الأجواء بالقصر كانت طبيعية بالرغم من الإحباط الذي يلف سيده , سيزوكا بالأمس رفض مُغادرة القصر تماماً وبقي بجوار صغيره بينما غادرت شيزوكا للمنزل .
جلس إلى جوار صغيره وهو ينطق بهدوء :" آيكو هيا تعال لتناول طعامك ولا تعارض ذلك !"
تنفس بعمق وهو ينهض ليسير فحسب للأسفل وقد حسم ما ينوي فعله لليوم بالفعل !
وبهذا غادر سوزوكا للصغير و الذي يعلم أنه أكثر من يتألم ربما الآن ,هو جلس على الفراش ليمسح على شعره بخفة بينما يهمس بحنان :" صغيري يوشي "
لم يرفع رأسه للنظر لجده بل نطق حسب بألم :" لا أريد هذا مؤلم ! إن تزوجت أُمي أيضاً فأنا و أخي سنصبح مجرد عبئ على كلاهما ! سيرغبان بالتخلص منا أو ينظران لنا كأننا غلطة ما كان يجب حدوثها ! "
إتسعت عيناه بصدمة من كلام الصغير لينطق بدهشة :" ما الذي تتحدث عنه يا بُني ؟ "
أخرج رأسه من تحت الأغطية لتظهر لسيزوكا ملامح وجهه الباكية و المُتعبة بشدة بينما يهتف :" أبي سيصبح له أبناء من الخالة سوكي ! هي تكرهنا بالفعل و لا تريدنا وأُمي قد تنجب أيضاً غيرنا ثم سيبدأ كلاهما بالتخلي عنا تدريجياً "
مسح على شعره بلطف وهو ينطق بصوت هادئ عله يبث الطمأنينة بأعماق الصغير الخائفة :" لن يحدث هذا يا صغيري , فوالدكما يهتمان لأمركما و كثيراً "
أومئ سلباً بينما يمسح دموعه بخفة بينما ينطق بألم :" لكن جدي إن أنجبت الخالة فهو سيبدأ بحبها حتى ولو لأجل صغيره الجديد وهي ستعمل على جعله ينشغل به وينسى أمرنا ! بحجة أنه مازال طفل ! وأُمي حتى لو لم تنجب لن تسمح لي بالعودة لها مُجدداً بعد الزواج فبما أنها لن تعمل لن تقبل أن يمتن زوجها علينا ! و بمرور فترة ما هي الأخرى فقط ستعتاد على عدم وجودنا ! "
رمش عدة مُرات وهو يفكر بمدى عُمق تفكير هذا الصغير بل حقاً كيف تخطر هذه التحليلات لعقله و الذي يفترض بأنه مُمتلئ فقط باللعب و العبث !
بعثر له خُصلاته وهو ينطق :" لا تقلق , والداك حقاً ليسا من هذا النوع الذي يلقي بأبنائه خلفهم ! ثق بهما و الآن أرجوك هيا بدل ثيابك و إغتسل وأذهب لتناول الأفطار أنا سأذهب لإحضار جدتك , سأعود لهنا للإطمئنان عليك فحسب قليلاً ثم سنغادر فاليوم نحن مدعوان لغداء مع بعض الأصدقاء "
شهق بفزع بينما يهتف :" هل ستغادر حقاً ؟ و سأبقى بمفردي معهما ؟"
عقد حاجباه وهو يجيب :" والدك هنا ! ليس و كأنه سيؤذيك ما بك ؟ "
أخفض رأسه بهدوء فهو مُشتت وللغاية , خائف من كل شيء و بشدة يرغب بأن يجد ما ينقذه من الغرق ببحر من الظلام لكن لا يعثر على ذلك ! إن كان خائفاً من والده الوحيد الذي أدخل الأمن لقلبه الصغير إذاً ماذا يجدر به أن يفعل الآن ؟!
أنت تقرأ
~ أغلال طبقية ~
Adventureتمارس الحياة في بعض الأحيان ألاعيب غريبة .. هذه الألاعيب قد تؤذي البعض بينما تساعد على ارتقاء البعض الآخر .. قد ترسم ابتسامة جميلة على وجه البعض ..بينما تجرح آخرين بجروح لايمكن لأي إنسان أن يمحيها .. جروح تستقر بالقلب .. لتحمله طوال طريق حياته آلام...