الفصل الرابع

5.8K 484 351
                                    

لم يغادر آيكو مكتبه منذ شجاره مع والدته صباحاً ، وبالمساء قامت الخادمات بوضع طعام العشاء بينما تقدمت إحداهن وهي تتحدث بتهذيب:" السيد آيكو لا يريد تناول العشاء , ولذلك أتمنى أن تتناولوا طعامكم "

تنهد سوزوكا ونظر إلى زوجته بحنق أما هوشي فقد غادر المائدة ولم يجب على نداء جده .

نظر سوزوكا لزوجته مجدداً وهو يتحدث:" أيعجبك الأمر الآن ؟"

أجابته بكل حدة :" يريد أن يعيدها أتتخيل ؟"

تنهد بملل وهو يجيبها:" إنها والدة أبنائه وهو يحبها فماذا تريدين لإبنك غير السعادة"

إنتفضت وهي تنطق بإستياء :" أنا أريد السعادة له ولذلك لن أقبل بذلك "

أجابها وقد تخلل بعض الحزن صوته :" لقد كانت مهذبة معك دائما"

نظرت له بإستياء وهي لا تفهم السبب الذي يجعل الجميع يدافع عنها كما لو أنها الفتاة الوحيدة على وجه الأرض :" دعك منها الآن ولنتناول الطعام ."

وعند المكتب كان هوشي يطرق على باب المكتب بقوة إلا أن آيكو لم يجبه ، لذا نطق بصوت مهزوز  :" أبي , أبي , إفتح لي الباب أرجوك ."

لم يجبه سوى الصمت فقط ليردف هو بقلق :" هل أنت نائم ؟ "

أجابه أخيراً بصوت هادئ لكنه يفيض بالحزن :" دعني وشأني فحسب "

هو لم يكن ليستسلم بهذه السهولة لذا نطق بسرعة ولهفة :" أبي هل أنت بخير ؟ لماذا غضبت هكذا ؟"
مرة أخرى عاد الصمت ليحلق على الأرجاء ليعود هوشي للحديث بنبرة أقرب للبكاء
: " أبي أرجوك دعني أدخل , إفتح لي الباب"

أجابه بصوت مخنوق فهو يريد أن يعزل نفسه فقط لتصفية أفكاره :" قلت لك إذهب"

دموعه بالفعل إنهمرت بغزارة وهو يتحدث :" حسنا لن أزعجك ولكن إن شعرت بأي شيء أو ألم أخبرني أرجوك فقط ناديني."

أجابه آيكو بهدوء و إقتضاب :" حسناً"

بدء هوشي بالبكاء بصمت ثم جلس بالقرب من باب المكتب
فما يحدث الآن له أعاد له ذكريات آليمة للغاية وأجبرته على الخوف بشدة .

بتلك الليلة المظلمة كان هوشي في الخامسة  من عمره ، وقع شجار حاد بين والده وأحد الشركاء المهمين له , كان هنالك ضغط هائل على عاتقه فهو كاد أن يفقد شركته بالكامل , بذلك الوقت هو غضب للغاية وحبس نفسه بمكتبه بكل هدوء , يومان كاملان لم يجب على أي أحد ولا حتى الطفل ذو الخامسة الذي إلتصق بباب مكتب والده باليوم الثاني دون أن تتمكن أي مربية أو خادمة من إبعاده !

~ أغلال طبقية ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن