لم يغادر آيكو مكتبه منذ شجاره مع والدته صباحاً ، وبالمساء قامت الخادمات بوضع طعام العشاء بينما تقدمت إحداهن وهي تتحدث بتهذيب:" السيد آيكو لا يريد تناول العشاء , ولذلك أتمنى أن تتناولوا طعامكم "
تنهد سوزوكا ونظر إلى زوجته بحنق أما هوشي فقد غادر المائدة ولم يجب على نداء جده .
نظر سوزوكا لزوجته مجدداً وهو يتحدث:" أيعجبك الأمر الآن ؟"
أجابته بكل حدة :" يريد أن يعيدها أتتخيل ؟"
تنهد بملل وهو يجيبها:" إنها والدة أبنائه وهو يحبها فماذا تريدين لإبنك غير السعادة"
إنتفضت وهي تنطق بإستياء :" أنا أريد السعادة له ولذلك لن أقبل بذلك "
أجابها وقد تخلل بعض الحزن صوته :" لقد كانت مهذبة معك دائما"
نظرت له بإستياء وهي لا تفهم السبب الذي يجعل الجميع يدافع عنها كما لو أنها الفتاة الوحيدة على وجه الأرض :" دعك منها الآن ولنتناول الطعام ."
وعند المكتب كان هوشي يطرق على باب المكتب بقوة إلا أن آيكو لم يجبه ، لذا نطق بصوت مهزوز :" أبي , أبي , إفتح لي الباب أرجوك ."
لم يجبه سوى الصمت فقط ليردف هو بقلق :" هل أنت نائم ؟ "
أجابه أخيراً بصوت هادئ لكنه يفيض بالحزن :" دعني وشأني فحسب "
هو لم يكن ليستسلم بهذه السهولة لذا نطق بسرعة ولهفة :" أبي هل أنت بخير ؟ لماذا غضبت هكذا ؟"
مرة أخرى عاد الصمت ليحلق على الأرجاء ليعود هوشي للحديث بنبرة أقرب للبكاء
: " أبي أرجوك دعني أدخل , إفتح لي الباب"أجابه بصوت مخنوق فهو يريد أن يعزل نفسه فقط لتصفية أفكاره :" قلت لك إذهب"
دموعه بالفعل إنهمرت بغزارة وهو يتحدث :" حسنا لن أزعجك ولكن إن شعرت بأي شيء أو ألم أخبرني أرجوك فقط ناديني."
أجابه آيكو بهدوء و إقتضاب :" حسناً"
بدء هوشي بالبكاء بصمت ثم جلس بالقرب من باب المكتب
فما يحدث الآن له أعاد له ذكريات آليمة للغاية وأجبرته على الخوف بشدة .بتلك الليلة المظلمة كان هوشي في الخامسة من عمره ، وقع شجار حاد بين والده وأحد الشركاء المهمين له , كان هنالك ضغط هائل على عاتقه فهو كاد أن يفقد شركته بالكامل , بذلك الوقت هو غضب للغاية وحبس نفسه بمكتبه بكل هدوء , يومان كاملان لم يجب على أي أحد ولا حتى الطفل ذو الخامسة الذي إلتصق بباب مكتب والده باليوم الثاني دون أن تتمكن أي مربية أو خادمة من إبعاده !
أنت تقرأ
~ أغلال طبقية ~
Adventureتمارس الحياة في بعض الأحيان ألاعيب غريبة .. هذه الألاعيب قد تؤذي البعض بينما تساعد على ارتقاء البعض الآخر .. قد ترسم ابتسامة جميلة على وجه البعض ..بينما تجرح آخرين بجروح لايمكن لأي إنسان أن يمحيها .. جروح تستقر بالقلب .. لتحمله طوال طريق حياته آلام...