Trust

Chapter 44

لا اذكر, انني حقاً لا اتذكر ماذا حدث بعدما قرأته رساله لوي التي ارسلها من هاتف تايت, لكنني اذكر كيف كانت مشاعري عندما قرأتها, شعرتُ و كأن قلبي توقف عن النبض.
اعتقدتُ بأنها نهايه تايت, بأنني سأخسر تايت مره اخرى, لستُ مستعده لوداعه لكنني اعلم بأنه علي ان اودعه و ان لا ادع الفرصه تذهب مثلما حدث مع والدتي.
ايضاً لا اعلم كيف وصلتُ الى سياره هاري و الآن نحن امام المشفى.
انني انظر الى شفتا هاري تتحرك ولا اعلم ماذا يقول.
انني لا اعلم ان كنتُ احلم ام انني يقظه تماماً, انني لا اعلم ماذا علي ان افعل, اشعر بأنني ضائعه.
(كارا انظري الي).همس هاري و جعلني اخرج من دوامه افكاري.
(م-ماذا قلت؟).همستُ و انا اتمسك بـحزام الامان و لا اريد الخروج.
لا يمكنني رؤيه تايت, لا يمكنني رؤيته يموت امامي.
(انني معك هيه اششش).همس هاري و ابعد حزام الامان عني و سحبني اليه في مقعد السائق الصغير.
(انا هنا).همس هاري و امسك بـذقني ليجعلني انظر اليه.
(اعلم).همستُ و انا اقاوم دموعي.
(هل تردين البقاء هنا قليلا؟).سأل هاري و لاحظتُ الدموع في عينه.
اومأت اليه و ارخيتُ رأسي على صدره و انا استمع الى ضربات قلبه.
اريد الذهاب الى تايت و ان اخبره بأن لا يتركني, لكنني نسيتُ بـأن الامر ليس بـيده على الاطلاق, و يستحيل ان اخبر والدي بأن ابنه سيموت قريباً بينما انا لا اريد استعاب او تذكر الامر.
اذكر كيف كنتُ اكره عوده تايت و لم اسامحه بسبب غضبي, ربما ان سامحته في ذلك الوقت, ربما ان فعلتها و اخبرته بأنني اريده مره اخرى, ربما الاشياء ستتغير الآن.
ربما لن يخبرني بأنه مصاب بالسرطان.
رفعتُ رأسي من صدر هاري و نظرت اليه.
(هل تعتقد بأنني اذا سامحتُ تايت سـيكون الامر مختلف؟).سألته و جعلته يرمش قليلاً.
تنهد هاري قبل ان لا يتكلم.
(دعينا نقول بأنك سامحتيه مبكراً هل هذا سيجعل السرطان يرحل؟ هل سيجعله يبقى للأبد؟).قال هاري و هو يلمس وجنتي.
تنهدتُ بـدوري و انا انظر من النافذه.
(لا اريد الاعتراف بـأنه سيرحل قريباً انني اريده ان يبقى معي فهو رحل مره و سيرحل مره اخرى لكن هذي المره ليست بيده صحيح؟).قلتُ لهاري و انا انظر الى وجه الآن.
(صحيح).قال و يداه نزلت الى كتفي.
(هل تردين الدخول الآن؟).همس هاري و جعلني انظر الى المشفى بـخوف.
(لا لا اريد).قلتُ و انا ارى هاري يفتح باب السياره.
(سأكون معك و تايت يحتاجك الآن).قال هاري و جعلني اضغط بـظهري على المقود.
(ماذا ان مات و انا اتحدث اليه؟ ماذا علي ان افعل؟ ماذا علي ان اقول؟ هل يجب ان اخبر والدي؟).سألته كل هذي الاسئله مره واحده و جعلته يدير عينه.
(حبيبتي كارا تايت لن يموت اليوم لهذا اهدئي).قال هاري و هو يسحبني معه الى الخارج.
(ماذا ان حدث هذا!).صحتُ على هاري و انا اسحب يده من يدي.
(ماذا ان مات؟).همستُ و انا انظر اليه.
(لا اعلم ماذا يجب ان اخبرك به لكنني اعلم بأنه اذا مات سيكون محاط بحبك و ايضاً سيكون سعيد بأنكِ اخر شخص تحدثتي اليه فـأنا اعلم بأنكِ تريدينه ان يموت ممسكاً بـيدك).اخبرني هاري و جعلني اومأ اليه.
(هيا ان لوي ينتظر في الاستقبال).همس هاري و هو يشبك اصابعه بـاصابعي و يتجه نحو مدخل المشفى.
ربما كان علي اخباره عن مشاكلي انا و لوي.
ربما لا يجب علي ان اخبره الآن هناك اكثر من حَدث يحدث.
رأينا لوي واقفاً بـجانب بين ينظران الينا عندما دخلنا.
(حسناً دعيني ارشدك الى غرفه تايت كارا).قال بين و هو يضع يده على ظهري.
حاولت ان اخطي خطوه لكن هاري كان ينظر الى لوي بـغرابه و هو يضغط يدي و شعرتُ بأن عظامي سـتتحطم ان بقي يضغط عليها بهذا الشكل.
(هاري هل ستأتي ام ماذا؟).قال بين عندما لاحظ بالألم يظهر على وجهي.
نظر هاري الي لدقيقه و بعدها اومأ و هو يترك يدي و يبدأ بالمسح عليها كأنه علم بأنه ألمتني قليلاً.
لكن لماذا شعرتُ فجأه بالتوتر هناك؟.
هل يعقل بأنه لوي تحدث لـهاري عن علاقتي به في الماضي؟.
نظرتُ الى هاري و خفتُ قليلاً عندما كان ينظر بـغضب.
اللعنه انه يعلم بالتأكيد.
لكن ليس هذا ما يجب ان اقلق بشأنه الآن.
(حسناً كارا حاولي اقناعه بأن يبقى هنا فـهو ضعيف جداً و بالطبع سأجعل الطبيب يأتي اليك بعد خمسه عشر دقيقه حتى يتسنى لك التحدث اليه تذكرني بأنني انا و هاري و ايضاً لوي جمعينا هنا معك).قال بين و هو يسحب يدي من هاري و يحتضنني.
ابتعدتُ عن بين و انا اومأ اليه.
(سأكون هنا لا تخافي).همس هاري و مسح دموعي قبل ان لا تسقط.
(لن يموت اليوم صحيح؟).سألته للمره الأخير لأراه يومأ الي و يترك قبله على وجنتي.
اومأت اليه و انا امسك بـمقبض الباب و اتنهد قبل ان لا افتحه و اغلقه خلفي عندما دخلتْ.
نظرتُ الى تايت الذي كان يكتب في دفتر ملاحظاته و هو ينظر الى النافذه.
(هيه).همستُ و انا اراه ينظر الي بـأبتسامه.
(اتيتي لتخرجيني من هنا؟ جيد).قال تايت و جعلني اضحك و انا اتجه نحوه.
عضيتُ شفتاي عندما جلستُ على طرف السرير قريبه منه.
امسكتُ بـيده بَين يداي و انا اضغطها و انظر اليه.
(ستكون بخير؟).سألته و شعرتُ بـيده تضغط على يدي.
(لا اعلم لكن هناك وقت ربما اسبوع او خمسه ايام لن يخبروني حتى لا افزع و اترك المشفى).قال تايت و هو يأخذ نفس من الانبوب الذي كان تحت انفه.
(لا تتركني مره اخرى).همستُ و انا اعلم بأنه لا يجب ان اخبره لكن لا اعلم ماذا اقول.
(ان كان الامر بيدي يستحيل ان اتركك).همس و جعلني انظر الى الارض.
ابقيتُ عيناي على الارض, لا اعلم ما علي ان افعل او ماذا علي ان اقول.
(هيه انظري الي كارا).همس تايت و هو يحاول ان يرفع نفسه قليلاً.
(لا ترهق نفسك ايها الغبي).اخبرته و انا ادفعه الى الخلف قليلاً لأجعله يستلقي.
راقبتُ تعابير وجه تايت تصبح من حزن لألم و هو يحاول ان يستلقي.
امسكتُ بيده و نظرتُ الى الارض.
(ارجوك تايت ارجوك ابقى هنا ربما هناك املاً ربما لا تعلم).همستُ و انا لم استطيع كبت دموعي فقد تركتها تسقط و اجعله يرى ضعفي.
(لا تبكي ارجوك كارا لا تبكي).همس تايت و يده تمسح دموعي.
(لا استطيع تايت فكره رحيلك ترعبني).اخبرته و انا انظر اليه بـأبتسامه من بَين دموعي.
(لستُ ضعيفاً الآن لا تقلقي اخبرتك هناك وقت لكنه ليس كافياً لأبقى هنا و اتعفن اريد ان اموت في المنزل بينما انتِ بجانبي ممسكه بيدي).قال تايت و هو يضغط على يدي.
(كل يوم يمر يسحب جزء من حياتي و سيأتي يوماً و سيكون علي الرحيل و سيكون عليك تركي اذهب).اخبرني تايت و جعل دموعي تنهمر مره اخرى.
(لا تفقد الأمل فقط).همستُ ولم استطيع اكمال جملتي بسبب الغصه التي في حلقي.
قبل ان لا استطيع و اكمل جملتي سمعتُ صوت لوي من الباب.
(انتما تعيشان كأنكما مطلقان ولم تعدا متزوجان لقد احضرت البيتزا من يريد؟).صاح لوي من خلفي و جعلني استدير و انظر اليه بـأبتسامته شكر.
رفع كتفه بحركه خفيفه حتى يخبرني بـأنه يعلم.
(ربما علينا ان نأكل بالعلبه فـبين لم يحضر الصحن الورقي معه).قال لوي و هو يضع العلبه في حضن تايت و يجلس على حافه السرير بجانبي.
نظرتُ الى الباب لأرى هاري واقفاً ينظر الينا, رفعتُ يدي اليه حتى يأتي, لكنه نظر الي و لا اعلم ماذا كان يفكر به, لكنه اومأ الي ببطئ و اتجه نحوي.
نهضتُ من مكاني و جعلت هاري يجلس حتى استطيع ان اجلسه عليه.
(انت بخير؟).همستُ لهاري و انا اراه يومأ و يأخذ قطعه من البيتزا و يقضمها من غير ان ينطق حرفاً.
اعلم بأن هناك شيئاً ما يقلقه, او يشغل تفكيره, لا اعلم ما هو لكنني اتمنى بأن لا يكون عن لوي, بأن الحديث الذي سنخوضه في المنزل ان لا يكون عن لوي.
بقينا عند تايت جميعنا و اقصد بـجميعنا, انا و هاري و لوي و بين, حسناً لوي لم يتوقف عن جعلنا نضحك و ايضاً كان الضحك يجعل تايت لا يتنفس و الممرضه تأتي و توبخ لوي, لكن لوي هو لوي لا يستمع عندما لا يريد.
اعلم بأنني ارى هاري يضحك على مزحات و كلام لوي الا انني ارى بأنه مستعد ان يمسك اي خطاء يفعله لوي و يحطم رأسه في الحائط.
و ما جعل تفكيري صحيح هو بأن هاري لم ينظر الى عيناي لكنني اعلم بأنه ينظر الي من طرف عينه, ولا اعلم ما السبب.
هل يعقل بأنني فعلتُ شيء خطاء و اغضبته؟ او احزنه؟.
لا اذكر بأنني تحدثتُ معه و اذيته او جرحته بـكلمه.
تنهدتُ و انا انهض من على هاري و اجعل لوي يتوقف عن التحدث.
نظرتُ الى لوي الذي كان ينظر الي و كأنه يعلم بأن هناك شيء يزعجني.
لأنه نهض من مكانه و قال (هل تنوين الذهاب الى لأحضار بعض القهوه مثلما كنتُ افكر؟).سأل و جعلني اومأ من غير ان انطق حرفاً.
لم استطيع النظر الى هاري لأني لا اريد ان ابكي من غير سبب.
خرجتُ قبل لوي و انا ارى يتحدث بـصوت مرتفع الى تايت و ينظر الي قبل ان لا يخرج و يغلق الباب خلفه.
بدأتُ بالمشي غير مباليه الى لوي الذي كنتُ اسمع خطاه خلفي.
حسناً لأكن صادقه اعتقدتُ بأن لوي سيسأل عن سبب انزعاجي.
لكنني ممتنه نوعاً ما لأنه لم يسأل, لدقيقه نسيتُ بأن لوي يعرفني حق المعرفه لهذا السبب لم يسأل, مع انني اشعر بالألم لكنه لم يسأل لكنني انتظره حتى يتحدث الي بعد ما صحتُ بـوجهه عندما اتى الى المنزل سكير.
(لا تزالين غاضبه مني هاه؟).تكلم لوي عندما وقفنا امام آله القهوه.
(لم اخبرك قط بأنني غاضبه كل ما اخبرتك به كان انني لا اريد صحبتك لا غير لوي).اخبرته و انا ادخل النقود في الآله.
(حسناً اريد ان اقول بأنني تصرفتُ بطريقه غير لائقه اعني عندما اتيت الى منزل و كنتُ سكير و اذكر بأنكِ صرختِ علي و كنتُ غبي بأن اتحدث عن علاقتنا في الماضي بينما انا اعلم بأنكِ سعيده معه و انا سعيد مع بين).قال لوي و جعلني اتنهد.
(لا داعي لهذا ربما كلمه اسف كانت ستفيد).قلتُ و انا ابتسم اليه.
(حسناً اذاُ انا اسف).قال لوي و هو يضع يده على يدي.
نظرتُ الى يده و لم استطيع سحب يدي.
(هاري يعلم؟).سألته و انا اراه يرمش و ينظر الي.
(ماذا؟).قال لوي و جعلني اسحب يدي من يده.
(لوي اخبرني ان كنتْ انت من اخبره ام لا!).قلتُ و انا انظر اليه.
(اقسم بأنني لم اتحدث اليه و بين ايضاً لا اعلم ان كان يعرف ام لا لكنني لم اخبره و انا متأكد من هذا).قال لوي و جعلني اومأ.
(اذاً ما خطبه لماذا يتصرف هكذا؟).همستُ لـنفسي على الاغلب و انا اغلق الأكواب.
(عليكِ ان تسأليه).قال لوي و جعلني انظر الي.
(ماذا علي ان اخبر والدي الآن و ايضاً لا اعلم اين سأخذ تايت يا الهي).همستُ و انا اضع يدي على وجهي لأجعل دموعي تتوقف عن النزول.
(هيه اهدأي).همس لوي و شعرتُ بـيده على كتفي يحتضنني اليه.
(لا اعلم ان كنتُ استطيع ان اتحمل كل ما يحدث).اخبرتُ لوي و انا ابعد يدي عن وجهي و انظر اليه.
(لا تبكين ارجوكِ كارا).قال لوي و ابعد يداه عن كتفي,
(سنأجد حل لا تقلقي ما رأيك ان نجلبه الى شقتي انا و بين؟).سأل لوي و جعلني اتذكر امر شقتي انا و هاري.
(ليس لديكم غرفه اخرى).اخبرته و انا انظر الى الارض.
لا اعلم اين سأنقل تايت لكن ليس هناك اي سبب على وجه الارض يجعلني انقله الى منزل ليس و والدي هناك, سـيشك بأن هناك خطباً ما و يبدأ بالتساؤل.
(سنشتري سرير اخر و نضعه في غرفه الجلوس مع تجهيزات من المشفى سنتدبر الأمر لا تقلقي اتفقنا؟).قال لوي و هو يمسك كتفي و يهزه.
اومأت اليه و انا اتنهد بـهدوء.
(اشكرك لوي).اخبرته بـهمس و انا اراه يبتسم و يومأ اليه.
(اعتبريه كـتعويضاً عن ما سببته لكِ).قال لوي و ضرب كتفي و هو يمسك بـالاكواب و يقول.
(دعينا نذهب اليهم فـعلي انا و بين العوده و تجهيز الشقه اما انتِ عودي الى المنزل و اجلبي بعض الثياب لـتايت اتفقنا؟).قال لوي و هو ينظر الي.
اومأت اليه و تبعته نحو غرفه تايت.
في بعض الاوقات الوم نفسي على ابعاد لوي عني, لأنني اعلم في داخلي بأن لوي هو الشخص الوحيد الذي سـيساعدني من غير مقابل او من غير دافع, ليس لأنه لدينا ماضي, بل لأننا كنا اعز الاصدقاء في الماضي و ما زلنا اصدقاء ولا يمكنني التخلي عنه ربما علي ان افهم هذا يوماً ما.
دخلنا الى غرفه تايت لأرى هاري مستلقي بجانب تايت ينظر الى تايت و هو يتحدث و هاتفه في يده.
(هل هناك من يريد القهوه غير صديقنا السرطاني).قال لوي و جعلني اضحك عندما رأيتُ تايت ينفجر ضاحكاً.
(لا تلقبني بهذا اذاً هل استطيع ان اخرج الآن؟).قال تايت و جعلني اتنهد و اقول.
(لا غداً علينا ان نبحث عن مكان ننقلك اليه بـتجهيزات المشفى و يكون بعيد كل البعد عن والدنا).اخبرته و انا اراه يتنهد و يلف كتف هاري بـيداه و يقول.
(حسناً بينما تكتشفين اين سأذهب سـأجعل هذا الوسيم يبقى معي ربما سنضاجع بعضنا البعض).قال تايت و جعلني القي علبه البيتزا عليه و ارى لوي يلقي بحذائه على تايت لنسمع هاري ينفجر ضاحكاً.
(انه ملكي).قلتُ و انا اسحب ذراع هاري و جعله يقف بعيداً عن السرير بينما انا احتضن خصره.
(ها قد ظهرت الغيره التي كنتُ تنتظرها هاري).قال تايت و انفجر ضاحكاً و انا انظر الى هاري يبتسم بـخجل و هو ينظر الى الارض و يفرك عيناه.
(كم انت ظريف).همستُ لـهاري و انا اعتصره و انظر الى لوي الذي التقط صوره و غمز الى هاري.
(ستجعلها خلفيه هاتفك الآن).قال لوي و جعل هاري يبتسم بـتوسع و هو يضع يده مو حولي.
(ليس هناك ادنى شك).قال هاري و جعل تايت يرمي هاتف هاري و يقول.
(التقطوا صوره لأنفسكم هيا امامي انها وصيتي قبل ان لا اموت).قال تايت و جعل لوي يضرب رأسه.
(انك تود التخلص منا بـهذي السرعه؟ ما هذي الوقاحه).قال لوي و جعل تايت ينظر اليه و يدير عينه.
(منك نعم من كارا و هاري و بين لا).قال تايت و جعلني اضحك و انا ارى هاري يرفع الهاتف ليأخذ صوره لي و له.
نظرتُ الى انعكاس ابتسامه هاري في الكاميرا التي جعلتني ابتسم بـتوسع عندما التقط الصوره لـيجعلني اقبل وجنته و اسمع صوت التقاط صوره اخرى.
(علينا ان نظهر جميعنا).صاح لوي و هو يقفز الينا.
(و انا ماذا علي ان افعل؟).قال تايت و جعل هاري يستدير حيث يصبح ظهره الى تايت.
احتضنتُ هاري من الخلف و انا ارخي فكي على كتفه و ارى لوي من انعكاس الكاميرا بأنه يحتضن بين الذي كان يحتضن تايت حيث كان تايت بينهما.
(واحد اثنان ثلاثه!).صاح لوي و التقط هاري الصوره و انفجرنا ضاحكين جميعاً.
(لقد انتهت مده الزياره لله الحمد).قالت الممرضه و هي تدخل الى الغرفه.
نظرتُ الى تايت الذي كان ينظر الي.
(ستكون بخير صحيح؟ لن تموت اليوم؟).همستُ و انا انظر الى عيناه.
(سأحاول ان ابقى من اجلك).قال تايت و جعلني اومأ اليه و اتجه نحوه و احتضنه بـقوه.
(كافح من اجلي اتفقنا؟ لا تتركني اليوم فـأنا لستُ مستعده لوداعك).همستُ له و انا اشد من حوله.
(اعدك بأنني سأكافح و لن افقد الأمل).اخبرني تايت و ابعدني عنه و ابتسم الي.
(ان لم انجو اليوم سأكون سعيد بأنك اتيتي الي و اصلحتي علاقتك مع لوي و ارجوكِ حاولي ان لا تتركي هاري فقط ان لم اعيش الى الغد كل ما اريدك ان تفعليه بأن لا تخسري هاري اتفقنا؟).قال تايت و جعلني انظر من حولي لأرى الممرضه تقف امام الباب و ليس هناك احد غيري في الغرفه.
من الجيد بأن هاري لم يسمع ما قاله فـهناك شيء مريب يحدث.
(اتفقنا كافح من اجلي).اخبرته و انا اقبله على وجنته و ابتعد عنه.
قبل ان لا اخرج نظرتُ اليه لأرى عيناه مغلقه.
تنهدتُ و انا ارى الباب يغلق و انظر الى الارض.
هذي هي ربما لن يستيقظ غداً, لكنني أؤمن بأنه سيستيقظ غداً.
اتجهتُ نحو المخرج و انا ارى هاري واقفاُ امامه, عندما رأني آته خرج من غير ان ينظر الي.
هناك شيئاً يحدث انا متأكده منه.
استعجلتُ في المشي و انا اتجه نحو السياره و ارى هاري في داخل.
فتحتُ الباب و صعدتُ الى السياره و انا انظر الى هاري الذي بدأ بالقياده من غير ان يتكلم.
ان لم يريد التحدث فـأنا لن اتحدث اليه الى ان يتحدث الي.
لكنني لم استطيع التوقف عن النظر اليه لأجده ينظر الى الطريق.
عندما وصلنا الى منزل والدي نزل قبلي من غير ان ينطق حرف لكنه انتظرني امام السياره.
خرجتُ من السياره و اتجهتُ الى الباب من غير ان انتظره.
فتحتُ الباب و تركته مفتوحاً خلفي لـهاري و انا ارى والدي على الاريكه ينظر الي.
(بحق الله اين كنتِ؟).سأل والدي و لم اجيبه.
صعدتُ الى الاعلى و اتجهتُ الى غرفتي.
فتحتها و انا اتجه نحو السرير لأخرج الحقيبه من تحت السرير و ارى هاري امام الباب ينظر الي بـغرباه.
(هل س-ستغادرين؟).سأل بقلق.
(لا انني احزم ثياب تايت هل نسيت؟).سألت و انا اراه يومأ بـرأسه.
(انتِ لم تخبريني بهذا).قال و جعلني ادير عيني.
(انت الذي لم تتحدث الي كأن هناك شيئاً يحدث).قلتُ بـتذمر و انا اخرج من الغرفه و اتجه الى غرفه تايت.
تنهدتُ قبل ان لا افتحها.
حسناً سـتجلب ذكريات سيئه لكن لا بأس.
ذكرت نفسي و انا ادخل اليها و انظر اليها.
لا تزال كما هي.
نظرتُ الى الصور المعلقه على الجدار التي كانت تحمل صوري انا و تايت معاً و هناك بعضها لأصدقائنا القدامى, كان لوي موجوداً و ايضاً جاك و بقيه اصدقائه.
لا استطيع القول بأنني افتقد تلك الايام لكنها كانت ايام رائعه حقاً.
وضعتُ ثياب تايت في الحقيبه و ايضاً بعض المناشف و اغلقتها و انا اعود الى غرفتي حيث كان هاري.
دخلتُ الى الغرفه لأرى هاري يحزم ثيابه و يجعلني ادير عيني.
(اخبرتك بأننا سنحزم فقط اغراض تايت).قلتُ و انا اضع الحقيبه امام الباب.
(هناك شيء يجب ان اخبرك به كارا).قال هاري و لم يستدير لـينظر الي منما جعلني اتوتر.
(حسناً ما الخطب).قلتُ و انا احاول ان ابقى هادئه.
(اريد ان اتركك اريد ان ابتعد عنك فـأنا لا اريد ان ابقى معك بعد الآن).قال هاري و جعلني اتجمد في مكاني.
ماذا؟.
(م-ماذا ت-تقصد هاري؟).همستُ و انا اخذ خطوه اليه لكنه صرخ.
(لا تقتربي مني!!!!).صرخ هاري و جعلني اتجمد في مكاني.
ماذا فعلت له؟.
(هاري هل فعلتُ شيئاً لك؟).قلتُ و انا اراه يستدير الآن.
(فقط دعيني اذهب من غير ان نخوض هذا الحديث ارجوك).قال هاري و اغلق الحقيبه.
(لا!!! يستحيل انا لم ادعك ترحل هكذا من غير سبب! هل جننت؟).صحتُ عليه.
(لا اريد ان اكون معك هل هذا سبب كافي؟).قال و جعلني اضحك بينما انا اعلم بأن دموعي بدأت بالسقوط.
(لماذا؟ ماذا فعلت؟ ألم تعد تحبني بعد الآن؟).صحتُ و انا امسح دموعي.
(بالطبع لا أزال احبك كارا! و بالطبع سأكون احبك الى الابد لكن هناك اشياء اهم مني تحدث الآن و وجودي فيها يجعل الأمر صعباً عليك!).قال و جعلني اضحك و اتجه نحوه.
(هيه! انظر الي).صحتُ و انا امسك وجه بين يداي.
(انت! انت اهم ما أملك ولا يمكنني عيش لحظه من غير وجودك معي هل تفهم هاري؟).قلتُ و انا اهز وجهه الملائكي بين يداي.
(لكن علي ان اتركك اللعنه يجب علي ان تترك لتحضي ببعض الوقت مع تايت انني اعيق الوقت بالنسبه اليك).قال و جعلني اريد ان ادفعه شفتي بـشفته.
عندما قبلته ابعدني عنه على الفور و هو يضع يده على شفتي.
(يجب ان اتركك كارا ارجوكِ تفهمي الأمر انه صعب علي انا الاخر لكن تايت اهم مني في الوقت الحالي).قال و جعلني اضرب يده بكل قوتي.
(لماذا!!! بحق الله لماذا تتركني بسبب تايت؟ ما شأني انا ؟ لماذا تتركني عندما وعدتني بأنك ستكون معي في كل لحظه بينما انا اريد؟ لماذا تتركني الآن في الوقت الوحيد الذي اريدك ان تكون فيه معي؟).صحتُ عليه و انا لا استطيع ارؤيه بـوضوح بسبب دموعي.
(لماذا تردين بـمتوحش حولك بينما لديك ملاك ينتظرك؟).قال هاري و جعل دموعي تخرج اسرع من قبل.
(لماذا الجميع يتركني؟ هل انا سيئه لهذي الدرجه؟ هل كل ما افعله سيء؟ هل الخطاء بأنني احببتك؟ لكنني لم اثق بك؟ لكنني كنتُ على وشك الوثوق بك لكن هل تعلم لماذا لم افعل؟).اخبرته و انا ارى دموعه في عينه.
(لا اهتم فقط ابتعدي عن طريقي).قال هاري و جعلني اصرخ.
(لانك سـتتركني في النهايه!!!!!!).صرختُ بأعلى صوتي و انا اجعله يستدير و ينظر الي.
(انا لا اتركك انما اعطيك المساحه التي تحتاجيها كارا).قال هاري و جعلني اشهق بسبب البكاء.
(انني اتوسل اليك بـأن لا ترحل انني اتوسل اليك هاري ارجوك لا ترحل و تتركني الآن انني احتاجك اكثر من اي وقت مضى ارجوك هاري).همستُ و انا اشعر بـقدامي لا تستطيع حملي.
نظرتُ الى هاري و رأيت دموعه على وجنته و هو يأخذ خطوه الي لكنه توقف و نظر الي.
(اتمنى ان كنتُ استطيع البقاء لكن الوقت حان لأبتعد عنك قليلاً حتى يتسنى لك ترك ذكريات مع تايت).قال هاري و اتجه نحوي و لدقيقه اعتقدتُ بأن سيبقى.
لكنه قبل وجنتي و ابقى شفتاه عليها و هو يقول (اياكِ ان تنسي حبي لك كارا سأعود اليك لا تقلقي).همس و شعرتُ بأنني لا استطيع الحراك.
شعرتُ بأنني لا استطيع الحراك عندما ابتعد هاري عني و نظر الي قبل ان لا يتجه نحو الباب و يخرج.
اردتُ ان اتحرك اردتُ ان اصرخ, اردتُ ان اخبره بأن لا يرحل.
لكنني لم استطيع.
كل شيء يحدث مره اخرى.
نعم كل شيء عاد ليحدث مره اخرى.
اخي سـيذهب و يتركني و حب حياتي قرر التخلي عني عندما كنتُ في امس الحاجه اليه.
ماذا فعلتُ لأستحق كل هذا؟ هل انا سيئه و غبيه لهذي الدرجه؟.