يتحرك يمينًا ويسارًا بإنزعاج بسبب نور الشمس، ويتنهد، وينهض بسرعة ويذهب إلى المطبخ ليجد فريده وجميله يحضرون الطعام من أجل الضيوف، كانت فريده ترقص وتُغني وكانت جميله تضحكُ على منظرها وهب تُقطع بعض الخضروات، إلا أن أتى المجنون بوجهه الغاضب مثل كُل مره، يُعاتبها كالعادة.
"أنا كام مره لازم أقولك إني بكره الشمس ونور الشمس ومبحبش الشمس تدخل المكان اللي أنا بكون فيه؟" ويضرب بمقبضه على الرُخام الذي كان بالمطبخ.
توقفت فريده عن الرقصِ والغناء وإختبأت خلف جميله بخوف، ثم ذهب مُسرعًا إلى غرفته في الطابق العلوي بإنزعاج.أمسكت جميله بفريده وحملتها وعانقتها كي تطمئن، "it's okay baby, it's okay, پاپي مشي."
___________________
يخرجُ فريد من الحمام بثياب الخروج وهو ينشفُ شعره بالمنشفة وفي نفس اللحظه تدخُل جميله الغُرفه.
"فريد، مُمكن أعرف إنت كان ليه لازم تزعق كده قدام البنت؟"
"بقولك إيه، بطلي تمثلي دور الإنسانه المثاليه والأم البديله الأمثل لفريده وتخافي عليها، عشان الكلام ده تعمليه مع أهلي وأهلك لكن أنا لأ، دلوقتي مُمكن تطلعي برا وتسيبيني شويه؟" ثم يلتفت ويكمل في تنشيف شعره المُبلل، ضحكت جميله بصدمة وسُخريه.
"إنت فعلاً آمرك عجيب، إمبارح كُنت بتقولي ساعديني وبتبتسم لي وكُنت كويس وإنهارده كالعاده بتعاتبني، إنت ليه بتعمل كده؟"
"أنا ببقى شخص تاني لما بكون تحت تأثير مشروب، وبعدين إنتي خلاص تقريبًا إتعودتي إنك تشوفيني كده معاكي، المفروض متتفاجئيش."
"أنا فعلاً مش مُتفاجئه إنك كده، أنا بتفاجئ لما بتكون شخص كويس."
وتتركه في صدمة وتقفل الباب ورائها بقوه ليغمض عينه ويشهق ويلقي نظرة على نفسه في المرآه._____________
الساعه ١١ صباحًا.
"إحنا جينا!" قالت دينا بصوت عالٍ وهي تدخُل المنزل وتلتفت يمينًا ويسارًا بفمٍ مفتوح من شدة جمال ذلك المنزل ذو الشكل العصري والخريفي أيضًا.
"مش معقول جمال البيت ده ياجميله!" تأتي جميله بإبتسامة وتُرحب بها بعناقٍ طويل، "شوفتي؟ البيت فعلاً جميل، تعالي أقعدي عشان متتعبيش."
ثم تجلسُ دينا على الأريكة التي في غُرفة المعيشه الكبيره، ويأتي فريد من الطابق العلوي ويُرحب بها بعناقٍ ويسألها عن زوجها، "أومال فين فارس؟" تقلب عينها وتُخبره بإنه يصف سيارته في الخارج، ذهب مُسرعًا ليبحث عن إبن عمه فارس وضحكت جميله، "لسه برضو زعلانه من فارس؟"
"أيوه، عشان يحترم نفسه المره اللي جايه ويبطل يدافع عن فريد."
"إبن عمه يا دينا وبيحبه، إنتي لازم ترضي عنه عشان الولد مسكين وطيب وميستاهلش المُعامله دي."
"أسكتي بس فارس إيه وفريد إيه هاتي الكيك اللي على الطرابيزه دي" وتشاور بيدها على الكعكة التي صنعتها جميله بنفسها، تُعطيها إياه وتضحك على منظرها، دينا كانت مُضحكه.____________
تساءل فريد، "إيه يابني مالك؟" إبن عمه فارس، بدا وكأنه مُنزعج جدًا، وقف بجانب سيارته لبضع دقائق ولم يدخُل المنزل، "متخانق مع دينا ياعم، مش راضيه لا تخليني أنام في الأوضه ولا حتى أكل معاها في البيت" ضحك فريد عليه، "إنت بتضحك يافريد!" ثم وضع يده على كتف فارس وإتجهوا إلى داخل المنزل، "أدخُل بس ونحل موضوعكم بعدين".