حسناً لقد مرت ساعتان الآن و لم ارى ذلك المتعجرف مره اخرى, اشعر بالراحه بأن اجلس في المطبخ اتحدث الى الخادمه التي كانت تدعى ميلا, انني لا امانع حقا ان ابقى في المطبخ الى ان تنتهي الايام و يأتي والدي و يأخذني معه.
(اذا كارا غرفتكِ اصبحت جاهزه الآن).اخبرتني ميلا عندما اخذت الصحن الذي كان امامي و بدأت بغسيله.
(لا اعلم ربما يمكنني ان ابقى هنا في المطبخ؟).سألت بتوتر.
لا اريد ان التقي بالمتعجرف في طريقي او التقي به في غرفتي, لا اعلم لكن يبدوا عليه انه يحب اللهو كثيراً!.
(اذا كان هذا سيريحك فهو لا بأس معي).قالت بأبتسامه تشعرني بالراحه.
اكتفيت بأن اومأ لها برأسي, لا اعلم ماذا اقول غير هذا, لكن اعلم بأن وقتها سينتهي قريباً و ستتركني في هذا المنزل مع ذلك المتعجرف, انا لا اريد ان ابقى مع والدته او حتى هو لا اعلم لماذا انه فقط شعور بالخوف.
(ربما انتي فقط خائفه من غير سبب كارا, لا تقلقي السيد هاري لطيف).اخبرتني ميلا.
انفجرت ضاحكه لا اعلم لماذا ضحكت, ربما بسبب ما رأيته عندما دخلت الى المنزل قبل ساعتان من الآن, حسنا ساعتان و نصف مرت الآن.
(ما المضحك بالأمر؟ انني لطيف عندما اريد).كان هذا صوت هاري.
تجمدت في مكاني و انا انظر اليه, عيناه الخضروتان قويتان حقاً, عندما انظر اليهما اشعر بأنني لا استطيع الحراك لا اعلم لماذا.
(حقاً انت لطيف؟ لقد صدقت).همست و انا اعيد نظري الى ميلا.
(اذ لم تكوني ذكيه ستعلمين بأنكِ الآن تعيشين تحت رحمتي).قال و انا اسمع صوت خطاه تقترب.
ياله من مزعج! و غير ذلك متسلط, لماذا حظي يلعب معي هذي اللعبه مره اخرى؟.
(لا يهم تحت رحمه من اعيش انا حتى لا انوي ان اعيش معك).اخبرته و انا انهض من مكاني و انظر اليه.
(هل يمكنك ان تبتعد الآن؟).سألت و انا اخذ خطوه للأمام, لكن جسمه منعني بأن امشي, تأففت و لففت الى اليمين لكنه عاد بفعل الحركه نفسها.
(ابتعد عن طريقي هاري!).صحت به.
ضحك و امسك كتفي وقال (كم انتي ظريفه).
قفزتُ الى الوراء و همست (ابتعد عن طريقي هاري).
ابتسم وقال (اجبريني اذاً).
(يكفي هاري!).قال ميلا و هي تبعد هاري عن طريقي.
(اوه ميلا بحق الله لماذا عليك ان تعكري مزاجي في كل مره اجد شيء اسلي نفسي به).قال و هو يجلس بمكاني.
(انت مزعج!).قلت و انا اخرج من المطبخ.
ياله من مزعج و حقير و متعجرف! لماذا علي ان اتحمل شخص مثله, اوه طبعاً والدي يحتاج لمكان ليفكر فيه لوحده من غير ان يهتم اني سأتي و اشاهده يبكي.
(دعيني ارشدك الى غرفتك اتفقنا؟ بعدها سأغادر).قالت ميلا.
(ربما علي ان اغادر معك).قلتُ و انا احاول ان امشي من غير ان اقع.
(لا اعلم ان كان والدك سيغضب بهذا الامر اذا فعلتيه).اخبرتني ميلا بضحكه قصيره.
(امم الحقيقه نعم سيغضب).همست.
سأتحمل غضب والدي لكن لا اريد ان اتحمل شخص متعجرف و فظ مثل هاري.
(لحسن حظك هناك حديقه خلفيه وسيعه نوعاً ما ربما تستطعين الاختباء فيها).قالت ميلا عندما بدأت بالضحك علي.
(ها ها ها اضحكي لا بأس فأنتي لا تلتقين بالفظ الاحمق ذاك).قلت وانا اضرب كتفها مداعبه.
لم الاحظ حتى بأننا الآن امام غرفه مرتبه, حسناً انها اكبر من منزلي بكثير.
(هاهي هل اعجبتك؟).سألتني ميلا.
اومأت لها و انا انظر اليها, انها تكفي لـعائله ابي كلها, لماذا يصرفون كل هذا المال؟ الا يعرفون بأن هناك ناس تحتاجه؟.
(حسناً علي ان اذهب الآن فـعملي انتهى هنا, سأعود في الصباح الباكر اهتمي لنفسك ولا تلتقي بالسيد هاري بأي طريقه).اخبرتني ميلا قبل ان تعانقني.
(سأكون بخير ميلا لا تقلقي علي اقلقي على السيد هاري).قلت و انا اعانقها.
انني حقاً احب ميلا, انها كـالأم بالنسبه لي الآن, حسناً اعلم بأنني فقط قابلتها اليوم لكنها اصبحت الشخص المفضل لدي بهذا المنزل.
تركتني ميلا في هذي الغرفه, تنهدت و مشيت الى السرير, جلستُ عليه و اخرجت هاتفي, لا رسائل ولا اتصال من والدي, حسناً انها فقط العاشره ربما علي ان اذهب لأزور والدتي, لقد اشتقت اليها كثيراً في الحقيقه.
نظرت الى السرير, انني اشعر بالنعاس لا اريد ان اذهب ولا اريد ان انام لا اعلم ماذا خطبي, و لا اعلم لماذا لا يوجد تلفاز في داخل الغرفه!, الا يعرفون كيف يستخدمون المال بطريقه صحيحه هنا؟.
خرجت من الغرفه و مررت بالغرفه المجاوره لي, طبعا انها لـهاري و هناك اصوات موسيقى عاليه, له ذوق سيء في الموسيقى.
نزلتُ السلالم و وصلت الى غرفه الجلوس, لا يوجد احد فيها, اعتقد ان والده هاري تعيش في المنزل المجاور؟, لا يوجد اثر لها هنا, لماذا اهتم بهم؟, كل ما علي فعله ان ابقى هنا انتظر عودت والدي إلي.
استلقيت على الاريكه, انها مختلفه عن اريكتي البيضاء الناعمه, هذي صلبه سوف تكسر ظهري بحلول الصباح, كم اشتقت الى اريكتي البيضاء, حسنا انها اريكه ابي لكنني سرقتها منه فهو لا يجلس كثيراً في المنزل بعكسي تماما, انني ابقى لمشاهده التلفاز او قراءه كتاب ما.
اغلقت عيني و انا استمع الى الاصوات الخارجه من التلفاز, لا اعلم ماذا يعرضون انني فقط استمع الى شخصان واحد منهما خان الاخر, هذا ما يسمونه بالحب, لا اعلم ما فائده الحب في هذي الحياه, انه لا يجلب غير المشاكل.
ابتسمت لنفسي و انا اعيد بذاكرتي الى الوراء قليلاً, عندما اخبرني اخي بأنه احب فتاه تعمل في مقهى, اتسائل الآن يا ترى ماذا يفعل اخي في هذا الوقت, كم اتمنى بأنه لم يهرب, كم اتمنى بأني رافقته عندما اخبرني بأنه يفكر بالهرب بعيداً ليعيش حياته.
(هل انتي خرقاء؟ لماذا تبتسمين هكذا؟).كان هذا صوت هاري.
لماذا عليه ان يكون مزعج في جميع الاوقات؟.
فتحت عيناي لأراه امامي, (ماذا تريد الآن هاري؟).سألت وانا اجلس و انظر اليه.
(حسناً اني اشعر بالممل لهذا).قال و جلس بجانبي, (سأمرح معك قليلاً ربما).اكمل بأبتسامه.
تثاوبت و نظرتُ الى الساعه انها الحاديه عشر و لم يتصل والدي, و ها انا ذا سأتعامل مع متعجرف مثل هاري.
(لا اريد ان امرح معك الآن هاري).قلت و انا انهض لكن يده التي التقطت معصمي جعلتني اجلس مره اخرى.
(اوه ما بنا؟ لماذا انتي حزينه؟ الستِ سعيده بالعيش هنا).قال و هو يقترب من وجهي.
(ابتعد!).قلت وانا ادفعه و اجعله يقع على الارض.
انفجر ضاحكاً و نظر إلي و قال (سوف اتفاهم معك لاحقاً الان هناك حفله ستقام هنا و اذا كنتِ ستصبحين مزعجه و كئيبه رجاءً عودي الى غرفتك ولا تخرجي منها).
حفله؟, قبل ان اكمل خيط افكاري فُتح الباب و دخل منه الألآف من الاشخاص.
نظرتُ الى هاري الذي كان ينظر إلي و هو يضحك, (ما مشكلتك؟).سألني هاري و هو يقف على قدميه و يجلس بجانبي.
(ماذا ستفعل والدتك اذا عرفت؟).سألت و انا انظر من حولي.
هناك الألآف من الاشخاص, الموسيقى بدأت بملئ المنزل الخاوي, و الاكواب بدأت بالتوزع في الانحاء, هل انجن هاري؟.
(انها تعيش مع زوجها المثالي مع شقيتي الصغيره و بقيه ابنائهم في المنزل المجاور لهذا افعلي ما تردين اذا كنتِ تريدين ان تتعرين تعري, اعقتد بأن هذا سيكون رائع ان فعلتيه امامي).قال بضحكه قصيره.
لم ألحظ بأن لديه غمازتان تظهر بسبب ضحكاته القصيره, انه افضل بمزاجه الجيد هذا.
(ماذا عن المخدرات؟).سألت ولا اعلم لماذا سألت.
(طبعاً هناك الكثير من هنا الحقيقه لدي صديق مقرب الي يبيعها).قال هاري و همهم بالوقوف لكنه نظر إلي وقال (هل تريدين الذهاب اليه؟).
لما لا؟, والدي ليس هنا, و ايضاً لا اعتقد بأن هاري سيخبر والدي بأني بدأت بأخذ المخدرات مره اخرى, اوه صحيح هاري لا يعلم بأنني اعاني من مشكله في هذا, لما سيهتم اذا كنتُ في برنامج اعاده التأهيل ام لا؟, لماذا تعب نفسي في التفكير كثيراً.
لاحظتُ بأنه مد يده إلي, التقطها من غير تفكير, لا امانع ببعض المرح فقد اشتقت لهذي الاجواء.
أنت تقرأ
Trust
Fanfictionماذا ستفعل عندما تخسر اعز ما تملك, عندما تلوم نفسك على ما حدث لك, عندما تعلم ان حياتك لا تستطيع ان تصبح افضل, عندما تحمل في قلبك جميع اسرارك, عندما تتغير و تصبح شخص اسواء, عندما تصبح في أمس الحاجه الى المساعده, لكن عندما تأتي اليك المساعده و تقضي عل...