الفصل الثالث و العشرين

6.3K 425 377
                                    

فتحت شيزوكا عيناها بشيء من الصدمة بينما تقدمت زوجة إبنها وهي تردف بهدوء :" لا أعلم حقاً إن كانت الكلمات ستكفي لتعبير عن الأسباب التي دفعتني للقيام بتلك الحركة الفظيعة معك لكن سأكون صادقة فحسب أولاً أنتي فعلتي الكثير مع هانا زوجة إبنك الأولى و أنا قطعاً لم أكن لأحتمل ما رأته هي لذا فضلت أن أسبقك بخطوة و أطردك من حياتي حتى لا ينتهي الأمر بي مثل الأولى ! "

صمتت وهي تحدق بوجه من أمامها و الذي ظهرت عليه الكثير من الملامح لتكمل :" و ثانياً هُناك الكثير من الأمور التي تجعل أي فتاة تكره والدة زوجها لاسيما إن كانت مُتسلطة و تُحب أن تكون كل القرارات بيدها ! و الحقيقة أنك واحدة منهن , ومع ذلك بعد التفكير بالأمر أظن أن ما فعلته كان فظيعاً فبالنهاية أنتي والدة , لذا أتيت للإعتذار و إخبارك أن منزل إبنك هو منزلك بالنهاية و أتمنى أن نبدأ صفحة جديدة معاً بسلام بحيث لا أُزعجك و لا تزعجيني بل ربما أشبه بصديقات ؟! "

صمتت تماماً وهي تراقب من أمامها بهدوء ما كان يوماً جزء من شخصيتها  و مع ذلك سوكي أظهرت لها حقيقة هي نفسها لم تدركها حقاً بسبب كبريائها و ترفعها ، هانا لم تكرها يوماً أو تقلل من احترامها مُطلقاً بل ما حدث كان العكس تماماً !

لكن بالنهاية وجود الأولى كان دون رضاها بل و بخدعة ما ، فإبنها حتى حرمها من حضور حفل زفافه لإدخالها للمنزل أما هذه فهي من أحضرتها !

ربما لو الظروف مُختلفة لكانت تقبلت هانا و هدأت لكن الآن ما حدث قد مضى و إنتهى و عليها تقبل ذلك لذا هي أومأت إيجاباً مُصافحة لمن أمامها عل الأوضاع بمنزل صغيرها تهدأ أيضاً .

بالنهاية تحدثت سوكي بشيء من الهدوء :" بكل حال ذلك هوشي اظن عاد للمنزل قد ترغبين برؤيته ؟ يمكننا الذهاب معاً "

*****
سار بخطوات سريعة لداخل منزله وهو يبحث بالأرجاء بهدوء بينما يراقب الخدم تحركاته بريبة فهو بدى وكأنه يتسلل للسرقة و ليس شخصاً عاد لمنزله تواً من المدرسة !

إقترب منه كبير الخدم بالمنزل لينطق بإبتسامة هادئة :" سيدي الصغير أهناك أمر ما يمكنني مساعدتك به ؟ "

توقف لينظر لمن أمامه بينما يبتسم بشقاوة :" أهي هنا ؟ "

ضحك بخفة بينما يجيبه :" لا ، بل ذهبت لزيارة جدتك أظنها ستدعوها معها للمنزل "

ظهر العبوس جلياً على الصغير الذي نطق بضيق :" لكن تطبيق مقالبي و جدتي هنا يعني توبيخ إضافي ! "

لم يتمكن كبير الخدم ومن حوله من عدم الضحك ليقطب هوشي حاجباه بضيق إلا أنه وقبل أن يتحدث بحرف شهق بفزع ما إن وصله صوت والده المُستاء :" تداشي هوشي ! مع الأسف ستكون مُضاعفة ثُلاثية ! "

~ أغلال طبقية ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن