~ أغلال طبقية ~

الفصل السابع عشر

و أخيراً وبمساء تلك الليلة توقف يوشي أمام المرآة وهو يحدق بنفسه وبتلك البدلة الرسمية التي يرتديها ولم تتناسب حقاً مع مظهره الطفولي !

تنهد بُعمق عله يُجبر نبضات قلبه على الهدوء ولو لوقت قصير فقط , بالنهاية هو نطق بشيء من التذمر لجده الذي يجلس خلفه بإنتظار إنتهائه :" لماذا علي حضور زفاف أبي ؟ هذا غير منطقي مهما حاولت التفكير به ! "

بعثر له جده خصل شعره الحريرية وهو ينطق بخفة :" لا رغبة لي بالحضور أيضاً لكن لا أظن أن تجاهل الإحتفال أمر مُمكن صحيح ؟ "

تمتم الصغير بإنزعاج :" جدتي تكاد تطير من السعادة أيضاً ! "

تنهد جده دون أن يعلق فحتى هو ما عاد قادراً على فهم ما تفكر به زوجته حقاً , ثوان فقط ودخلت المعنية للغرفة بينما تتحدث بسعادة شديدة :" هوشي ألم ترتدي ربطة العنق بعد ؟"

قطب حاجبيه بإستياء وهو يهتف :" لا ! أنا أكره ذلك وهي تقيدني تماماً ألا يكفي البدلة الرسمية ؟ هي تشعرني بالدوار بالفعل ! "

عقد الجد حاجباه بقلق فهو يدرك أن الصغير ليس بخير مُنذ الصباح لذا نطق بسرعة :" هل تتألم ؟ "

أخفض رأسه قليلاً ليزداد قلق الجد بينما تحدث جدته وهي تخرج له إحدى ربطات عنقه :" توقف عن الشكوى الآن هوشي ! أنت بكل حال لا تعاني من أي شيء صحيح ؟ لا تحاول القيام بمقالبك الليلة تنهد بتعب شديد مُستسلماً لها لتتقدم هي وتربطها له بقوة !

عبس بخفة وهو يشعر بإختناق أكبر و قد حاول كتم سعاله حتى خروج جدته على الأقل ، إن مرض و إضطر جده لأخذه للمشفى ألن يسبب هذا المشاكل لوالده أكثر ؟

سار بخطوات متعبة خلف جدته محاولاً عدم الإنهيار أو إبداء ألمه لأحد ما ، إلا أنه وما إن غادر المنزل ليقف أمام البوابة حتى إنهار أرضاً وهو يسعل بقوة شديدة و دموعه تتجمع بعيناه بسبب الألم و الإختناق الذي سشعر به حالياً !

إلتف كِلا جديه حوله بقلق شديد ليحمله جده بخفة وهو يتحدث :" تباً إن كنت تعاني لهذه الدرجة فأخبرنا ! لا تكن هكذا أرجوك "

تشبث الصغير بمعطف جسده قبل أن يبعد إحدى يديه ليضعها على فمه وهو يسعل بحدة ، إتسعت عيناه عندما شعر بذاك السائل الدافئ يغطي يده تلك ليفقد وعيه بعدها مُباشرة !

شهقت جدته برعب شديد لتقترب وتبعد عن حفيدها ربطة العنق و المعطف بينما ابعدها زوجها وهو ينطق بسرعة :" سأخذه معي للمشفى ! إذهبي للحفل و لا تشعري احدهم بذلك و إن كان الأمر سيئاً سأعلم آيكو بنفسي مفهوم ؟ "