Chapter 11

11.4K 504 70
                                    

توقف بين امام مبنى للشقق و اخذ نفس عميق, علمتُ بأن هناك مشكله لكن لم افعل شيء خطاء؟, هل يعقل بأنني فعلتُ شيء خطاء بحقه؟.
(يجب ان اخبرك بشيء قبل ان ندخل الى شقتي و ربما سيجعلك تغيرين رأيك بي).قال بين بتوتر و هو ينظر الى المبنى.
المبنى كان طويل جداً!, طويل بلون اسود كـظلام الليل, لكن الباب الامامي كان باللون الابيض من ما يجعله مبنى يجذب الانظار.
نظرتُ الى بين الآن و سألت (ما الخطب بين؟).
نظر الي و رأيت الخوف في عينه, تنهد و قال (انني شاذ).
انفجرتُ ضاحكه و انا اعلم بأن دموعي كانت تنزل من عيناي الآن, لكن عندما اعتقد بين بأنني سأغير رأيي به كان اخر تواقعاتي بانه شاذ!.
(انني جاد كارا! لدي حبيب وسيم لديه مؤخره رائعه يدعى لوي و هو حسناً فظ قليلاً مع الغرباء لهذا لا اريد ان تغضبي من كلامه اتفقنا؟).قال بين و هو يلتقط يدي.
(ربما هذا سيسهل علاقتنا قليلا بين).قلتُ و انا انظر من النافذه و استمع الى تنهد بين.
(انني احاول ان الطف الجو لانكِ ما زلتي تبكين كارا).قال بين و سمعته يخرج من السياره
ربما سيجد الموضوع سخيف لكن الكتاب يهمني حقاً.
بالطبع يهمك فهو حياتك الغبيه التي هدرتيها مع اخيك الخائن
يا الهي و ضميري اصبح وقح مثل هاري!.
طردتُ الافكار من رأسي عندما رأيت بين يفتح الباب و يلتقط يدي يساعدي على الخروج.
لم اتكلم و ايضاً بين, فقط تبعته الى داخل المبنى و صعدنا المصعد من غير ان نتكلم, كنتُ اشعر بثقل كبير بداخلي, كم اتمنى بأني اخبرت والدي بأنني اريد الخروج معه ربما وقتها لم اعلم بأن هاري حشر انفه و نشر كتابي من غير ان يخبرني, اعلم بأنه اراد مفاجأتي و ربما ايضاً يريني كم هو طيب.
وووهوو انتي تدافعين عنه بطريقه عمياء كارا
اعني ربما هو لا يفهم كم يعني لي الكتاب؟, انني حقاً ادافع عنه بطريقه عمياء!.
عندما فُتح المصعد تبعت بين الى شقه حامله رقم "39".
نظر الي و قال (تذكري بأن لوي طبيعياً فظ لهذا لا تأخذي كل كلمه يقولها على محمل الجد اتفقنا؟).
اومأت و شعرتُ بأنني اعرف لوي, ربما يكون الفتى الذي قابلته انا و تايت و اصبحنا قريبين من بعضنا.
فتح بين الباب و جعلني ادخل قبله, نظرتُ الى الشقه لم تكن كبيراً جداً, فـالمطبخ كان على يمين الباب الامامي, صغير قليلاً, لديه طاوله بيضاء مع ثلاثه كراسي سوداء, و ايضاً الارض كانت مغطيه باللون الاسود, و الحائط بالابيض, كان في وسط الشقه, تلفاز بلازما بلون الاسود و اريكه بيضاء طويله, و ايضاً مكتبه للكتب بـلون البني الغامق.
(لنرى لنرى لنرى من هذي الصغيره التي احضرها بين).كان الصوت هذا مألوف.
استدرتُ لأرى لوي الذي طالما عرفته قبل ان يهرب اخي, نظرتُ الى عيناه التي طالما اعتدت عليهما, شعره اصبح اطول قليلاً و مبعثر اكثر, ولكن لا يزال قصير مثلما عهدته.
(ارى بأنك لم تتغير كثيراً لوي).قلت و انا اتفحصه بعيناي الممتلئتان بالدموع.
(كارا!!! ياالهي).قال لوي و اتى و عانقني بقوه و شعرتُ بأنني لا استطيع التنفس.
(لا استطيع التنفس لوي).همست و انا الف يداي حول كتفه.
ابتعد عني لوي و تفحصني بعيناه وقال (لم تتغيري كثيراً انه فقط ربما ظهر لديك صدر و ايضاً مؤخره لا بأس بها و لكن لما عليك ان تصبحي غبيه و تجعلي شعرك بهذا الطول؟).
لمس لوي شعري الذي كان يغطي ظهري بالكامل, لكنني ضربت يده وقلت (حسناً انت لم تتغير كثيراً غير انك اصبحت اوسم من قبل).
ابتسم لوي و اقترب الي وقال (هممم هناك شخص يريد شيئاً ما).
دفعته و انفجر لوي ضاحكاً و هو يمسك كتفي و يجعلني استدير لأقابله.
(انني امازحك كارا!).قال و هو ينظر الى عيني.
(هيه ماذا حدث أكنتِ تبكين؟).قال لوي و استدار لبين بنظرات تسائل.
(لوي ما رأيتك ان تساعدي لنعد بعض من الشاي بينما نترك كارا تستريح قليلاً؟).قال بين و هو يحيط يداه هو خصر لوي و يسحبه الى المطبخ.
لا اعلم ان رد عليه لوي ام لا, لكنني ممتنه بتصرف بين لانني اشعر بصداع في رأسي.
مشيتُ الى الاريكه و جلست بهدوء.
كلما رأيت فرصه بأن هاري ربما سيحاول من اجلي مثلما اخبرني, ينتهي بي المطاف خائبه الظن, كلما اشعر بأنه يعني ما يقول, يعود و يدمر كل أمل بنيته من اجله, ربما كل ما يفعله هو فقط للمرح, ربما كان وحيد لأشهر و عندما اتى شخص الى المنزل قرر ان يلعب, لطالما اخبرني بأنه يسهل اللعب علي, لكن في بعض الاوقات ارى بأنه يعني ما يفعل, في بعض الاوقات ارى الاهتمام في عيناه, لكن الآن اعتقد بأنه دمر ما تبقى من أمل الذي طالما حملته.
سمعتُ صوت خطى اتيه من المطبخ, نظرتُ الى صاحب الصوت كان لوي.
(حسناً توصلنا لحل اين ستنامين).قال لوي و هو يجلس بجانبي و ينظر الى التلفاز الذي كان يعرض فيلماً ما.
(لا تفكر سأكون بخير مستيقظه الليل كله).قلت و انا انظر اليه.
(بين لا يعلم ماذا حدث لهذا اعتقد بأنك لا تردين التكلم عنه).قال لوي و هو يعض شفتاه السفليه عندما اتى بين لينضم الينا على الاريكه.
(هل تذكر الكتاب الذي كنت اكتبه؟).سألت لوي و انا انظر اليه الآن يحتضن بين.
(نعم تايت لطالما اخبرنا عنه).قال لوي و هو يضحك على الذكريات.
(حسناً لقد نُشر الآن).قلت و انا انظر الى النافذه المفتوحه.
(كتابتك نشر؟ هل تمزحين؟).قال بين بصوت مليء بالحماس.
(امم بين لا تتحمس هكذا فأنت لا تعلم ماذا يحتوي الكتاب و الآلم الذي سيسببه لها).قال لوي.
(لوي ارجوك).همست ولا زلتُ انظر من النافذه.
لا اريدهم ان يروا دموعي, لا اريد بين ان يعلم قصتي لا اريد حتى ان ارى لوي يتكلم عنها, فهو الشخص الوحيد الذي يعرف بما حصل.
نهضتُ من الاريكه و سألت (هل يمكنني استخدام الحمام لأستحم؟).
اومأ لوي و نهض مع بين وقال (سأحضر لك بعض من ملابسي النظيفه اذاً!).
ذهب لوي الى الغرفه بأخر الرواق, مشى بين الي و فتح يديه لي و لم امانع حقاً.
احتضني بين بقوه وقال (انا اسف لما يحدث لك اعلمي فأن بقائك هنا سيكون رائع, فـمن الجميل ان ارى لوي لأول مره يحسن التصرف).ضحك بين في نهايه الجمله.
ابتعدت عن بين من غير ان انطق حرف, فقد مشيت امامه و انا لا اعلم اين الحمام, لكن لحسن حظي بأن بين اخبرني بأنه بجانب غرفه النوم, لهذا مشيتُ اليه و اغلقت الباب خلفي.
ادرتُ الصنبور و شعرتُ بدموعي تشق طريقها الى اسفل وجهي.
لا اعلم لما بدأت بالبكاء, انني حقاً حقاً اكره هاري الآن اكثر من قبل, لا اعلم كيف او بما افكر الآن, انني اشعر بالخدر بجسمي كله, انني اشعر بالخدر حتى بأفكاري.
طرقه على الباب بعد ما شعرت بأن الوقت مضى ببطئ جعلتي افيق من خدري.
(امم كارا يجب ان تخرجي من هناك).كان هذا صوت لوي.
مسحت دموعي و اوقفت الصنبور و لففت نفسي بالمنشفه و فتحت الباب لأجد لوي يمرر الي قميص ابيض.
(كان يجب ان اخرجك قبل ان تنفذ المياه الحاره).قال لوي و انا اغلق الباب بوجهه.
ارتديت القميص الابيض و خرجت لأجد لوي ينتظر في نفس مكانه.
(حسناً بين خرج ليشتري لك بعض من الملابس النسائيه تعلمين ملابس داخليه و الى ما هذا).قال لوي و هو يتبعني الى غرفه الجلوس.
(حسناً ما اردتُ ان اقول هو سوف نخرج-).اخبرني لوي لكنني قاطعته (لا تقلق فأنا لا انوي ان اسرق اي شيء).
(كارا! ركزي بما اقول ايتها الغبيه!).صرخ لوي علي و هو يجلس بجانبي.
(اذا اختصر الكلام).قلت بإنزعاج.
(هل ستكونين بخير وحيده عندما يكون حولك الألاف من المخدرات؟).سأل لوي.
(انني حقاً مشغوله بالبكاء الان على حظي).قلتُ و انا التقط الوساده الصغيره و احتضنها.
(يمكنك احتضاني ان اردتي).قال لوي بمداعبه.
(لما لا تعال الى هنا).همستُ و انا القي الوساده على الارض.
سحبتُ لوي و جعلت ظهره الآن يرتخي على صدري و انا اعتصره بين يداي.
بقينا انا و لوي هكذا نشاهد التلفاز بصمت ننتظر عودته بين.
(الا تعلم بأنني اشتقتُ اليك).همست للوي و انا اعتصره.
(وههووو تعلمين بأن لدي حبيب).قال لوي و هو يضحك.
ضربته مداعبه وقلت (انني اعنيها لوي).
سمعتُ صوت الباب يُفتح ليظهر بين بكدمه على عينه.
(ماذا بحق الله حدث لوجهك؟).سأل لوي و هو ينهض يبعد يداي عنه.
(انني بخير لوي انه فقط هاري لقد قابلته في منتصف الطريق و حدث شجار بسيط بيننا لكن لا تقلقي كارا فأنا لم اخبره عن مكانك).قال بين و هو يغلق الباب خلفه.
لكن الباب لم يغلق على العكس فُتح مره اخرى ليفتح الألام التي سكنت صدري, ليظهر هاري من خلف الباب.
التقت عيناي بعيناه الآن, شعرتُ بأن كل ما حولي بدأ في الدوران.
(كارا).همس هاري بصوته المألوف.
امتلئت عيناي بالدموع و انا انظر اليه نهضتُ من الاريكه و اردتُ الهرب الى الحمام مره اخرى لكن كانت هناك يدان تشدني الى الخلف.
(استمعي اليك انني اتوسل اليك).همس هاري و هو يشد يديه من حوله.
(هاري دعني اذهب).قلت و انا انظر مباشره الى لوي.
(يجب ان تسمعيني!!!).صرخ هاري و هو يضغط بيديه من حولي.
(لا اريد! لا اريد ان اسمعك هاري! ابتعد عني).قلت و حاولت ان ابعد يديه.
لكنه لم يتركني فقد لفني لأواجهه و قال (الامر ليس بيدك ستسمعيني شِأتي ام أبيتي!!!).
(لا اريد! قلت لك لا اريد حتى ان اراك لا اريد ان اسمع صوتك! لا اريد ان تلمسي حتى! انت حقير كم اكرهك! انني اكرهك جداً هاري الا يمكنك ان تدعني و شأني؟).صرختُ عليه و انا احاول ان ادفعه بعيداً عني بيداي اللتان كانت على صدره.
(لا! لا اريد ان ادعك و شأنك انا لا اريد حتى ان ابتعد عنك! انا اريد البقاء معك! فأنتي كل ما املك الآن و كل ما اريد و كل ما اردته بهذي الحياه بعد ما اختفى الامل مني! بعد ما خسرتُ من اكون! فأنتي الشخص الذي سيرجعني لسابق عهدي! انتي هي المطلوبه!).صرخ هاري بصوت عالي.
(لكنك جرحتني هاري).قلت و انا انظر اليه و اشعر بدموعي تنهمر من عيني.
(لقد جرحتني هاري فأنت لا تعلم ماذا فتحت من جروح في داخلي و لا يمكنني ان اصدق بأنك اعتقدتُ بأنني سأسامحك ببساطه لانني لا اظن انك الشخص الذي سيسعدني انت لستْ الطلوب لي انت فقط مجرد حقير يحب اللهو و انا لستُ مستعده ان ابقى مع شخص مثلك لهذا ارجوك دعني و شأني).قلت بتقطع بسبب بكائي.
يدا هاري تركتني الآن سقطت الى حيث تنتمي, عيناه اصبحت مليئتان بالألم و هو ينظر الي, رأيت الدموع في عينه و هو ينطق هذي الكلمات.
(لا تتركيني مثل لانا ارجوك كارا).همس هاري بضعف في محاوله يائسه ان يجعلني اشفق عليه.
اعتقد بعدما هرب تايت اخذ معه قطعه كبيره مني, القطعه التي تجعلني اهتم, فأنا الآن لا اهتم كثيراً, لانني لا اريد ان اهتم, في بعض الاوقات من الافضل ان تطفئ مشاعرك, من الافضل ان تصبح قاسي, من الافضل ان تصبح اناني, فهذا ما يجعلك قوي امام الاخرين, هذا ما يجعل ألمك يصبح اخف.
لكن الفتى الذي أمامي فتح الجرح نفسه الذي تركه تايت, و اخذ معه نفس القطعه الذي اخذها تايت, فأنا لم اصدق بأن اجد شخص اهتم به من غير ان الاحظ الى ان يحطم هذي القطعه و يأخذها معه.
لهذا نظرتُ اليه وقلت (انا لا اهتم بعد الآن).
بدأ هاري بهز رأسه بـ كلا لانه لم يصدق ما قلته, انني اعلم بأنه بالايام القليله بيننا راى كم انا مهتمه به, لكن الآن انا في الحقيقه لا اهتم حتى ان قطع يداه امامي.
(مستحيل انتِ تكذبين كارا! انتِ تكذبين علي! يستحيل ان ما فعلته دمر ما في داخلك يستحيل!!!).صرخ هاري و حاول التقدم الي لكن لوي توقف امامي و نظر الى هاري.
(اخرج قبل ان اجعل رأسك يخرج قبلك).قال لوي و هو يدفعني خلف ظهره.
لكنني ابتعدت عن لوي و نظرت الى هاري وقلت (انت من دمر كل ما كان بداخلي الآن بنشرك لهذا الكتاب فأنت تجعلني امقتك و اكرهك اكثر من قبل فأنت لا تهتم بي و لا تكترث كل ما تريده شخص يواسي وحدتك).
لم يقل هاري اي كلمه اخرى, فقد كانت دموعه تنزل الآن اكثر من قبل, اعلم انني لم ارى هاري يبكي ابداً الا عندما اخبرني بأنه لا يريد ان يكون الشخص الذي اخشاه, لكن ما فعله يصعب غفرانه, فأنا لستُ مستعده لأرى تايت, لأنني اعلم بأنه سيأتي الى هنا عندما ينشر الكتاب و انا سأحاول قدر المستطاع ان ابتعد عن الجميع ان اطريت سأهرب, سأهرب مثلما فعل تايت, فهذا كل ما افكر به الآن, لكنني اعلم بأنني اقوى من تايت بكثير, انني اقوى بكثير فأنا لا اهرب من مشاكلي التي لا استطيع مواجهتها.

Trustحيث تعيش القصص. اكتشف الآن