اليوم الطويل.

473 53 11
                                    

يذهب فريد إلى البار،
يجلس ثم يطلب من النادل كأساً من أقوى مشروب لديهم، ليس كأساً واحداً، بل العديد منهم.

مرت ساعات و هو في حالة غريبه وبائسه، ظل يشرب ويفكر بفريده كعادته، أصبحت الساعة الثانيه صباحًا وهو لا يزال يشرب أكثر فأكثر.

من حسن حظه أن قام أحدهم من البار بالأتصال بفارس، كي يأتي و يأخذه إلى منزله لأنه أفرط في الشرب كثيرا وتعرف وتغازل مع أحدى الفتياتً، أتصل شخصاً يعرف كلاهما،

"انا آسف إني بتصل بيك في وقت زي ده يا أستاذ فارس بس كان لازم أقولك أن أبن عم حضرتك الأستاذ فريد عندنا في البار و حالته سيئه جداً وبيشرب دون توقف وكمان واقف مع بنت كده مش مظبوطه"

ثم ينهض فارس من على الأريكة التي أتضطر النوم فيها بسبب أبن عمه مجدداً، يذهب مسرعاً إلى ذلك البار.

--
وهناك جميله كانت جالسه في الأرجوحة في الحديقة وعينها لم تفارق القمر،

يرن الجرس ثم تتوتر، ولكن تذهب مسرعاً فقد يكون فريد، تفتح الباب و ترى أمامها مباشرة،

فريد ومعه فارس، و يبدو فريد بحالة بشعة للغايه، وكان فارس يحمله، يدخله إلى الداخل ويضعه على الأريكة،

"هو إيه اللي حصل مع فريد؟"

"لقيت حد من البار اللي متعودين أنا و فريد نروحه بيقولي أن فريد هناك وكان مأڤور في الشرب كتير و بيهلوس، روحت ولقيته بالحاله دي."

"أنا بجد آسفه تعبناك معانا يا فارس وفعلاً مش عارفه أقولك إيه.."

"متقوليش حاجه ياجميله، فريد يبقى أبن عمي وزي أخويا، خليكي جنبه بس عشان هو دلوقتي محتاج يرتاح وشربيه حجات تفوقه، البيه كان مع بنت في البار خلي بالك بقى"

وتضحك جميله، "متقلقش، انا هفضل جنبه."

رأى فارس ذلك البريق في عين جميله، رغم كل ماحدث إلا أن ضميرها لم يسمح لها بأتخاذ موقف في تلك اللحظه، شكرت جميله فارس ثم ذهب ليعود لمنزله، كان فريد مصطحاً كالميت على الأريكة، حاولت إيقاظه ولكنه لم يتحرك، لذلك نزعت معطفه وحذاءه، وضعت وسادة أسفل رأسه واحضرت غطاءا له، و جلست على الأريكة التي أمامه ظناً بأنه قد يستيقظ في أي وقت ويحتاج لشيء ما، لم تنعس.

بعد عدة دقائق أستيقظ فريد ويذهب إلى الحمام مسرعاً، بالطبع هذا ما سيحدث عندما تشرب كثيراً.

ذهبت ورائه ثم تقفل باب الحمام، تقيأ ومع ذلك كانت بجانبه، بعدما أنتهى أغسلت وجهه بالماء ثم يستوعب فريد الموقف، لا يتذكر كيف وصل إلى هنا، ولماذا تساعده، ولكنه لم يقاومها وكانت هي تهتم به، لم ينطق بكلمة، فقط ينظر إليها، ثيابه تبللت كلها، أحضرت جميله المنشفه وتنشف وجهه، ثم تمسك بيده إلى غرفتهم، يجلس على السرير وكانت تحضر ثيابه من خزانته،

تقابلنا في زَمَن آخر.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن