Chapter 4

13.4K 549 48
                                    


((ميلا! اين انتي؟ هل يحتاج ان أتي و اجرك الى هنا؟).صرخ هاري للمره العاشره.
(سوف تأتي هل يمكن ان تصمت الآن؟).قلت و انا احاول مره اخرى ان ابتعد عنه.
(هل يمكنك التوقف عن الحراك؟ الا تفهمين بأني لا اريد ان افلتك؟).صرخ هاري علي بغضب.
(لماذا تصرخ علي؟ ماذا فعلت؟ انت تمسكني بقوه هاري).قلت و انا ابعد شعري عن وجهي.
(ميلا!).صرخ هاري مره اخرى و شعرت بأن يده توقفت عن الضغط على جسمي.
(ميلا! فضلاً تعالي الى هنا اتركي عملك ارجوكِ سوف اساعدك به لاحقاً!).قلت و نظرتُ الى المطبخ, ظهرت ميلا من المطبخ بصحنان مليئان بالفيشار.
(الآن تستطعان التوقف عن الصراخ على بعضكما البعض).قالت ميلا و هي تجلس على الاريكه امامنا.
(ماذا تريدان ان نشاهد).سألت ميلا و بدأ هاري بتقليب بين القنوات.
(لا اعلم حقاً, ماذا عنك كارا؟).قال هاري و شعرت بيده تبعد شعري عن وجهي عندما سقطت بعض الخلص على وجهي.
(انا سوف انام لهذا اختارا انتما).همست و اغلقت عيني.
انني اشعر بالنعاس بعد كل التنظيف الذي قمتُ به.
(حسناً لما لا ننظف المطبخ بعدها نشاهد؟).اقترحت ميلا لكن هاري رفض و قال (سنشاهد اولاً و بعدها سننظف اعدك بهذا ميلا).
اعتقد بأني غفيت قبل ان يبدأ الفيلم حتى, انها عاده اعتدت ان افعلها, بطريقه ما اشعر بالممل بالجلوس لساعتان او حتى ساعه و نصف لمشاهده قصه اعرف نهايتها, حسناً انها احدى نهايتان اذا كانت قصه حب, يا ان ينفصلا او ان يعيشى بسعاده.
استيقظ عندما وضعني هاري على الاريكه و ذهب الى المطبخ اعتقد ذلك لانني لم اجد نفسي مستلقيه عليه, تثاوبت و نظرتُ الى الساعه حسناً انها الثانيه عشر ظهراً, هل يعقل انهم شاهدا اكثر من فيلم؟ انني اذكر بأننا بدأنا بالمشاهده, حسناً بالاختيار الساعه التاسعه, و ربما الفليم انتهى الساعه الحاديه عشر او حتى العاشره.
سمعت صوت ميلا من المطبخ تسأل (اين كارا هاري؟).
سمعت صوت تنهد هاري و هو يقول (لقد غفت قبل ان نبدأ الفيلم و لا اريد ان ايقظها الآن لقد نظفت بما فيه الكفايه لهذا سأساعدك قليلا).
سمعت ميلا تضحك و تقول (انت؟ تساعدني بالتنظيف؟).
(لا تجعلني اغير رأي ميلا!).قال هاري و كنت اعلم بأنه منزعج لان صوته خرج خشن قليلاً.
حسناً هاري ينظف؟ لماذا؟, لا يهم انني اشعر بالتعب الآن, اعلم اعلم بأنني نمت كثيراً, لكن ليس لدي ما افعله, حسناً لأكن صادقه نعم لدي جلسه اخرى في ذلك اعاده التأهيل اللعين, انني لا اريد الذهاب و لكن سوف اذهب لأبتعد عن هاري قليلاً او يمكنني ان اذهب الى المكتبه ببساطه.
اعتقد بأني سأذهب الى جلسه اعاده التأهيل الآن و بعدها سأخرج الى المكتبه , نهضتُ من الاريكه و مشيت الى السلالم و صعدتها ذهاباً الى غرفتي, دخلت اليها ولا زلت اجهل لماذا هي كبيره هكذا؟.
بدلتُ ملابسي التي لم الحظ بأنها اصبحت مختلطه برائحه هاري, لا استطيع ان انكر بأن رائحته غريبه لكنها تجلعني اشعر بالخوف اكثر, ربما يجب ان تشعري بالامان لكنني اشعر بالخوف اكثر لا اعلم لماذا.
نزلتُ السلالم و لاحظتُ بأن هاري كان يصرخ على ميلا بصوت عالي لكنه غير واضح.
وقفت فوق السلالم و سألت (ماذا حصل؟ هل كسر الاخرق هاري شيء ما؟).
عينان هاري التقى بعيناي و بدأ بالمشي في اتجاهي, اعتقد بأني ساحصل على صفعه على وجهي او حتى بأن يدفعني او يصرخ, لكن كل ما فعله كان بمعانقتني بقوه.
(حمد الله).همس و هو يشدي اليه.
(حسناً انت تتصرف بغرابه).هسمت.
(لقد جن جنونه قبل قليل لقد اعتقد انكِ هربتي او ذهبتي لتبحثي عن عمل او حتى ان تشتري منزل جديد).قالت ميلا و هي تلتقط صحنان الفيشار اللذان اصبحا خاويان الآن.
(لماذا اهرب؟).سألت و انا اعقد حاجباي.
رفعت كتفها ميلا و دخلت الى المطبخ, نظرتُ الى هاري الذي ما زال محتضنني بقوه.
(هاري هل يمكنك ان تفلتني الآن؟).سألت و شعرت بيداه تتركني الآن.
نظر الي ولاحظتُ بالدموع على قميصي و عيناه محمرتان قليلاً.
ضحكتُ وسألت (لما كنتَ تبكي؟).
تجاهل سؤالي و صعد السلالم من غير ان ينظر الي, حسناً ما مشكلته؟, مره يصبح متعجرف و فظ و ايضاً حقير, و مره يصبح طيب القلب و متهم لكن الآن هو يبكي؟, اعتقد بأني سأفهم كل شيء في الحياه الا هاري.
(انا خارجه ميلا!).قلت و انا افتح الباب لكن صوتها اوقفني قائلاً (انتظري دعيني اعطيكِ المفتاح الذي تركته السيده آني لك).
انتظرتُ ميلا ان تأتي بالمفتاح و قد اتت و اعطتني اياه و اخبرتني بأن اعود قبل الساعه الثالثه لأن والده هاري ستكون هنا الثالثه و النصف, اخبرتها بأني سأذهب لأول مكتبه اجدها في طريقي, لقد كذبت نعم لكنني لا استطيع ان اخبرها بأني في اعاده تأهيل ربما ستخبر والدي عندما يصل الى هنا بأنني اخذتُ المخدرات فأنا لستُ مستعده لأي تهديد من تهديداته.
لكنها اخبرتني بأن هناك مكتبه صغيره بنهايه الشارع و امامه محل يبيع بعض الكيك, بالطبع طلبت مني ان اجلب بعضاً منه و اخبرتها بأني سأفعل ان لم اضيع في الانحاء.
حسناً وصلت الى المبنى لكنني لا اشعر بأنني يجب ان ادخل, لا اطيق ان ادخل الى هناك لأسمع قصص سخيفه لما سيحدث ان لم نتوقف عن اخذ المخدرات, او حتى الى قصص مدمنين المخدرات, لماذا بدأو بها, كيف كانت, كيف وصلوا الى هذا الوضع, انه يجعلني اشعر بالضجر.
(اذا لقد اتيتي اعتقدت بأنكِ ستكونين مختبأه في المنزل).لكن هذا صوت والدي.
نظرتُ خلفي و رأيت والدي, ابتسمت و هرعتُ اليه و عانقته بقوه, (هل تتجسس علي).همست و انا اشعر بالأمان اخيراً.
(بالطبع لا انني اثق فيك كارا).همس و لا اعلم لما شعرتُ بالذنب.
(دعينا ندخل الآن).قال والدي و اومأت له.
امسكت بكتفه و قلت (اذا؟).
نظر إلي وقال (لا اعلم كارا لازلت افكر هل ستفعلين ما فعلته قبلاً ام ستستطعين العيش وحيده).
تنهدتُ وقلت (لكن استطيع ان اهتم بنفسي والدي!, استطيع ان اعيش من غير مساعده, لانني عشت في منزلنا فتره كافيه وحيده لأتعلم كيف اعيش لوحدي).
امسك والدي بكتفي و نظر الى عيني وقال (هل تشعرين بالأمان في منزلهم؟).
نظرتُ الى الارض قبل ان اجرأ ان اخبره, هل اشعر بالامان؟ ام اشعر بالوحده هناك؟, انني لا اعلم, لدي شعوران عندما اكون حول هاري, الخوف و الامان, لكن الخوف اكبر من الامان في داخلي, ربما علي ان اخبره بأنني اشعر بالأمان و الخوف بنفس الوقت.
(انني اشعر بالامان و الخوف بنفس الوقت لكنني اذا اصبحتُ وحيده سأشعر بالامان).قلت و انا انظر الى عيناه.
(ربما يجب ان تحاولي هناك من اجلي اتفقنا؟ لا اعلم الى متى سيطول الامر).همس والدي.
ابتعدت عنه و قلت (اذا تريد ان تبعدني فأخبرني لا اريد ان اكون هناك لا اريد ان اكون في المنزل انني لا اشعر بالامان ابي! اشعر بأنني لا اعلم حقاً لا اعلم!).
صوتي خرج عالي جداً, لان الجميع من حولنا بدأ بالنظر الينا, لا اهتم اليهم كل ما اهتم له الان بأن يخبرني والدي بالحقيقه.
(ان كان ما قلتيه صحيح لما كنت هنا الان! لكنت بعيداً عنك لكنني هنا الآن عزيزتي و سأكون بجانبك دائما).اخبرني و اخذ خطوه الي.
انتظرته ان يعانقني و بالطبع عانقني فأبي شخص يحب العناق, عانقته بالمقابل ايضاً, لا اريد ان افلته انني اشعر بالخوف انني حقاً اشعر بالخوف.
(اهدأي عزيزتي ليس هناك داعي للبكاء).همس والدي في اذني.
هل انا ابكي الآن؟, لا يجب ان ابكي الآن, ليس امامه.
ابتعدت عن والدي و قلت (سأعود الى هاري الآن انا اسفه).
خرجت مسرعه و انا اسمع صوت والدي خلفي, لكنني لم اتوقف او حتى اتعب نفسي لأقف و اتكلم معه,لا اعلم لماذا انا غاضبه, او حتى لماذا ابكي الان, انني لا افهم نفسي في بعض الاوقات.
مسحت دموعي بكفه يدي و انا انظر الى منزل هاري الابيض ذو الباب الازرق,انني حقاً لا اريد العوده الآن لكنني لا اريد ان اتسكع بالطرقات و انا بهذي الحاله, لقد نسيت ان اذهب الى المكتبه او حتى الى محل الكيك, انني لستُ في مزاج يجعلني اريد الذهاب لكن سوف اذهب في ما بعد.
نظرتُ الى الساعه انها ما تزال الثانيه عشر,اخرجتُ المفتاح الذي اعطتني اياها ميلا و فتحت الباب به, حسناً يبدو ان ميلا خرجت لان ليس هناك اي صوت قادم من الطابق السلفي, هناك صوت موسيقى عالي قادم من الطابق العلوي لهذا اعلم ان هاري لا يزال هنا.
تنهدتُ و وضعتُ المفتاح على الطاوله بالقرب من الباب, و نظرتُ الى المراه, حسناً يبدوا بأنني بكيت اكثر منما ينبغي.
(هل كنتِ تبكين؟).كان هذا صوت هاري.
استدرتُ و رأيته على الاريكه ربما كان نائم عندما دخلت الى هنا.
حاولت ان ابتسم اليه, حاولت ان اتكلم حتى, لكنني اشعر باني لستُ قادره حتى على الحراك بسبب عينه, لكنني اشعر بدموعي تنزل على وجنتي, رأيته يقف على قدميه و يتجهه الي, كم اتمنى ان يبتعد, لما هو ليس في غرفته, هناك اصوات موسيقى قادمه من الطابق العلوي لما هو ليس هناك لماذا عليه ان يكون هنا يراقبني ابكي امامه من غير ان يفعل اي شيء.
(لماذا تبكين؟).همس و هو يمسح دموعي بأبهامه.
نظرتُ اليه من غير اجابه, ان حلقي يؤلمني الآن, اشعر بثقل في قدمي, و اشعر بأنني لستُ قادره على الرمش من غير ان اعلم بأنني سأنفجر باكيه.
(اشش لا تبكي فأنا معك).همس هاري و هو يعانقني.
لا اعلم ماذا حدث عندما اصبح رأسي على صدره, نعم لقد بدأت بالبكاء كـطفل صغير, انني حقاً لا اعلم ماذا خطبي الآن, انني خائفه بأن يتركني والدي وحيده, لا اريد ان اصبح وحيده.
استلقيت انا و هاري على الاريكه بعدما ذرفت دموعاً لا تحصى, كنتُ على صدره قبل ان ينقلب الوضع و يصبح نائماً على صدري, لا اعلم كيف اشعر بالآمان الان وفجأه يقتلب شعوري و اصبح اشعر بالخوف, كأن هاري يستطيع ان يشعري بما يريد.
نظرتُ اليه لا يزال نائماً و يديه تحيط بخصري الصغير, بدأت باللعب بشعره و انا ابحث عن شيء ما في التلفاز الى ان سمعتُ صوت الباب.
(هاري اطفئ الموسيقى اللعينه والدتك سوف تأتي بعد قليل).قالت ميلا و القت المفتاح بجانب الطاوله.
نظرتُ الى اتجاهي وقالت (عدتِ مبكرا؟).
تنهدتُ و حاولت ان ابعد هاري لكنه يديه شُدتْ من حولي, نظرتُ الى ميلا وقلت (حقيقه لقد تعكر مزاجي في منتصف الطريق و ها انا ذا).
اقتربت ميلا و نظرت الي و الى هاري النائم فوقي و لاحظت بأثار الصدمه على وجها لا افهم لما.
(هل علي ان ايقظه الان؟).سألتُ ميلا و انا انظر الى عيناها المتسعتان الان.
(لا دعيه ينام قليلاً الى ان تصل والدته).قالت واتجهت الى المطبخ من غير ان تنظر الي مره اخرى.
حسناً بدأ الجميع بالتصرف بـغرابه, مسحت على شعر هاري و همست (هاري يجب ان تستيقظ الان).
سمعته يتمتم و يجعل رأسه الان على كتفي بينما كان على صدري.
(ميلا اخبرتني بأن لا ايقظك لكن والدتك ستأتي قريباً).همست.
عيناه الان مفتوحتان و هو ينظر الي و يبتسم و يهمس بشيء لم اسمعه  قبل ان يجلس و يفرك عيناه و ينظر الى الساعه و تختفي ابتسامته عن وجهه.
(سأذهب الى غرفتي لا تزعجيني).قال و هو ينهض.
امسكت بيده وقلت (ماذا عن والدتك هاري؟).
نظر الي وقال (لا اريد ان اجلس معها).
(هل تمازحني هاري؟ عليك ان تجلس معها!).قلت و لاحظت بأن صوتي خرج عالياً.
(قلت لا اريد الآن ابتعدي عني).قال هاري و سحب يده من يدي.
(ان لم تجلس هنا و تنتظر والدتك سأترك المنزل!).قلت و انا اعلم بأن هذا لن يفيد.
ضحك بأستهزاء و هو ينظر الي و يقول (لا اهتم ان اردتي اخرجي الآن ستجعليني سعيداً وقتها).
تجمدت بمكاني و انا انظر اليه يصعد السلالم من غير ان ينظر الي حتى, ماذا حدث؟, قبل ساعات كان مهتم و الآن يطلب مني ان اخرج من المنزل؟.

Trustحيث تعيش القصص. اكتشف الآن