Chapter 21

437 39 3
                                    

وفي إحدى أرقى المنازل وأكبرها في مدينة القاهره.. منزل عائلة فريد.
في نفس تلك الليله كانت والدة فريد السيده سِهام، في حُجرتها تُمشط شعرها وهي تنظرُ إلى نفسها بالمرآة شارده.

تُفكر بحال إبنها فريد وكيف يعيش مع زوجته وكيف هي حفيدتها الصغيره.
ولاحظ السيد نصر الدين -والد فريد.- كيف كانت تُحدق على نفسها في المرآة، ثم وضع الكتاب والنظارة جانبًا بينما كان مُمدد على سريرهُم جاهزين للنوم، وبنبرة تساؤل وعلامة إستفهام مرسومة على وجهه قال، "بتفكري بإيه ياسِهام؟"
تنهدت السيده ووضعت المشط جانبًا وتوجهت إلى السرير، كانت مُنزعجة من الأجواء التي تحدُث، "انا حاسه إني إتسرعت في جواز فريد من جميله.."
توسعت عينه وسألها بغرابه، "انا مش فاهم، إنتي ندمانه على إن جميله بقيت مرات إبنك؟"
وعارضت كلامه بإنفعال، "طبعًا لأ! جميله كانت احسن إختيار واحسن ام بديله لفريده، والأهم من ده كله إنها كانت احسن زوجه تصلح لإبني، جميله بنت عاقله، قويه لأبعد الحدود وبنت أي حد يتمناها، لكن انا زعلانه عليها.. فريد إبننا وإحنا عارفينه كويس لكن هي ذنبها إيه تستحمل إهاناته وتصرفاته الصبيانيه؟ شوفت لما كانوا عندنا كان بيتعامل إزاي؟ ببقى عايزه أعتذرلها من قلبي." شهقت ثم أمسك السيد نصر الدين بيدها، أخبرها بإن فريد سيعقل. "فريد هيعقل يا سِهام وهيعرف غلطه، انا هروح الشركه بُكره وهتكلم معاه."

وتوسلت السيده سِهام إليه بفعل ذلك، "أرجوك تعمل كده يا نصر، انا خلاص مبقتش مستحمله تصرُفات فريد، دينا من كام يوم بتصل أطمن عليها وكانت بتحكيلي إن هي وفارس راحوا وشافوا مُعاملة فريد لجميله وبقيت مصدومه من إللي بيتقال."

السيده قلقه على زواج فريد وجميله المُزيف. تعلمُ جيدًا أنه لن يُحبها، ولكنها أحبت جميله، تعتبرها كإبنتها التي لم تحظى بها، وتراها أنسب زوجة وأم وهي مُتأكده بإنها ستغيير فريد.

"يا سِهام يا حبيبتي انا عارف إن صعب عليكي تشوفي إبنك بيضيع ومش مبسوط، لكن إنتي لازم تتفهمي إن فريد كان بيحب فريده من اول ما فتح عينه على الدُنيا، فريد خسر حُب حياته، مش سهل عليه ابدًا."
وتبادلا النظرات، ثم سألته السيده.
"وإنت تعرف منين إن كانت هي حُب حياته الحقيقي ولا شخص تاني؟"

تقابلنا في زَمَن آخر.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن