جلس بِغُرفته وهو يفكر بأنه ربما من الأفضل ان يطلع الجميع على الحقيقة قبل موعد الإحتفال ذاك فصحته تنهار تدريجياً بسبب القلق و التوتر !
خرج من بحور أفكاره مُحدقاً بالباب الذي تم فتحه ليدخل والده للغرفة ، هو أخفض بصره فوراً و مسح دموعه العالقة بينما قطب آيكو حاجباه وهو ينطق :" لماذا تبكي ؟ "
أومئ سلباً فقط بهدوء ليستلقي آيكو لجواره وهو يتحدث بقلق :" أأنت بخير حقاً ؟ ماذا حدث لك بالمعسكر ؟ تبدوا شخصاً آخر تماماً "
عادت دموعه لتترقرق بعيناه وهو ينطق بهمس :" آسف حقاً "
إزداد قلقه هو يضمه لصدره بحنان شديد بينما يعبث بخصل شعره الشقراء وهو ينطق :" ألستُ والدك ؟ عليك أن تثق بي وتُخبرني إن واجهت مُشكلة موافق ؟ أعدك لن أتهمك بالكذب "
تشبث الصغير به وهو يفكر بأنه والده أيضاً ألا يعطيه هذا حق به ؟ أي أن ما يفعله ليس بالأمر الخاطئ ؟
هو تحدث بعد مُدة :" أبي ، آسف لإنني أقلقتك اليوم كثيراً أنا بخير حقاً "
تنهد بتعب فمنذ متى و صغيره عنيد لهذه الدرجة ؟ هو بالعادة كان ليخبره بما يؤرقه مُنذ البداية ، عض على شفتيه وهو يذكر أن هناك موقفين صغيره إستمر بالبكاء و رفض إخباره بشيء ، أيمكن أن يكون أحدهما ؟ الإحتفال يذكره بإحداها إذاً أهذا السبب ؟
بالنهاية هو إستسلم للوقت الحالي مُقرراً أنه سيراقبه بحذر أكبر ، نهض من مكانه ليقبله على جبينه وهو يتحدث :" وعدتني أنك ستكون بخير و أنا أثق بك لذا لا تبكي الآن ! "
رسم يوشي إبتسامة خافتة وهو يمسح دموعه بخفة بينما يجيبه :" شكراً لك أبي "
إبتسم له لكنه ما إن كاد يُغادر حتى عاد أدراجه وهو ينطق :" صحيح كدت أنسى سبب وجودي هنا ، أنظر بالرغم من أنني قلت بأنك لن تحصل على هاتف بجودة الأول ومع هذا أحضرت لك ما هو أفضل منه "
غمرته السعادة وهو ينهض من مكانه لإستلام الهاتف ، ما كانت لهفته لأجل الهاتف بل لإنه و أخيراً سيتمكن من التواصل مع توأمه !
هو ظن أنه عندما يستلم الهاتف أول ما سيقوم به هو الإتصال بهوشي و شتمه بكل ما يعرفه لكن الآن هو فقط يريد التحدث معه لربما حينها ينخفض شعوره بالتوتر .
******
لم تستطع عيناه النقية أن تكبح جماح غضبها و ألمها بما تقع عليه الآن !
أحقاً توأمه تعرض لكل هذا الألم ؟ و كل هذا بسبب ذلك اللعين ذاته ؟ لم يكتفي بإذلاله بكون والدتهم تعمل لديهم بل هو إعتدى أيضاً عليه بالضرب الجسدي ، أي أخضعه لألم جسدي و نفسي !
أنت تقرأ
~ أغلال طبقية ~
Adventureتمارس الحياة في بعض الأحيان ألاعيب غريبة .. هذه الألاعيب قد تؤذي البعض بينما تساعد على ارتقاء البعض الآخر .. قد ترسم ابتسامة جميلة على وجه البعض ..بينما تجرح آخرين بجروح لايمكن لأي إنسان أن يمحيها .. جروح تستقر بالقلب .. لتحمله طوال طريق حياته آلام...