التأخير.

638 70 11
                                    

"هو الساعه كام دلوقتي يا نهى؟" سأل فريد السكرتيرة بينما يجلس هو على كرسيه أمام الطاولة يقلب بين الأوارق، "الساعه 4 و نص يا فندم." نظر إليها فريد بغضب، "الساعة 4! انا عندي مشوار الساعة 2 ليه مفكرتنيش؟" لتنظر بقلق.. "يا أستاذ حضرتك مقولتيش حاجه بخصوص معاد الساعة 2.. مش موجود في الجدول اليومي.." "طيب خلاص خلاص، انا ماشي و ممكن أتآخر بكره، خلي كل حاجه تجهز قبل ما أجي و الأجتماع ميتمش إلا بعد الساعة 11." ليرتدي معطفه و يذهب مسرعا إلى السيارة، "روح لمكان تدريب فريده بسرعه!"

بينما غادر كل الأطفال، بقت فريدة فقط، تعبت و نامت على حجري على الأريكة الكبيره و انا أحرك أناملي على شعرها.. أتنهد و أحاول الوصول إلى والدها او أحدا من منزلها ولكن لم يرد أحد، إلى أن فتح الباب فريد، والدها.

"ششش، متعملش صوت فريده نايمه!" تحدثت بصوت منخفض بينما جاء هو نحونا بهدوء، بقي ينظر لها بحنان ولكنه لا يشعر بذلك الحب بداخله، شياطين عقله أقنعوه أنه لا يحب أبنته الصغيره.
وضعت مخدة صغيره خلف رأس فريده و نهضت لأتحدث مع فريد.

"ممكن نتكلم ثانيه لوحدنا؟" "إيه السبب؟" "السبب هو أنك طنشت بنتك و سبتها تستناك ساعتين بالظبط، فضلت تبص على العيال و أهاليهم بياخدوهم حتى قبل المعاد و حسيت بزعلها، و أنهارده الصبح زعقتلها ممكن أعرف السبب؟" وبخته جميله بينما تربع يديها ليصرخ فريد، "و إنتي مالك حضرتك أمها و انا مش واخد بالي؟" "لو سمحت أتكلم معايا بطريقه كويسه!" بينما تضع سبابتها ناحية قلبه.. مثلما فعلت منذ 8 سنوات، تذكر هذا المشهد في عقله ولكنه لم يتذكرها، أيعقل هذا؟

"هو انا قابلتلك قبل كده؟"
يتوقف الزمن لجميلة و تبدأ تشعر بنبضات قلبها تتسارع أكثر فأكثر، لينظر لها بعمق في عينيها و يتذكر هاتان العينان،
"لل..لأ طبعا!" لم ترد جميله إحياء الماضي من جديد، لذلك أستدارت ولعبت بقلادتها، هي تلعب بقلادتها عادة عندما تتوتر. و طلبت منه أخذ فريده و الخروج خارجا. "ياريت تاخد فريده عشان هي تعبت ولازم تروح،" تتحدث بتوتر بينما هو يتساءل إين رأى هاتان العينان الجميلتان من قبل.. ليذهب بهدوء و يحمل فريده ليضعها في السيارة، يحملها بلطف و تنام على كتفه و يمشي ببطئ لينظر إلى جميلة مرة إخرى و علامة التعجب مرسومة على وجهه، يقنعه قلبه بأنه يعرف تلك الفتاة، و عقله يرفض أن يدرك ذلك الأمر.

توترت أعصابي و بقيت غائبه عن العالم الواقعي، عدت للمنزل بعد منتصف الليل و كالعادة أرى نانا تعد العشاء و لاحظت توتري،
"إيه يا جوجو مالك كده عامله زي الست المطلقه جديد؟" قالت مازحه بينما وضعت رأسي على كف يدي وأجلس كالمطلقات فعلا.
"أكتشفت حاجه غريبه يا نانا أنهارده،"
"خير يا حبيبتي إيه هي؟"
"عارفه فريده الصغيره اللي بدربها عندي في الفصل اللي قلتلك أنها أقرب واحده من العيال لقلبي؟"
"آه، مالها؟"
"تخيلي أنها طلعت بنت فريد وفريده اللي أتعرفت عليهم في التلات أيام اللي قعدت فيهم في الجامعه؟"
نظرات التعجب في عينها، لا ألومها، فالموضوع صدفة غريبه.
"إيه الصدفه الغريبه دي بعد السنين اللي عدو دول؟"

تقابلنا في زَمَن آخر.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن