح قوياً و للغاية ! و حينها لن يتجرأ أحد على الإقتراب من أخي مُجدداً أبداً "

ابتسم ناو له وهو يقترب منه بينما يتحدث بهدوء :" أجل عليك أن تكون كذلك و الآن يا صغيري هيا لنذهب لتناول الطعام موافق ؟ "

~ أغلال طبقية ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن