في الصباح التالي، أستيقظ فريد كالعادة على صوت جميله والصغيره الصاخب، كانا يحضران الفطور في المطبخ، ويفكر بما قالته جميله البارحه عندما تحدثت عن آدم..
وجاء فريد مكالمة هاتفيه، ويرد بصوت ناعس."ألو؟"
المتصله كانت نهى، السكرتيره.
"أستاذ فريد، انا آسفه إني بتصل عليك وأنت لسه عريس جديد بس حبيت أعرف حضرتك هتفضل في الأجازه لحد امتى بس عشان الأستاذ فارس ممكن يستلم شغل حضرتك لحاد ما أجازتك تخلص؟"
"مش عارف، هبقى أشوف كده و أكلمكم، الشغل ماشي كويس؟"
"طبعاً يافندم ماشي وكأنك موجود بالظبط، متتأخرش علينا بقى يا فريد بيه الموظفين مستنيينك."
بالطبع تكذب، لا أحد يحب فريد في العمل لأنه دائماً بارد و عصبي ويخافا منه، ولكنه يلبي طلباتهم دائماً.
"ونسيت يا أستاذ فريد كمان أقولك كل سنه وحضرتك طيب!"
أنه عيد ميلاد فريد، سيكون يوماً سيئاً.
"طيب يا نهى، شكراً ليكي."
ويقفل الخط، ويضع يده على جبينه ورأسه يؤلمه للغايه، بالطبع يتذكر كل ما حدث البارحه.
ينزل إلى الأسفل ويذهب إلى المطبخ،
"إيه الدوشه دي على الصبح؟"
ثم تلتفت جميله والصغيره ويلعبان بالدقيق،
وتذهب الصغيره إلى والدها، "كل سنه وأنت طيب يا بابا.."
ولأول مره يبتسم لها، و يلمس أنفها بدفئ. "شكراً ليكي."
ثم تعود لجميله، أندهشت من ردة فعل فريد، ولكن لمس ذلك قلبها، كان ظريفاً مع أبنته، يبدو أنه يتغيير مع أبنته أخيراً.
"أنتو بتعملو إيه؟"
"فريده حبت تقدملك حاجه خاصه بيها وانا بساعدها، حبت تعملك كيك بنفسها."
شعر فريد بشعور جميل لأول مره منذ وفاة زوجته، لأول مره يشعر وكأنه يريد أحتضان الصغيره بشده، ولكن مع ذلك لم يفعل.
ثم يتبادل النظرات مع جميله.. ما حدث معهُم إلبارحه كان غريب، لم يتحدثا عن الموضوع ثانية.
__جاء والدة جميله أتصال من منزل عائلة فريد، وكانت والدته.
"مدام سهام حبيبتي وحشني أتصالك."
"وأنتي أكتر والله، إيه أخباركوا؟ ووالد جميله عامل إيه؟"
"بخير كلنا، إيه بقى حاسه أنك عايزه تقولي حاجه مش تتصلي بس؟"
"أنهارده بصراحه عيد ميلاد فريد أبني، وهو وحشني وفريده كمان وحابه أشوف جميله الأجازه طولت أوي، إيه رأيك نتجمع في بيتهم ونحتفل بيهم أنهارده؟"
![](https://img.wattpad.com/cover/119932699-288-k648494.jpg)