Chapter 30

7.4K 390 272
                                    

بقيتُ في احضان هاري تحت صوت بكائي الصامت و الحركات الوهميه التي يرسمها هاري على ظهري ليجعني اهدأ قليلاً.
حركاته كانت تساعدني على التنفس بأنتظام لانني في بعض الاوقات اشعر بأنني خسرتُ كل الهواء داخل رئتي و كل ما علي فعله هو انتظار موتي.
لكن هاري كان هنا معي يساعدني بطريقه بسيطه جداً.
انني لا ازال ربما تحت حاله الصدمه, ليس لأن والدتي ماتت, انني في حاله صدمه لأنني لم استغل الفرص لـوداعها, او قول كل الاشياء التي لم تتح لي الفرصه بأن اقولها.
انني الوم هاري و الوم والدي قليلاً, ربما ان لم يرسلني والدي الى هاري لـكنتُ الآن اخبرتها بكل شيء ادرتُه انا و كل شيء ارادته هي.
(سأذهب لأحضر لحاف فأنتِ ستتجمدين هنا).همس هاري في اذني و جعلني ابتعد عنه قليلاً لـيرى وجهي.
اومأت اليه فقط فأنا لا اريد التحدث حقاً.
سمعتُ خطى هاري تختفي عندما اغلقتُ عيني.
لا يمكنني العوده الى المنزل بـهذي الحال فأنا اعلم ان تايت ضعيف و هش جداً في حالته هذي, و يجب ان اكون قويه من اجله فـعلاقته مع والدتي كانت قويه جداً!.
(هاري اخبرني بأنك هنا).قال لوي من خلفي و جعلني افتح عيناي.
(انني لستُ في مزاج لأتحدث اليك لوي).اخبرته عندما اصبح امامي.
(يا الهي انتِ تبدين كـبطاطا).قال لوي و هو يمسح الدمعه التي نزلت على وجنتي.
(ماذا ابدو؟).سألت و انا انظر اليه.
هل قال كـبطاطا ام انا سمعتُ كلمه اخرى؟.
(اقصد كـبطاطا حلوه تعلمين التي طعمها لذيذ من الداخل عكس البطاطا السيئه).قال لوي و ضرب رأسه و بدأتُ انا بالضحك قبل ان يكمل (لا اقصد بأن طعمك حلو من الداخل يا الهي).قال لوي و انفجر ضاحكاً و كنتُ اشاركه الضحك.
(اعذريني كارا فقد حاولت اضحاك تايت لكنه القى البطاطا على وجهي).اخبرني لوي و هو يمد يده الي.
(دعينا نركب الحصان هناك).قال لوي و اشار بيده الاخرى الى الحظيره.
(هل ابدو في مزاج يسمح لي بالركوب على الاحصنه؟).قلتُ لـلوي و جعلته يرفعني عن الارض رغماً عني.
(ماذا هل ستبقين هنا مثل البطاطا حتى تتعفن؟ لا زلتِ غبيه).قال لوي و هو يحيط كتفي بـيده.
(ان غضب زين سنخبره بأن هاري جعلنا نركب اتفقنا؟ ليس علينا اتهام الاخر تعلمين).اخبرني لوي و هو يفتح باب الحظير و يغلقها خلفنا.
(فقط اتركني وشأني).همستُ و انا الف نفسي بيداي.
اخرج لوي حصان اسود و صاح بأسمي و هو يضحك عندما الحصان هرب منه.
(انها مشكلك لسيت مشكلتي).صحتُ لـلوي الذي بدأ بالركض خلف الحصان.
لم استطيع مقاومه الضحك عندما رأيت لوي يقع على الارض عندما كان يحاول الامساك بالحصان الذي ما يزال يهرب من لوي.
رفع لوي يده في الهواء و بدأ بالاتجاه نحوي و الغبار كان يملئ ثيابه.
(انه يذكرني بك حقاً).قال لوي عندما اصبح واقفاً امامي و بدأ بـمسح الغبار بيداه.
(ليس امامي ايها الغبي!).قلتُ لـلوي و انا ابتعد عنه.
(اوه حقاً؟ انتِ من رفض مساعدتي لأمساك الحصان هذا تحملي النتائج).قال لوي ولا يزال يمسح الغبار.
(حسناً انا لم اخبرك بأن نركب الاحصنه او حتى ملاحقتها لكن كنتَ تبدو مضحكاً).قلتُ و بدأت بالضحك لأرى لوي ينظر الي و يتنهد.
(انظري من قرر الانضام الينا).قال لوي و هو لا يزال يمسح الغبار و ينظر خلفي.
نظرتُ الى الخلف لأرى بين و تايت قادمين نحونا.
(حسناً لقد شاهدنا ما كان يفعله الاحمق ذو المؤخره الرائعه و قررنا الانضمام).قال بين عندما اصبح بجانب لوي.
وقف تايت بـصمت بجانبي و كأنه ليس متأكد ان كان عليه قول كلمه او حتى فعل اي شيء اتجاهي.
لكنني تجاهلت الحقيقه لما هو عاد و ارخيتُ رأسي على كتفه لأشعر بيده من حولي الآن و توسع ابتسامه على وجه لوي.
(شكراً لكِ كارا على جعل الجميع ينفجر ضاحكين).قال لوي عندما وقف بأستقامه و لف يده حول خصر بين.
(اوه الآن انا السبب لوي؟).قلت و اخذتُ خطوه الى الامام و جعلتُ تايت يخطو معي.
قفز لوي الى الخلف و بين كان معه وقال (انني امزح يا الهي انكِ جاهزه لضربي).
(لقد مرت سته اشهر و لم تتغيرا هذا حقاً رائع).قال تايت بأنزعاج و جعلني انا و لوي ننفجر ضاحكين نحتضن احدنا الاخر.
(انها تسمى الصداقه الروحيه).قال لوي و هو يحضنني بقوه.
(صدري يؤلمني!).همستُ لـلوي و جعلتُ الجميع ينفجرون ضاحكين.
(لقد نسيتُ بالكامل بأن لديك مؤخره).قال لوي و هو يضغط مؤخرتي ليجعل بين يضرب يدا لوي.
(هيه!).قال بين و هو يبعد لوي عني ليجعل تايت يسحبني اليه.
(انتما حقا طفلان).قال بين بأنزعاج و بدأ بسحب لوي لخارج الحظيره.
و تايت بدأ بالمشي خلفهم و يده حول معصمي.
(هل تريدان البقاء في الخارج ام الذهاب الى الداخل؟).سأل بين عندما قفز لوي من سياج الحضيره و وقع على الارض ليجعلنا ننفجر ضاحكين.
(انني على ما يرام شكراً لإهتمامكم).قال لوي و لا يزال على الارض.
ذهب تايت و ساعد لوي على النهوض بينما انا و بين اصحبنا نضحك اكثر من قبل عندما وقع تايت فوق لوي.
يا ترى لما لم يعد هاري؟ ماذا يفعل الآن؟.
سألت نفسي عندما استدرتُ لأنظر الى المنزل, لا اعتقد بأنه نساني في الخارج ربما هو فقط ينظر الي من النافذه.
انني اتمنى هذا حقاً فأنني نوعاً ما افتقده.
Harry's POV
لم استطيع العوده الى كارا عندما سألني لوي اين كانت.
اللعنه ابدو غبياً اراقبها من نافذه غرفه زين التي تطل على البركه و الحظير.
(لا افهم لما انت هنا و ليس معها).قال زين و هو يقرا كتاب كارا الآن.
(انها تبدو افضل من غيري في الصوره).اخبرتُ زين و انا ابدأ بـتلوين السماء بالاسود.
(هل ستبقى هنا تراقبها و ترسمها على اللوحه؟).سأل زين و جعلني انظر اليه.
(و ما غير هذا سأفعل؟).قلتُ و انا انتظر جوابه.
(اذهب اليها).قال زين و هو يشير الى النافذه.
(انها افضل معهم زين فـأنا لا استطيع اضحاكها مثل ما يفعل لوي).اخبرته و انا انظر اليها من النافذه.
لقد كانت تنظر مباشره الى المنزل و كم اردتُ الذهاب اليها و احضتنها الى صدري لأنني افتقدها حقاً.
(لكنها تشعر بالآمان معك).قال زين و هو ينظر الى  الكتاب.
(بالتأكيد فهي لم تهرب مني عندما اخبرتها عن ماضيَّ و الآن انا لا اجرأ حتى  على اخبارها لما اتعاطى الادويه حتى).اخبرتُ زين و انا اضع الفرشاه على الطاوله.
(حسناً انت ارغمتها على الاستماع اليك و ايضاً لقد سردتَ القصه كلها من غير ان تضع فواصل بينها ربما كان عليك ان تذكرها بأنك تغيرت عندما اخبرتها).قال زين و هو يغلق الكتاب الآن.
(شكراً لنصيحتك المتأخره).قلتُ بـتذمر.
(استمع الي هاري).قال زين عندما جلستُ على حافه السرير.
(انني استمع لكن عليك اختصار ما تقوله حتى لا اشعر بالضجر).قلتُ بـتذمر مره اخرى.
(اعلم بأنها فكره ربما تكون غبيه و سيئه لكن ربما حان الوقت لتخبرها بأنك تحبها لا يجب عليك ان تخبأه في صدرك مثلما تفعل الآن و تجعلني اراك تتعذب مثلما كنتَ عندما ماتت لانا ان كنتُ خائف من امر الادويه دعه الي سأخبرها بنفسي او اجعل لوي يفعل لكن انه الوقت لأخبارها).اخبرني زين و جعلني اقهقه.
(انت لا تعرف كيف كارا تفكر او حتى  كيف ستكون رده فعلها سوف تفزع مني بالتأكيد فأنا ارى الخوف في عينها عندما اغضب ولا يمكنني المخاطره بخسارتها مثلما حدث عندما اخبرتها عن ماضيَّ عليك ان تفهم بأنني بخير على هذي الحال طالما تسمح لي ان اكون حولها و ان تكون معي).اخبرتُ زين و نهضتُ من السرير.
(ربما هي تحبك ايضاً هاري).قال زين و جعلني انفجر ضاحكاً.
لم استطيع التوقف عن الضحك بسبب الهراء الذي يخبرني به زين.
عاد صوت كارا داخل رأسي قائلاً:
"(اشش لا شكراً فأنا لا اريد ان اكون في اي علاقه فأنا بخير هكذا)"
نظرتُ الى زين الذي اصبح واقفاً امامي و هو يقول (ما المضحك في الامر؟).
(لقد اخبرتني يوماً بأنها لا تريد ان تكون في اي علاقه لهذا ان ما قلته جعلني انفجر ضاحكاً بسبب اختلاف الوضع).اخبرته.
(حسناً ان الوضع نفس الوضع عندما قابلت لانا ل-).قال زين لكنني قاطعته قبل ان يكمل.
(كارا ليست لانا! كارا افضل من لانا لهذا لا تقارنهما!).صرختُ على زين و جعلته يقفز الى الخلف.
(اللعنه يا صاحبي ألم تأخذ دواء؟ هل تأثير كارا قوي الى هذي الدرجه؟).قال زين و جعلني اضرب الحائط بكل قوتي و أكَون حفره متوسطه الحجم.
(لا تتكلم عنها بهذي الطريقه!).صرختُ على زين الآن و انا اتجه نحوه و اجعله يأخذ خطوه الى الخلف.
(ان حالتك تزداد سوءً هاري عليك اخذ ادويتك قبل ان ل-).قال زين لكن ضربتي على الحائط بجانبه التي كانت قريبه جداً من رأسه جعلته يتجمد في مكانه.
(لا تخبرني ماذا افعل قبل ان لا احطم رأسك في هذا الحائط).همستُ له و انا اسمع صوت الباب يُفتح.
(اذاً ستحطم كل حائط يوجد هنا هاري!).صرخ زين و دفعني الى الخلف.
(انتَ حقاً غبي بأن تظن بأن كارا ستبقى معك الى الأبد ان لم تخبرها بأنك تحبها! لا افهم كيف لا تستطيع كارا عدم رؤيه حبك لها انه قوياً جداً و انت اغبى منها في ابقائه لك!).صاح زين بوجهي و هو يتجه نحو الباب.
(اذاً انت تقترح ان اقول "هيه لقد احببتك منذ سبع اشهر الآن و انتِ لم تكوني تعلمين بأنني موجود حتى و انني ازور طبيباً نفسياً كل اسبوع و لا يجب ان تخافي مني لأنني قد اُرسل الى المصح العقلي يوماً" هذا ما تعتقد به زين انه هراء! هراء!!).صحتُ بوجه زين و انا اشعر بأنني لا استطيع التحكم بنفسي بعد الآن.
(نعم! هذا بالضبط ما ستقوله انت و تجعل الفتاه تهرب منك هذا ما انت بارع فيه هاري! انت بارع في فهم الأمور على طريقتك ولا تريد حتى تفسير لها كل ما تريده هو رؤيه الألم في وجه الاخرين و انا لا اتعجب ان لم تكن كارا معك بسبب افعالك هذي!).بدأ زين بالصراخ هذي المره.
(اخبرتك بأن لا تخبرني ماذا يجب ان افعل ولا سأحطم رأسك في الحائط!).صرختُ و اتجه نحو زين الذي فتح الباب الآن ليكشف ما خلفه.
كانت كارا خلف الباب تنظر الي مباشره بعينان مليئتان بالدموع.
لا يمكن ان تكون سمعت اي حرف من اي ما قلناه انا و زين يستحيل ان تعرف بأنني احبها بهذي الطريقه, ليس و انا بهذي الحاله, ليس و هي تنظر الي بتلك النظرات.

Trustحيث تعيش القصص. اكتشف الآن