الفصل العشرين

6.2K 457 539
                                    

الأجواء بالقصر كانت طبيعية بالرغم من الإحباط الذي يلف سيده , سيزوكا بالأمس رفض مُغادرة القصر تماماً وبقي بجوار صغيره بينما غادرت شيزوكا للمنزل .

جلس إلى جوار صغيره وهو ينطق بهدوء :" آيكو هيا تعال لتناول طعامك ولا تعارض ذلك !"

تنفس بعمق وهو ينهض ليسير فحسب للأسفل وقد حسم ما ينوي فعله لليوم بالفعل !

وبهذا غادر سوزوكا للصغير و الذي يعلم أنه أكثر من يتألم ربما الآن ,هو جلس على الفراش ليمسح على شعره بخفة بينما يهمس بحنان :" صغيري يوشي "

لم يرفع رأسه للنظر لجده بل نطق حسب بألم :" لا أريد هذا مؤلم ! إن تزوجت أُمي أيضاً فأنا و أخي سنصبح مجرد عبئ على كلاهما ! سيرغبان بالتخلص منا أو ينظران لنا كأننا غلطة ما كان يجب حدوثها ! "

إتسعت عيناه بصدمة من كلام الصغير لينطق بدهشة :" ما الذي تتحدث عنه يا بُني ؟ "

أخرج رأسه من تحت الأغطية لتظهر لسيزوكا ملامح وجهه الباكية و المُتعبة بشدة بينما يهتف :" أبي سيصبح له أبناء من الخالة سوكي ! هي تكرهنا بالفعل و لا تريدنا وأُمي قد تنجب أيضاً غيرنا ثم سيبدأ كلاهما بالتخلي عنا تدريجياً "

مسح على شعره بلطف وهو ينطق بصوت هادئ عله يبث الطمأنينة بأعماق الصغير الخائفة :" لن يحدث هذا يا صغيري , فوالدكما يهتمان لأمركما و كثيراً "

أومئ سلباً بينما يمسح دموعه بخفة بينما ينطق بألم :" لكن جدي إن أنجبت الخالة فهو سيبدأ بحبها حتى ولو لأجل صغيره الجديد وهي ستعمل على جعله ينشغل به وينسى أمرنا ! بحجة أنه مازال طفل ! وأُمي حتى لو لم تنجب لن تسمح لي بالعودة لها مُجدداً بعد الزواج فبما أنها لن تعمل لن تقبل أن يمتن زوجها علينا ! و بمرور فترة ما هي الأخرى فقط ستعتاد على عدم وجودنا ! "

رمش عدة مُرات وهو يفكر بمدى عُمق تفكير هذا الصغير بل حقاً كيف تخطر هذه التحليلات لعقله و الذي يفترض بأنه مُمتلئ فقط باللعب و العبث !

بعثر له خُصلاته وهو ينطق :" لا تقلق , والداك حقاً ليسا من هذا النوع الذي يلقي بأبنائه خلفهم ! ثق بهما و الآن أرجوك هيا بدل ثيابك و إغتسل وأذهب لتناول الأفطار أنا سأذهب لإحضار جدتك , سأعود لهنا للإطمئنان عليك فحسب قليلاً ثم سنغادر فاليوم نحن مدعوان لغداء مع بعض الأصدقاء "

شهق بفزع بينما يهتف :" هل ستغادر حقاً ؟ و سأبقى بمفردي معهما ؟"

عقد حاجباه وهو يجيب :" والدك هنا ! ليس و كأنه سيؤذيك ما بك ؟ "

أخفض رأسه بهدوء فهو مُشتت وللغاية , خائف من كل شيء و بشدة يرغب بأن يجد ما ينقذه من الغرق ببحر من الظلام لكن لا يعثر على ذلك ! إن كان خائفاً من والده الوحيد الذي أدخل الأمن لقلبه الصغير إذاً ماذا يجدر به أن يفعل الآن ؟!

~ أغلال طبقية ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن