Chapter 29

7.8K 367 261
                                    

مثلما قلتُ!, لقد كانت ساعه القياده طويله جداً تحت صوت هاري و هو يحاول الغناء و ايضاً تحت ازعاجه و مرحه الذي لا ينتهي.
انني لا اقصد بأنه يجب ان يصمت على العكس فكم كنتُ احب ازعاجه لي عندما اخيراً اعتقد بأنه توقف, اعلم بأنه يحاول ان يريني بأنه شخص طبيعي و هذا جيد نوعاً ما لكن ازعاجه و انا اقود يجعلني متوتره جداً, لأنني حقاً خائفه ان اخدش سياره زين.
عندما وصلنا امام المتجر الصغير الذي كان حوله بعض من السيارات, رأيت هاري ينظر اليه بنظره غريبه و هذا جعلني اسأل.
(لم تذهب الى التسوق من قبل؟).سألت هاري الذي نظر الي الآن.
(انني من ملازمين المنزل ليلاً و نهاراُ ولا احب الخروج لهذا نعم).اخبرني هاري و هو ينظر الى يدي الآن.
(لا تقلق ستكون بخير فأنا خبيره تسوق).قلتُ و لم اصدق نفسي و هذا جعل هاري ينفجر ضاحكاً يمسك بيدي اخيراً.
(اشك بهذا).قال هاري.
(سترى!).قلتُ و انا اسحب يدي من يده و اخرج من السياره.
انتظرتُ هاري الذي خرج من السياره و اتجه نحوي و شعرتُ بأصابعه تتمسك بطرف قميصي كأنه طفل خائف من الازدحام.
حسناً اعلم الآن بأنه لا ستطيع القياده بسبب الادويه الذي يصرفها والدي له و ايضاً لا يستطيع التحكم في نفسه كثيراً بسببها ايضاً لهذا علي ان اكون صبوره معه في بعض الاوقات ان اردتُ ان ابقي مزاجه معتدل.
حسناً المتجر كان كبير حقاً لهذا سحبتُ عربه من العربات المركونه قريب من المدخل ولا يزال هاري متمسك بـطرف قميصي.
عندما دخلنا الى الداخل كان الجو معتل اما في الخارج فكان حار قليلاً.
نظرتُ الى هاري وقلت (هل ستبقى متعلقاً بطرف قميصي و تجعلني اكتشف ماذا يجب ان نشتري؟).
نظر الي هاري وقال (ها ها ها كم انتِ ظريفه).
ابتسمتُ لهاري الذي بدأ بالنظر من حولنا و هو يخرج هاتفه و جعلي اخذه على رساله زين.
حسناً كان المشتريات المطلوبه كالتالي:
"حليب اطفال, غيارات للأطفال, ثلاثه علب من البيض, علبتان من الحليب, علبتان من عصير التفاح و البرتقال, فواكه مجمده, بطاطس مجمد, بعض المشروبات الغازيه, كثير من الشكولاته, خمسه علب من الايسكريم بأنواع متنوعه, ثلاثه و ثلاثون كيلو من اللحم".
بعض المشتريات هذي اعلم بأن لوي من اقترحها و الاخرى كانت ميلا.
بدأت بالمشي و كان هاري مثل ظلي خلفي ينظر من حولنا كأنه ينتظر هجوم عصابه او ما شابه لأنه لا يزال متمسك بـقميصي و ان مررتُ من جانب احد المشرتين شد على قبضته.
استطعتُ شراء كل القائمه الا اللحم فأنا لا افهم لما يحتاجون ثلاثه و ثلاثون كيلو منه؟, اعني فنحن سنعود في يوم السبت و اليوم هو الاحد هذا يعني نحن سنبقى هنا لـسبعه ايام فقط لماذا هذا الكيلو لا اعلم.
سحبتُ الكيس الخاص باللحم و بدأت بالوضع اللحم فيه و بعدها وضعته على الآله لأحسب الكيلو.
(فقط ضعي الكثير منه).قال هاري و هو يضع اللحم في الكيس.
(هاري توقف).قلتُ و انا اسحب الكيس منه.
(و من اخبرك بأنني سأجعله ثلاثه و ثلاثون كيلو؟ فنحن باقين هنا لأسبوع فقط).قلتُ له و انا ارى الكيلو اصبح ثلاثين.
ابتسم هاري الي و هو يعود و يتمسك بـقميصي عندما بدأتُ بـدفع العربه الى اتجاه المحاسب.
عندما انتهينا من المحاسبه ارجع هاتف هاري اليه الذي لم يلحظ بأنه مفقود الى ان وضعته بيده.
خرجنا من المتجر و وضعتُ الاغراض في السياره بينما هاري قرر الصعود اليها قبلي, و بالطبع ارجعتُ العربه الى مكانه و عدتُ الى هاري الذي كان يتابع حركاتي كلها و عندما انظر اليه اجده ينظر الى هاتفه و هو يبتسم.
صعدتُ الى السياره و شلغتها و شعرتُ بالهواء البارده اخيراً, فكم الجو حار.
(ان اردتي سأقود هذي المره).قال هاري و هو يضع يده على فخذي.
(لا انا بخير انه فقط الجو حار جداً).اخبرته و انا اقود السياره في الطريق الطويل.
(لكنك تبدين متعبه نوعاً ما).قال هاري و هو يمسح وجنتي.
(بالطبع فأنت كنت ملتصق بي كـطفل صغير ولا اقصد بهذا اهانه لك طبعاً و كان علي حمل الاغراض جميعها الى السياره و ارجاع العربه الى مكانها و ايضاً حساب كيس اللحم الغبي مع كل هذا ولا تريدني ان اتعب).قلتُ لهاري بتذمر.
(ان لوي كان محق انكِ تحبين التذمر).قال هاري و انفجر ضاحكاً و جعلني اضحك معه.
(انت مزعج).اخبرته ولا ازال اضحك.
كنتُ ممتنه ان هاري غفى في طريقنا الى العوده لأن هذا سيعطيني بعض الهدوء الذي اريد, لكن ما جعلني ممتنه اكثر يده تلك التي لا تزال على فخذي, لكنني وجدتُ نفسي افتقد ازعاجه كثيراً فهو لا يزعجني في العاده انما انا التي ازعجه لكن ربما هو لم يتناول دواءه؟, اتسال هل اهمل دواءه و لم يأخذه منذ وقت طويل؟, ربما من بعد حفله لوي؟, انا اعلم من كلام والدي بأن المريض يجب ان يحافظ على الدواء او صحته ستعود الى سابق حاله.
لما اهتم على ايت حال؟, ان هاري راشد و يعلم ماذا يجب ان يفعل.
من اخدع فهو مريض نفسياً و على شخصاً ما ان يرشده او ينصحه على القليل ربما علي ان افعل هذي المهمه بنفسي.
طردتُ افكاري عندما وصلتُ الى المخيم اخيراً, و كانت الساعه الآن الحاديه عشر و نحن خرجنا من المنزل الساعه الثامنه, كم احب الخروج في الصباح.
اوقفتُ السياره امام المنزل لأرى زين و لوي قادمين من الداخل.
(هاري استيقظ).همستُ لهاري الذي لا يزال نائماً عندما لمستُ وجنته.
فتح هاري عينه و تثاوب قبل ان ينظر الي و يبتسم.
(انت بخير؟).سألته ولا اعلم لماذا.
اكتفى هاري بـهز رأسه و هو يخرج من السياره عندما فتح زين الباب و بدا بالحمل الاكياس مع لوي.
نزلتُ من السياره لأرى لوي امامي.
(حسناً كيف عدتي سليمه و لم تخدشي السياره؟).سأل لوي و هو يغلق الباب نيابه عني.
(لقد اخبرتكَ من قبل ان كنت انت معي في السياره فـبالطبع سأختشها).قلتُ لـلوي و جعلته يضرب كتفي.
(محتاله!).قال لوي و جعلني اقهقه.
قبلما ان اتحرك تكلم لوي.
(صحيح سنركب الاحصنه بعد قليل لهذا ان اردتي انضمي الينا).قال لوي و جعلني فقط اومأ برأسي و انا اتجه نحو المنزل.
دخلتُ المنزل لأجد ميلا تضحك مع والده هاري بينما ايزرا كان يردد كلمه حليب منما جعل جيما تصور فيديو, و ايضاً كان زاك و خطيبه التي نسيتُ اسمها على الاريكه يشاهدان فيلماً ما.
صعدتُ السلالم و اتجهتُ الى الغرفه التي ننام فيها انا و هاري.
عندما فتحتها رأيتُ هاري مسلقي على السرير نائماً من غير ان يخلع حذائه.
ابتسمتُ عندما خلعتُ حذائه و غطيته باللحاف, فـمنظره هذا جعلني اشعر بالأمان الآن.
جلستُ اشاهد التلفاز انتظر هاري حتى يستيقظ, لقد شاهدتُ بعض المسلسلات من الساعه الحاديه عشر الى الساعه الثالثه ظهراً, حسناً لم اشعر بأنه علي ركوب الخيل مع لوي لهذا بقيتُ اشاهد التلفاز.
و لا يزال هاري نائماً.
قررتُ بأن اغفو معه قليلاً ريثما يحل الليل حتى نتجمع حول النار.
لهذا صعدتُ ال السرير و اصبحتُ قريبه جداً من هاري لدرجه اشعر بأنفاسه على وجنتي, ابتسمتُ لنفسي و قبلتُ وجنته قبلما ان اغلق عيني و ادخل في نوم عميق.
استيقظتُ على صوت لوي و هاري يتهامسان امام السرير.
(شكراً على ايقاظي انتما).همستُ و انا انظر الى الساعه التي اصبحت السابعه ليلاً.
(ليس هناك داعي على الاطلاق كارا).قال لوي و هو يركل قدمي.
(بما كنتما تتهامسا؟).سألتُ لأرى هاري ينظر الى لوي و لوي ينظر الى هاري.
(حسناً لا تخبراني).قلتُ و انا انهض من السرير و اخرج من الغرفه لأسمع صوت خطاهم خلفي.
لماذا يتصرفان بغرابه الآن؟, فهاري لم ينطق حرفاً واحداً و عندما سألت اكتفى بالنظر الى لوي حتى يتجنب النظر الي, و لوي فعل الحركه نفسها فـحتى عندما تحدث الي كان ينظر الى الارض و بعدها نظر الى هاري.
نزلتُ السلالم على طرق الباب.
عقدتُ حاجبي عندما رأيت الجميع ينظر الي و من بينهم ميلا التي لم تتحرك من مكانها انشاً.
(لماذا الجميع يتصرف بـغرابه؟).سألت و انا انظر خلفي لأرى لوي واقفاً على السلالم بينما هاري كان واقفاً على النهايه.
(لا مانع سأفتح الباب بـنفسي).قلتُ و انا اتجه نحوي الباب و افتحه.
تجمدتُ في مكاني و انا انظر الى تايت امامي, لقد كان يبكي و عيناه كانت حمراوتان بسبب البكاء.
(ماذا حدث؟).سألت تايت الذي كان ينظر الي الآن.
(انني حقاً اسف).همس تايت عندما احتضنني بقوه.
(على ماذا؟ تايت لما تبكي).سألت تايت الذي احضتني بقوه الآن.
(والدتنا كارا لقد رحلت الآن لقد اصبحت في مكان افضل لقد ماتت).اخبرني تايت و شعرتُ بأن قلبي تمزق الى قطع الآن.
(اوه).هذا كل ما خرج من فمي قبلما لا ابعد تايت عني و ارى لوي يحتضن تايت.
لم اكن اعلم الى اين سأذهب او الى اين اريد ان اذهب عندما خرجتُ من المنزل.
فأنا لا اعلم لما لم تخرج الدموع من عيني ربما هذا ما ظنه هاري و لوي عندما كانا يتهامسان و ربما هذا ما ظنه الجميع!, الجميع ظن بأنني سأبكي و اصرخ بينما انا هنا لا استطيع العثور على دموعي ولا اعلم ماذا سأفعل الآن او اشعر حتى.
وجدتُ نفسي امام بركه صغيره, لا اعلم كيف وصلتُ هنا لكنني ممتنه بأنني بعيده عن الجميع.
لا اعرف ما شعوري الآن بأن والدتي ماتت ولا يوجد هناك املاً مثلما اعتقد والدي, و اصبحنا انا و تايت الآن يتيما الأم و اعتقد بأن والدي الآن منهار بالطبع فهو كان لديه املاً قوياً بأن والدتي ستعيش معنا بما ان تايت تحدث اليها و اخبرها بأنه قد عاد الآن.
توقف عن التفكير عندما رأيت هاري يجلس بجانبي ينظر الى البركه التي امامنا.
(هل انتِ بخير كارا؟).سأل هاري و كنتُ انتظر سؤاله.
(انني بخير).اخبرته و انا انظر اليه.
(اذاً لما لا تبكين؟).سأل هاري و هو ينظر الي.
(لا يمكنني ايجاد دموعي هاري).اخبرته.
(يجب ان تبكي او تصرخي حتى تكوني بخير حقاً).قال هاري و هو يلمس وجنتي.
(لقد اخبرتك بأنني لا استطيع ايجاد دموعي ولا استطيع ايضاً معرفه ما اشعر به الآن فأنا حقاً ضائعه).اخبرته و انا اغلق عيني لأشعر بـلمسته على وجنتي.
(تحدثي الي اذاً).همس هاري و جعلني اشعر بالألم في صدري.
(لا اعلم ما هو الشيء الذي يبقيني صادمه الآن و ان لا انهار).قلتُ و انا افتح عيني و اكمل (ربما بأنني لن احضى بـفرصه تجعلني اودع والدتي الآن بيما كانت لدي فرص كثيره لكنني اخترتُ بأن اهرب و اضع كل الفرص التي كانت امامي خلف ظهري).قلتُ و شعرتُ بالدموع تملئ عيني الآن.
(انظر الي هاري فها انا اصبحتُ يتيمه الأم الآن و لم اقل كلمه لها او حتى اشكرها لأهتمامه بي عندما كنتُ في اصعب محني و اشكرها على وقوفها بجانبي حتى عندما هرب تايت من المنزل بينما انا حتى لم افكر بأن اكون بـجانبها في اصعب محنها و ها هي الآن تركت الحياه و تركتني خلفها و لم استطيع حتى ان اخرج الكلمات التي تريدها).قلتُ و بدأتُ في البكاء اخيراً.
رأيت الدموع في عينا هاري عندما دفع برأسي الى كتفه و يداه اصبحت تحيطني لتجعلني ابكي بين يداه.
(لقد خسرتُ الشخص الوحيد الذي كان لديه امل كبير بأنني سأعود الى رشدي الشخص الوحيد الذي تحملني تسعه اشهر الشخص الوحيد الذي لم يستطيع رؤيه خيبه الأمل في عينه الشخص الوحيد الذي يستطيع ان يجعل دمعه الحزن تتحول الى دمعه فرح الشخص الوحيد الذي اردتُ توديعه بشده لكنني كنتُ خائفه و خوفي هذا اصبح غبي الآن عندما علمتُ بأنني خسرتها هاري لقد خسرتُ واللدتي التي لم تفقد الأمل بي قط).اخبرتُ هاري و انا اشد على قميصه الآن.
(ستكونين بخير اعدك بهذا).اخبرني هاري و جعلني اضحك.
(لقد ضاعت الآن كيف سأكون بخير؟ اخبرني فقط كيف سأكون بخير الآن عندما علمتُ بأن والدتي لا يمكنها ان تكون معي الآن بأنني لا استطيع رؤيتها لا اعلم حتى ان كنتُ استطيع الاعتناء بـتايت جيداً مثلما ما كنت هي تفعل اوه بالتأكيد فأنت لا يمكنك ان تفهم ما اقول لأن والدتك لا تزال على قيد الحياه و انت تسيء تعاملك معها).قلتُ لـهاري و انا انظر اليه.
لا يمكنني تحمل فقدان هاري بسبب كلماتي  الغبيه.
(لا شيء سيكون بخير الآن ان تركتني انت الاخر فأنا لا استطيع تحمل خساره الشخص الاخر الذي لم يخسر الأمل بي ارجوك لا تتركني هاري ليس الآن).همستُ لهاري و انا ارى دمعه تخرج من عينه الآن.
(اشششش يستحيل ان تخسريني كارا فأنا سأكون هنا بجانبك مهما حدث).همس هاري في اذني عندما اعاد رأسي على صدره و بدأ بترديد هذي الجمله على مسامعي على أمل بأنني سأهدأ بينما انا اعلم بأنني خسرتُ شخصاً يستحيل استبداله مهما فعلت فـليس هناك اعظم من حنان الأم.

Trustحيث تعيش القصص. اكتشف الآن