يوماً ما ستصبحين كاتبه عظيمه اعدك بهذا, اعدك ايضاً سوف اكون اول شخص يحصل على نسخه من كتابك ايضاً سأكون معك, ممسكاً بيدك, سأكون فخوراً بكِ انا اعدك!, سأكون الاخ الذي طالما تمنيته.
هذا ما اخبرني به اخي قبل ان لا يرحل, قبل ان لا يتركني خلفه و يهرب بعيداً, قبل ان لا اتغير تماماً و اكره نفسي بما فعلت به.
لقد اجبرته على اخذ المخدرات معي!, لقد كنتُ خائفه ان اجربها وحيده, لهذا اجبرت اخي الصغير ان يجربها معي.
لقد كرهناها بالبدايه, لكن بعد ذلك اصبحنا نريد اكثر و اكثر منها, الى ان هرب اخي بعيداً عن الجميع.
(كارا؟ كارا!).كان هذا صوت والدي.
نظرتُ الى الساعه, طبعا انها الخامسه الآن!, هذا موعد عوده والدي من عمله كـطبيب نفسي.
انا لا امانع حقاً ان يغيب والدي نصف النهار, انه من الرائع ان اراه ينسى المشاكل التي نعيشها الآن, امي في المشفى ربما ستموت ايضاً, و هناك ايضاً ايجار المنزل الذي لم يدفع الى الآن, لهذا تركت المدرسه, لا اريد ان اجلب الانتباه الي و اجعل والدي يرهق نفسه ليلاً و نهاراً حتى يتسنى له دفع مصاريف دراستي.
(ها انتي ذا).ابتسمت لوالدي الذي دخل الى المطبخ حاملاً بيده بعض الطعام.
(ها انا ذا).همست و انا استلقي على هذي الاريكه البيضاء الناعمه.
(هل اعجبتكِ الاريكه؟).سأل والدي و هو يرفع قدمي ليجلس و يضعها في حضنه.
(ليست سيئه).اخبرته بأبتسامه.
(حسناً حسناً اعتقد بأنك لستِ من اخبرني بأنها اسوء اريكه على الاطلاق).قال والدي و هو يضحك و شاركته الضحك قليلاً.
(حسناً يبدوا بأني بدأت اقع بحب هذي الاريكه السيئه اذاً).قلت و انا اغمض عيني.
(هل تريدين الذهاب الى مكان ما؟ او حتى مشاهده احدى مسلسلاتك تلك او ربما فيلم؟).سأل والدي.
فتحت عيني و نظرتُ اليه, لماذا هو يعرض علي كل هذا؟.
(حسناً اخبرني لماذا تعرض علي كل هذا؟ هل اصبحت فجأه صاحب بنك؟).سألت و انا انظر اليه بريبه.
(ماذا؟ ألا يحق لي ان اتسكع مع ابنتي ليوم واحد على الاقل؟).اخبرني و هو يداعب قدمي.
(توقف!).همست و انا ابعد قدمي عن حضنه و اجلس بأستقامه على الاريكه.
(حسناً ماذا اذا ذهبنا الى مكان ما؟ المنزل اصبح فجأه مكان صغير بالنسبه إلي).اخبرته بأبتسامه حزن صغيره.
(انني اعلم كارا, انني حقاً اعلم).همس و هو يقبل مقدمه رأسي و ينهض الى المطبخ.
(اذا هل سنذهب ام ماذا؟).سألته و انا احاول النهوض لأتبعه الى المطبخ.
اللعنه! ان والدي يحب المشي بسرعه عاليه!, عندما وصلت الى المطبخ رأيته يحمل الرسائل بيده, اخذت بضع خطوات اليه و سحبت الرسائل من يده وقلت (لا تقلق أبي سأحاول ان اجد عمل و اساعدك في دفع الايجار اتفقنا؟).
نظر الي وقال (لا كارا! اعتمدي علي اتفقنا؟ سأجد طريقه ما لأنهي دفع الايجار).
رفعت يدي بالهواء وقلت (ربما يجب ان نخرج من هذا المنزل ابي).
(لا تقولي هذا كارا!, امك عاشت هنا اخيك كان هنا).اخبرني و الألم يملئ صوته.
(افتح عينك والدي العزيز اخي هرب و امي ربما لا تسطيع ان تستيقظ من غيبوبتها).اخبرته و انا اضع الرسائل اللعينه في سله المهملات.
(لا تقولي هذا كارا!).صرخ والدي علي.
ادرتُ ظهري اليه وقلت (لا اريد ان اخرج بعد الآن ربما ستستمتع بالنظر الى هذا المنزل الكئيب أبي!).
ركضت الى غرفتي و اغلقت الباب ورائي بأقصى قوه حظيت بها, حتى اتأكد ان والدي سمعها و يعلم كم انا غاضبه بسببه.
مرت ساعتان و انا هنا, مستلقيه على فراشي الخاوي, لم اعلم كم كان سريري وسيع الى ان خسرت اخي, لم اكن حتى اعلم كم احببته الى ان هرب و تركني وحيده, انني افتقده حقاً, انني افتقد امي ايضاً, لكن اعلم ان جميعنا سنموت يوماً ما.
(كارا هل انتي نائمه؟).همس والدي و هو يطرق الباب.
(تستطيع الدخول).اخبرته و انا اجبر نفسي بأن اجلس و انظر اليه وهو يغلق الباب وراءه.
(انا اسف حقاً كارا, انا اسف لانني صرخت عليك انه ليس ذنبك انه فقط).اخبرني والدي و هو يقترب من السرير و يجلس بالقرب مني.
(انا اعلم أبي, انه فقط المنزل).اخبرته و انا التقط يده و امسكها بقوه.
(ربما يجب علينا الانتقال من هنا قريباً ابي, انت لا تتحمل النظر اليه و انا لا اتحمل البقاء فيه).قلت و ضغطت على يده برقه.
(لقد اتصلت بشريكي في العمل و اخبرته عن المشاكل التي تحصل لنا الآن, اخبرته بأن لدي ابنه صغيره تبلغ التاسعه عشر من العمر و اخبرني بأنه سيكون مسرور اذا ذهبتي اليهم لمده وجيزه).اخبرني والدي و يده تضغط على يدي.
(لكن ماذا عنك أبي؟).سألت و ربما علمت الاجابه قبل ان يخبرني بها.
(سأبقى هنا قليلاً احاول ان انجز بعض الاعمال ربما سأحاول جمع ما تبقى من القطع الحزينه المنتشره في ارجاء المنزل).قال بحزن يملئ عينه.
(هل تعدني بأنك ستبقى بجانبي؟).سألت والدي الحزين.
(اعدك كارا! انني اعدك بأني لم اتركك مثل اخيك! انا اعدك بأني سأحميك).اخبرني والدي و رمى بذراعه حولي يعتصري برقه.
(لا تكسر عهودك ارجوك ابي).همست و انا اتشبث بكتف والدي.
حسناً لم يحدث شيء مهم بعد المحادثه التي خضتها مع والدي, لقد شاهدنا بعض حلقات من مسلسلاتي, و طلبنا بعض البيتزا التي وصلت قبل ان نبدأ,و بالطبع غفوت كعادتي.
استيقظت عندما شعرت بذراع والدي تبتعد عني, فتحتُ عيني و رأيت وجهه الحذر لكن عندما راى انني استيقظت ابتسم وقال (حاولت جاهداً انا اسف).
ابتسمت و قلت (لا بأس ابي).
نظرتُ الى الساعه البيضاء المعلقه على الحائط التي تشير الى العاشره صباحاً, العاشره! اليس هذا موعد عمل والدي؟.
(الا يجب ان تكون في العمل ابي؟).سألت و انا انهض من السرير و اتجه الى الحمام.
(حسناً اخبرتكِ البارحه بأن صديقي مسرور بأنك ستذهبين للعيش في منزله, لقد اخبرني بأن لديه ابن حسناً ليس ابنه انه ابن زوجته و ربما هو يظن بأنك ستحظين بوقت ممتع مع ابن زوجته).اخبرني والدي و هو يتبعني الى الحمام يشاهد ماذا افعل.
(ماذا يعني هذا الان؟).سألت في حيره.
(سوف تذهبين الى منزله اليوم).قال و سقطت فرشاه شعري من يدي.
(تقصد الآن ؟).نظرتُ اليه بتسأل.
(انا اعلم انني في عجله لكن كل ما ابعدك اسرع عن هذا المنزل زادت الفرصه بأنك ستعدين الى رشدك كارا!).همس و هو يأخذ خطو ناحيتي.
ابتعدت عنه وقلت (انا لن اذهب اليه اليوم! ليس اليوم! لا اريد!).
(اخبرتك سوف تذهبين ليس هناك اي وسيله لكي تبقي هنا كارا! انظري كيف تغيرتي!).صاح بوجهي و هو يقترب مني.
(لقد تغيرت بسببك انت و والدتي! لطالما كنتما بعيدان عني و عن اخي! كيف يمكنني ان اعلم بأنكما حتى اهتميتما بموته!).صحت به انا الاخرى.
انا اعلم بأنني لا يمكنني لوم والدي بما فعلت لكن رؤيته يبعدني عنه خوفاً مني يجعلني خائفه بأن يرفضني الجميع.
(لا تلقي اللوم علي كارا ليس مره اخرى!).اخبرني و هو يضع يديه حول كتفي و يكمل (لطالما احببتك! احببتكِ انتي و اخيك لكنني لم اكن اعلم بما كنتما تفعلانه! كيف يمكنني ان اعلم بأنكما بمشكله من غير ان تخبراني؟).
(انا اسفه ابي انا حقاً اسفه).همست و شعرت بالدموع تملئ عيني.
(استعدي اذا سوف اخذك الى منزله بعد دقائق).اخبرني و هو يقبل مقدمه راسي قبل لا يخرج من دوره المياه خاصتي.
حسناً لما لا؟ لما لا احاول ان اعطي صديق والدي فرصه, ريثما يحاول والدي ان يجد طريقه لدفع هذي التكاليف, و طريقه ليبقى بجانبي من غير ان يبعدني عنه, لما لا اعطي ابن صديق والدي فرصه ايضا؟ لماذا اشعر بأنني سأتالم بسببه بينما انا لم اقابله!.
طردتُ الافكار و بدأت بالاستعداد, حقيقه لم استغرق وقت طويلاً ريثما نزلت السلالم لأجد والدي ينتظر و بيده حقيبه صغيره, (ما هذي؟).سألت و انا انظر الى يده.
ابتسم واخبرني (حقيبتك ستكفيك ريثما اجد طريقه لأدفع هذي التكاليف).
(اوه حسناً اذا).هذا كل ما اخبرت والدي قبل لا نخرج الى السياره.
لم يكن هناك اي شيء لنتحدث عنه انا و والدي بينما كنا في السياره, لقد كانت محادثه بسيطه, عن ماذا اشعر و ماذا علي ان افعل في منزل صديقه, و اخبرته بما عليه ان يفعل ريثما يمكث لوحده.
لأكون صادقه هنا, اظن بأن والدي يريد فقط البقاء وحيداً انا اعلم بأن صديقه ايضاً يعلم هذا, و لا استطيع ان اكون انانيه مره اخرى و احرم والدي من الشيء الذي يريده الآن, يكفي بأنني حرمته من ابنه الوحيد, و حرمت نفسي من اخ صغير, و ربما ايضاً ستموت امي قريبا و سأحرمه من زوجته و احرم نفسي من والده لطالما كانت بجانبي.
(ها قد وصلنا).اخبرني والدي.
كان المنزل عادي جداً, باللون الابيض, بـباب ازرق, لكن الغريب ان جميع السيارات هنا كانت نفس النوع الا سياره قديمه كلاسيكيه.
(ياله من منزل غريب).همست و انا اخرج من السياره.
اخذت حقيبتي الصغيره من والدي و نظرت اليه, عانقني بقوه و همس (اهتمي بـنفسك اتفقنا؟ انه فقط كم يوم و سأكون بجانبك لا تبدأي اي مشاكل مع ابنه اتفقنا؟).
اومأت برأسي وقلت (لا تقلق ابي سوف اكون بخير اعدك).
قبل مقدمه رأسي قبل ان يركب الى سيارته و يقود بعيداً عني.
حسنا ها انا ذا امام المنزل, طرقت الباب و كنت اسمع صوت موسيقى عاليه, و صوت أمراه تصرخ في الداخل قائله (هاري!!! هل تمانع ان تطفئ هذا الهراء الذي تسمعه؟).
قبل ان لا اتحرك, فٌتح الباب و رأيته خادمه كبيره بالعمر, ذات شعر اسود مجعد و عينان زرقاوتان.
(اهلاً عزيزتي يبدوا انك كارا السيده آني تنتظرك في الداخل, ارجوكِ تفضلي).اخبرتي و همهمت بالدخول الى ان علت الاصوات مره اخرى.
(انها خرقاء اتفقنا؟ لماذا علينا ان نجعل مسكنا ملجئ لناس قذره مثلهم!).ربما هذا هو الابن الذي اخربني عنه والدي.
(هاري!).ربما هذي هي السيده آني؟.
(ماذا؟ اليس لديها ذوق رفيع بأنها يجب الا تتطفل على منازل الناس و والدها لا يمكنه الدفع ايجار بسيط لماذا علينا ان ندفع لهذي الساقطه على كل الاحوال؟).بعد ان اختفى الصوت ظهر فتى من باب المطبخ و نظر إلي.
عيناه الخضروتان جعلتني اتجمد في مكاني, لا اعلم لماذا لا استطيع الحركه, انني احدق في عيناه ربما انتظره ان يكسر الاتصال البصري حتى يتسنى لي الهرب من هذا المنزل.
(ما هذا؟ هل نحن في الستينيات؟).قال بضحكه عاليه.
ظهرت سيده من المطبخ ايضاً و قالت لـفتى الذي يسخر مني (هل يمكنك على القليل التظاهر بأنها غير موجوده كما اخبرتني هذا الصباح؟).
حسناً...الوضع محرج هنا قليلاً.
(لا تقلقي انا لا أنوي ان الهو معها حتى او اتعب نفسي بأن احادثها سأعود الى غرفتي الآن لا تزعجيني رجاءً).قال و هو يدفع بـوالدته بعيداً عن طريقه لكنه توقف عندما مر من جانبي.
لقد لاحظت كم هو طويل الآن, ان رأسي لم يصل الى كتفه حتى, اشعر بالخوف منه.
(يالكِ من مسكينه).همس و ابتعد بضحكه عاليه مره اخره
ياله من فظ لا افهم ما مشكلته!.
(انا اسفه لتصرف هاري عزيزتي).قالت السيده و انا ارى الدموع في عينها.
(لا تقلقي علي هل انتي بخير سيدتي؟).سألت.
(سوف اكون بخير).همست و نظرت إلي وقالت (انا آني لبد انكِ تكونين كارا التي اخبرني ريتشارد عنها).
أومأت برأسي, لكنني لاحظت بأنها بدأت تذرف الدموع لهذا ابتعدت عني و اختفت في المطبخ.
اشعر بأني سأكون ضحيه للأبن الفظ الان, انني حقاً خائفه منه لا اعلم لماذا يراودني شعور بأن المرح لديه بدأ بعد ان مشيت من ذلك الباب اللعين!, ربما علي ان اركض هاربه او ربما علي ان اريه كيف يعامل والدته بطريقه صحيحه!.
حسنا لا ينقصني غير متعجرف مثله, انني حقاً خائفه لا اعلم ماذا تخفي الأيام التي سأقضيها هنا لي, لا اعلم ان كان ذلك الفتى سيقودني الى الجنون, لا اعلم ان كنت مستعده لأكون حولهم, ليس بعد ما فعلت بأخي فأنا لا ازال خائفه من الجميع, خائفه حتى من والدي.
أنت تقرأ
Trust
Fanfictionماذا ستفعل عندما تخسر اعز ما تملك, عندما تلوم نفسك على ما حدث لك, عندما تعلم ان حياتك لا تستطيع ان تصبح افضل, عندما تحمل في قلبك جميع اسرارك, عندما تتغير و تصبح شخص اسواء, عندما تصبح في أمس الحاجه الى المساعده, لكن عندما تأتي اليك المساعده و تقضي عل...