إرتدى معطفه بينما نهض وهو يتحدث بصوت هامس موجهاً كلامه لوالده :" إذاً ماذا حدث لأُمي ؟! هي لا تبدوا بخير حقاً "
أجابه الآخر بذات النبرة الهامسة بحيرة :" لا أعلم حقاً هي أصبحت تشرد كثيراً , تذكر مُنذ تلك الزيارة لمنزلكم "
رمش عدة مرات مُحاولاً تذكر أي تصرف هو قام به و أغضبها , حسناً هو صرخ بهم بأنه لم يجد السعادة التي كانت تتحدث عنها أهذا أزعجها ؟ أم أنها تحاول أن تفهم ذلك ؟ بالنهاية هو تنهد بشيء من اليأس فهو حقاً يجهل طُرق التعامل معها !
من جهة أخرى إتجه الصغير لجدته ليمسك بوجنتيها بكفيه الصغيرتين بينما ينطق بهدوء :" جدتي ! "
هي كانت تحدق به بحيرة بالفعل مُنذ اللحظة التي وقف بها أمامها و أمسك بها مُنتظرة منه الحديث إلا أنها أصدرت صوتاً ما يدل على أنها تستمع إليه ليكمل هو بلطف وإبتسامة هادئة :" هل أنتي بخير ؟! ألم تغضبي عندما علمتي الحقيقة ؟ "
ضيقت عيناها قليلاً وهو تجيبه و الشك لازال يتعمق بداخلها :" حقيقة ماذا ؟ "
أجابها بذات إبتسامته السابقة بينما تراجع للخلف خطوتين وكأنه يقي نفسه بحال إنفجرت هي تواً :" أنني لست هوشي ! أنا و أخي تقابلنا بالمُخيم و من ثُم كل واحد منا عاد بدلاً من الآخر , لذا أنا يوشي هيتومي "
هو كان يراقبها بكل ترقب بينما هي شعرت لوهلة بأنه يتحدث بلغة هي لم تسمع بها من قبل كان هذا قبل أن تنهض من مقعدها متجهة لإبنها و زوجها كإعصار مُتقد يوشك على إقتلاع كل ما أمامه , حدق يوشي بها بشيء من الهدوء الذي لا يعلم حقاً من أين إكتسبه , فهو أراد فعل ذلك , رغب بأن يحضر لها أي موضوع آخر يشغلها عما فعلته زوجة والده و يبعدها عن حزنها ولو قليلاً حتى لو غضبت هي منه !
سار بخطوات شبه سريعة إلى البوابة بعد أن أمسك بمعطفه وإرتداه بسرعة وهو يسير حتى وصل لهم , هو رآى جده الذي كان يضحك بخفة بينما ينطق :" عزيزتي أظن أنك كبرتي بالسن للغاية لدرجة عدم إستيعابك لكل ما يحدث من حولك بسرعة ! "
حدقت به بنظرة مُستنكرة ثم إلتفت إلى إبنها الذي كان يرفع يديه بالهواء فقط كنوع من الإستسلام وهو يتحدث :" لم أعلم بذلك إلا مؤخراً و أبي أخفى الأمر على كِلانا ! "
شهق سيزوكا وهو يهتف :" أنت خائن ! هل بعت والدك تواً ؟! "
أجابه بسرعة :" ماذا ؟ أنت هو زوجها صحيح ؟ّ ليس وكأنني تخليت عنك لعدو ! "
ضحك الصغير بهدوء لينظر له الثلاثة قبل أن تتسع عينا آيكو بينما إلتمعت عينا الجد وهو يقترب من حفيده لينطق :" يوشي ! أأنت من أخبرها ؟! أهذا مقلب ما ؟ لطيف لقد بدأ حفيدي الآخر بتعلم القيام بالمقالب الناجحة ! و إن لم أحب أنني أول ضحاياه "
أنت تقرأ
~ أغلال طبقية ~
Dobrodružnéتمارس الحياة في بعض الأحيان ألاعيب غريبة .. هذه الألاعيب قد تؤذي البعض بينما تساعد على ارتقاء البعض الآخر .. قد ترسم ابتسامة جميلة على وجه البعض ..بينما تجرح آخرين بجروح لايمكن لأي إنسان أن يمحيها .. جروح تستقر بالقلب .. لتحمله طوال طريق حياته آلام...