الفصل الثاني و العشرين

6.4K 446 312
                                    

إرتدى معطفه بينما نهض وهو يتحدث بصوت هامس موجهاً كلامه لوالده :" إذاً ماذا حدث لأُمي ؟! هي لا تبدوا بخير حقاً "

أجابه الآخر بذات النبرة الهامسة بحيرة :" لا أعلم حقاً هي أصبحت تشرد كثيراً , تذكر مُنذ تلك الزيارة لمنزلكم "

رمش عدة مرات مُحاولاً تذكر أي تصرف هو قام به و أغضبها , حسناً هو صرخ بهم بأنه لم يجد السعادة التي كانت تتحدث عنها أهذا أزعجها ؟ أم أنها تحاول أن تفهم ذلك ؟ بالنهاية هو تنهد بشيء من اليأس فهو حقاً يجهل طُرق التعامل معها !

من جهة أخرى إتجه الصغير لجدته ليمسك بوجنتيها بكفيه الصغيرتين بينما ينطق بهدوء :" جدتي ! "

هي كانت تحدق به بحيرة بالفعل مُنذ اللحظة التي وقف بها أمامها و أمسك بها مُنتظرة منه الحديث إلا أنها أصدرت صوتاً ما يدل على أنها تستمع إليه ليكمل هو بلطف وإبتسامة هادئة :" هل أنتي بخير ؟! ألم تغضبي عندما علمتي الحقيقة ؟ "

ضيقت عيناها قليلاً وهو تجيبه و الشك لازال يتعمق بداخلها :" حقيقة ماذا ؟ "

أجابها بذات إبتسامته السابقة بينما تراجع للخلف خطوتين وكأنه يقي نفسه بحال إنفجرت هي تواً :" أنني لست هوشي ! أنا و أخي تقابلنا بالمُخيم و من ثُم كل واحد منا عاد بدلاً من الآخر , لذا أنا يوشي هيتومي "

هو كان يراقبها بكل ترقب بينما هي شعرت لوهلة بأنه يتحدث بلغة هي لم تسمع بها من قبل كان هذا قبل أن تنهض من مقعدها متجهة لإبنها و زوجها كإعصار مُتقد يوشك على إقتلاع كل ما أمامه , حدق يوشي بها بشيء من الهدوء الذي لا يعلم حقاً من أين إكتسبه , فهو أراد فعل ذلك , رغب بأن يحضر لها أي موضوع آخر يشغلها عما فعلته زوجة والده و يبعدها عن حزنها ولو قليلاً حتى لو غضبت هي منه !

سار بخطوات شبه سريعة إلى البوابة بعد أن أمسك بمعطفه وإرتداه بسرعة وهو يسير حتى وصل لهم , هو رآى جده الذي كان يضحك بخفة بينما ينطق :" عزيزتي أظن أنك كبرتي بالسن للغاية لدرجة عدم إستيعابك لكل ما يحدث من حولك بسرعة ! "

حدقت به بنظرة مُستنكرة ثم إلتفت إلى إبنها الذي كان يرفع يديه بالهواء فقط كنوع من الإستسلام وهو يتحدث :" لم أعلم بذلك إلا مؤخراً و أبي أخفى الأمر على كِلانا ! "

شهق سيزوكا وهو يهتف :" أنت خائن ! هل بعت والدك تواً ؟! "

أجابه بسرعة :" ماذا ؟ أنت هو زوجها صحيح ؟ّ ليس وكأنني تخليت عنك لعدو ! "

ضحك الصغير بهدوء لينظر له الثلاثة قبل أن تتسع عينا آيكو بينما إلتمعت عينا الجد وهو يقترب من حفيده لينطق :" يوشي ! أأنت من أخبرها ؟! أهذا مقلب ما ؟ لطيف لقد بدأ حفيدي الآخر بتعلم القيام بالمقالب الناجحة ! و إن لم أحب أنني أول ضحاياه "

~ أغلال طبقية ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن