حسناً اعتقدتُ بأن هاري سيكمل صراخه علي عندما جعلني اقتنع بأنه ليس هناك سبب لأخشاه, بالطبع اخبرني بأني سأخرج من المشفى بعد قليل ريثما تنهي ميلا من الاوراق التي يجب ان تنتهي قبل ان اخرج من هنا.
اصر هاري على حملي حتى نصل الى المنزل, لم يكن هناك فائده بأن اخبره بأني ازن طناً لانه اخبرني بأنه يشعر كأنه يحمل وسادته بين يديه.
عندما كنا في السياره حيث والده هاري تقود و ميلا بجانبها تاركين المقعد الخلفي متاح لي و لهاري, لم يكن قريباً مني لكن يده كانت على يدي و انا انظر اليه ينظر من النافذه, شاغلاً نفسه بالتفكير.
علمتُ بأن اخ هاري من والدته سيتزوج الاسبوع المقبل و طلبت مني والده هاري الحضور للزفاف, بالطبع سألت ان احضر مع هاري, لكن هاري لم يعير اي انتباه لما كنا نقول, بالاحرى بما كانت والدته و ميلا يتكلمون عنه.
عندما وصلنا الى المنزل, اصر هاري مره اخرى ان يحملني و لم اكن في مزاج لأتناقش معه لهذا جعلته يحملني, اخبرتنا والدته بأنها ستكون في المنزل المجاور و ان اردنا اي مساعده يمكننا الاتصال عليها من الهاتف الموصول بهاتفها في المنزل المجاور, و بالطبع هاري يبقى هاري, ترك تعليق فظ يخرج من فمه عندما اخبرتنا والدته بأنها ستكون بالمنزل المجاور, و ايضاً اخبرتنا ميلا بأنها ستذهب الى السوق و سألت هاري ان اراد ان يذهب معها ليتركني ارتاح قليلاً, لكنه رفض بالطبع و اخبرها بأنها راشده لا تحتاج الى شخص ليذهب معها.
فتح هاري الباب و جعلني اصدم رجلي بطرف الباب.
صرختُ بألم و انا اقول (الا ترى اين تمشي!).
نظر الي هاري وقال (اعذريني ان كنتِ تزنين طناً!).
نظرتُ اليه و تنهدت و قلت (فقط ضعني على الاريكه).
عقد هاري حاجبيه و سأل (حسناً لديك غرفه هنا لما على الاريكه؟).
نظرتُ اليه و تذكرتُ بأنني اخبرته بأنني لا اشعر بالامان في المنزل, و اعتقد بأنه قرأ افكاري, لانه تنهد و قال (حسناً سأضعك على الاريكه و ابقى معك الى ان تغفي).
ابتسمت عندما وضعني هاري على الاريكه, و لفني باللحاف و ذهب ليشغل التلفاز و يجلس بجانبي.
تذكرتُ بأن هاتفي كان بطرف الاريكه التي كان هاري جالس عليها, لهذا لمستُ كتفه و بالطبع ابتعد عني و ربما كان سيقفز بعيداً عني الى ان نظر الى عيني و تنهد قبل ان يسأل ما الخطب, اخبرته عن هاتفي موجود ربما تحت مؤخرته, لا اعلم ما المضحك في الامر لكن هاري بدأ بالضحك بصوت عالي عندما اخرج هاتفي من جيبي و قبل مقدمه رأسي قبل ان تعود عيناه الى شاشه التلفاز.
حسناً هناك امر غامض في مزاج هاري, احياناً اشعر بأن لدي تأثير قوي عليه عندما ينظر الى عيناي, لا اعلم ما خطب عيناي لكنني لستُ سعيده بها, انا اعلم بأنني امتلك عيناي امي الزرقاء و الى هذا الهراء.
(ان كنتِ لا تردين الرد على من يتصل الآن فأعطيني هاتفك حتى اجعله لا يعاود الاتصال).قال هاري و جعل افكاري تتبعثر.
نظرتُ الى هاتفي و رأيت اسم والدي, فنظرتُ الى هاري وقلت (ستخبر والدي بأنه لا يجب ان يتصل بأبنته بينما هي مع شخص لا يستطيع التحكم بنفسه؟ ستأخذ لكمه).
(اهلاً ابي).قلت عندما رأيت هاري ينهض من الاريكه و يتجهه الى السلالم, ماذا قلت بحق الله ليجلعه يغضب و يذهب الى غرفته؟.
(كارا!!! هل هاري قام بقتلك!!!).صرخ والدي و جعلني اتذكر انني اتحدث اليه عبر الهاتف, (انني اسفه لقد شردت!).قلت و حاولت ان اتذكر ما قال لكنه قاطعني و اخبرني (حسناً لم يقتلك هذا جيد, اتصلت لأخبرك بأنه ربما يمكننك ان تشتري منزل لتسكني به وحيده و لكن ليس الآن فأنا اريدك ان تبقي في منزل صديقي اسبوعاً اخر تركت حقيبتك و اغراضك في غرفتكِ في الاعلى لهذا استمتعي ولا تنسني ان تحادثيني قبل ان تنامي و الآن تصبحين على خير تذكرني بأنني احبك مهما حصل).
ابتسمت لنفسي و قلت (احبك اكثر والدي).
اغلقت هاتفي و وضعته على الطاوله, لكنه زن و جعلني التقطه من جديد و ارى رساله من بين مره اخرى, يا الهي كم نسيت ان لدي صديق اسمه بين!.
"هل انتي بخير كارا؟ لقد كنت اراسلك منذ ثلاث ايام!. بين"
ماذا؟ مر ثلاث ايام؟, تنهدتُ و ارسلتُ رساله الى بين قائله:
"انا اسفه بين لقد نسيت بالكامل انك موجود في حياتي! انني بخير فقد حدث الكثير و لم استطيع ان ارد عليك اتمنى ان تكون بخير الآن. كارا".
ضحكتُ عندما ارسل بين رسالته قبل حتى ان انظر الى باقي الرسائل.
"حسناً انتِ حيه هذا خبر جيد يجب ان نحتفل به! هل قرأتي الكتب؟ فوجدتُ كتاب اخر يجب ان تقرأيه! اخبرني ان كنتِ تردين ان نتقابل غداً. بين".
انني اجد بين رجل طيب و مرح ايضاً,فقد بقيت الليل كله اتحدث اليه عبر الرسائل النصيه فأنا لم امانع حقاً عندما اخبرني بأن عليه ان ينام الآن فـغداً لديه محاضره يجب ان يحضرها.
انني لا اريد النوم حقاً, انني اخشى اذا غفيتُ ستعود ذكريات تايت الي, فقد تذكرتُ بما فيه الكفايه عندما كنتُ في المشفى, لهذا قررتُ ان انهض من الاريكه و اذهب الى المطبخ لأجد شيء ما يجعلني ابقى مستيقظه حتى الصباح.
عندما نهضتُ من الاريكه فقدتُ توازني, لكنني استرجعته فوراً عندما امسكتُ بطرف الاريكه, قبل ان اتحرك سمعتُ الباب و صوت ميلا في وقت واحد.
(كارا! هاري! اتمنى بأنكما لم تقتلا بعضكم البعض فقد اتيت).قالت ميلا و هي تضع المفاتيح على الطاوله و تنظر الي وتبتسم.
(تبدين بخير قليلاً).قالت ميلا و ضحكتُ.
(حسناً انني جائعه في الحقيقه).قلت و انا اتبع ميلا الى المطبخ.
(جيد! لانني سأبدا بأعداد العشاء الآن).قالت و هي تخرج بعض الطعام من الكيس.
(كم الساعه الان؟).سألت و انا انظر الى النافذه لأجد الظلام حل الآن.
(انها التاسعه لكنني لا امانع بالبقاء هنا فقد طلبتُ من مربيه ان تهتم بأبني الصغير).قالت ميلا و قد بدأت بالتقطيع بعض من الخضروات.
(ابن؟ هل لديك طفل؟).سألت و انا مصدومه.
(نعم لدي طفل).قالت ميلا و بدأت بالضحك.
(حسناً شيء لم اتوقعه).قلت و انا اشاركها الضحك.
بدأت ميلا التحدث عن ابنها و كيف ان عمره الآن سنتان, اصبح يتكلم بعض الكلمات, و بالطبع اصبح يمشي كـبالغ, لاحظتُ بأنها كانت تتكلم بكل سعاده عن ابنها و دموعها كانت بعيناها, و هذا جعلني اتسائل هل تحدثت والدتي عني بهذي الطريقه بعد ان ضربتني على وجنتي و اخبرتني كم تكرهني لانني دمرت العائله التي كانت جاهده ان تجعلها سعيده.
بدأت بالضحك عندما ارتني اول فيديو لأبنها يبدأ بالمشي, لقد كان يسقط كثيراً على الارض و كانت ميلا تخبره بأنه لا بأس بالسقوط فهذا ما يجعله اقوى.
قبل ان تريني ميلا فيديو اخر لأبنها اللطيف الذي كان اسمه ايزرا, سمعنا صوت من باب المطبخ.
استدرتُ لأرى هاري حاملاً كاميرا بيده ينظر الي و الى ميلا.
(هل تريد الانضمام الينا هاري؟).سألت ميلا و هي تنهض من المقعد و تضع هاتفها على الطاوله و تتفقد الباستا التي اعدتها.
(لا شكراً فأنا لا اريد ان اجلس معكم فأنتم مصدر للأزعاج).قال هاري و هو يمشي الي و يقف بعيداً عني بقليل.
(امم..لا اعلم كيف اسأل لكن هل تردين ان احملك لغرفتك؟).سأل هاري و انفجرتُ ضاحكه.
عينا ميلا علي انني اشعر بهذا, لكن عيناي انا كانت تنظر الى هاري الذي تجمد في مكانه.
ماذا بحق الله مشكلته؟ قبل قليل كان فظ و الآن يسألني بكل لطف ان يحملني؟.
انفجرتُ ضاحكه مره اخرى و انا اضع وجهي على الطاوله و اقول (انا اسفه هاري لكن يجب ان تعالج مزاجك المتقلب فأنك تجعلني انفجر ضاحكه).
تدخلت ميلا و همست (كارا ارجوك).
رفعت رأسي و نظرتُ الى ميلا التي كانت عيناها مليئه بالخوف وقلت (لا تقلقي فهاري لم يحطم المنزل فوق رؤسنا).
نظرتُ الى هاري الذي كانت عيناه مليئه بالغضب وقلت (حسناً يمكنك ان تضربني مره اخرى و تجعلني اسقط على رأسي فأنا لستُ مجبوره حتى ان اتحمل مزاجك المتقلب فأنا عالقه معك لأسبوع اخر لهذا ارني افضل ما لديك).
نهضت من مقعدي و مشيت الى غرفه الجلوس و التقطتُ جوالي و نظرتُ الى ميلا وقلت (اراكِ غداً).
صعدتُ السلالم و ركضاً الى غرفتي فأنا لا اعلم ماذا سيفعل هاري.
دخلتُ غرفتي و اغلقت الباب خلفي و انا انظر الى الغرفه, مره اخرى نفس السؤال يخطر ببالي, لماذا يجب ان تكون بهذي الحجم؟.
مشيتُ الى سريري الذي ما زال يحتوي على الكتب, و ايضاً جهاز الكمبيوتر المحمول فوقه الآن, ربما والدي رأى بأنني سأحتاجه, فأنا لم استخدمه منذ تايت هرب, حسناً اعلم بأن والدي قرأ روايتي التي كتبتها و اصر بأن ينشرها لكنني رفضتُ طلبه قطعاً لانني لستُ مستعده لأي شخص ان يراها, لانني سأفتقد حماس تايت معي, سأفتقد يده التي ستكون ممسكه بيدي عندما اعلم اذا كانت ستنشر ام لا.
طرقه على الباب جلعت افكاري تتبعثر في الانحاء.
(تفضل).قلت و انا اضرب رأسي بالطبع انا متاكده بانه هاري!.
افكاري كانت صحيحه, ظهر هاري من خلف الباب و بيده صحن و هو ينظر الي و يهمس (اعلم بأنك جائعه).
نظرتُ اليه وقلت (اغرب عن وجهي هاري).
اخذ هاري خطوه الي و اغلق باب غرفتي, تنهدتُ بأنزعاج و انا انظر اليه يضع الصحن على الطاوله امامي و يجلس بجانبي.
بدأ بطني بأخراج الاصوات بسبب رائحه الباستا, سمعتُ هاري يقهقه و هو ينظر الي و انا احاول التجنب النظر المباشر اليه لانني على علم كم عيناه تستطيع اقناعي.
(لا يمكنني التحمل!).همست و انا التقط الصحن من الطاوله و ابدأ بـإلتهامه.
كان هاري يتابع حركاتي حتى عندما انتهيت من الاكل و بدأت باستخدام الكمبيوتر المحمول, لا انكر بأنني شعرت بدموعي تنزل الى وجنتاي عندما رأيت الصور الموجوده التي التقطها تايت.
سحب هاري الكمبيوتر المحمول من بين يداي و سحبني الى صدره لعناق قوي و هو يهمس (ليس عليك مشاهده الصور الغبيه لحبيبك الاخرق).
ضحكتُ بين دموعي عندما قال هاري بأنه يظن تايت حبيبي, ربما ان كان حبيبي سيكون اسهل علي ان انساه, لكن الاسوء مافي هذا بأنه قطعه مني, بأنني انا و هو نحمل نفس الدم.
(انه اخي هاري).همست و انا اشعر بيداه تشدتُ من حولي.
(هل مات؟).سأل هاري شبه هامس.
ابتعدت عن هاري لكن يداه كانت قويه من حولي منعتي من الحراك, لهذا تنهدت و اغلقت عيني و انا احاول ابتعد قد المستطاع عنه, لكن يداه جعلتني ارخي رأسي على كتفه.
(اخبريني هيا).همس هاري.
لكن عندما لم اجيبه صرخ كعادته.
(اللعنه قلت اخبريني!!!).صرخ هاري و جعلني اقفز من مكاني.
لكن سرعان ما نظر الي و همس (انا اسف لا تخافي مني).
(هذا افضل ما تجعلني اشعر به هاري).اخبرته بهدوء وانا ارى عيناه تنظر في عيناي, لان ما قلته كان مجرد حقيقه.
فأنا لم اشعر بغير الخوف منذ دخولي الى هذا المنزل.
ابتعد عني هاري و نهض عن السرير و نظر الي و بدأ بحك رقبته و هو يسأل (هل تردين ربما الذهاب الى غرفتي؟ سيكون الوضع افضل بالنسبه الي).
تجمدتُ و انا انظر اليه, هل هاري طلب مني ان اذهب الى غرفته التي تستطيع ان تجعله يقتل كل شخص يدخل اليها؟, هل حقاً سألني ان كنتُ اريد ان اذهب معه؟, لماذا عليه ان يصبح لغز بالنسبه لي.

أنت تقرأ
Trust
Fanfictionماذا ستفعل عندما تخسر اعز ما تملك, عندما تلوم نفسك على ما حدث لك, عندما تعلم ان حياتك لا تستطيع ان تصبح افضل, عندما تحمل في قلبك جميع اسرارك, عندما تتغير و تصبح شخص اسواء, عندما تصبح في أمس الحاجه الى المساعده, لكن عندما تأتي اليك المساعده و تقضي عل...