Chapter 30.

381 42 21
                                    

إستيقظوا في الصّباح التّالي بفزع بعدما سمعوا أحدهُم يطرقُ البابِ بقوّة، نظّروا إلى بعضُهم بتساؤل ونهضا وفَتْح فريد البابِ ووُجد فارس أمامهِ يبتسم بإستفزاز وتنهد فريد بإنزعاج قائلاً، — "في حدّ يصحي حدّ تاني بالطريقه الغبيه دي؟" — "انا آسف بس إنتوا إللي خليتوني أعمِل كده،" — "طيّب عايز إيه يعني علَى الصُبح؟" لمّح فارس أن السريران مُنفصلان عَن بعضُهم وإستغرب ليقول بتلعثم، — "إحنا.. مستنينكوا تَحْت.. إنتوا بتناموا بعيد عَن بَعْض؟؟!" ليدفعه فريد بعيدًا ويغلق البابِ في وجههِ ويسمع هتافه من الخارج، — "ماشي يا فريد حسابي معاك بعدين."

***

إجتمعوا جميعهُم علَى الإفطار وبدأوا يتحدّثون عَن نشاطهُم لليوم الثّالث، — "هنعمل إيه إنهارده؟" تساءل فريد عما سيفعلونه في هَذَا اليوم، وقف فارس وأمسك بكأس عصير البُرتقال وأمسك بملعقة بالأخرى كَمَا يفعلون في الأفلام الأجنبية وَقَال، — "إحنا إنهارده نشاطنا هيكونــ.." ثُم نقر علَى الكَأْس وأردف قائلاً، — "حفلة في يخت علَى البَحْر!"
قلب فريد عيناه و رَمَى هيثم قطعة فراولة صغيره علَى وجّههِ.

***

نظّروا جميعهُم إلى اليخت المُزدحم والمليء بالضجيج والأغاني الصاخبة والسائحين الذين يحمِّلون كؤوسهم ويثرثرون ويضحكون بصوتٍ مُرتفع، نظّروا إلى فارس بصدمة وَقَال فريد، — "هِي دي الحفله إللي علَى اليخت إللي جايبنا عشانها؟" إبتسم بإستفزاز وأومئ برأسه وكان سعيدًا جدًا برؤية السائحات الفاتنات وقاطعت دينا تِلْك اللحظة بصفعة علَى وجههِ ونظر إليها بإندهاش قائلاً، — "إنتي بتضربيني ليه!" — "عشان تصحى علَى نَفسك وتفتكر إن مراتك واقفه جَنبك."
ثُم قَال هيثم، — "يا جماعه خلاص كفايه سيبوا الخناق ده في الأوتيل وخلّينا نمشي." لتُمسك ساره بذراعه وتوقفه قائله، — "نمشي إيه يا هيثم إنت مِش شايف النَّاس عامله إزاي هِناك وإنت عارف إن أنا ودينا مينفعش نكون في أماكن فِيهَا زحمه؟"
لتقاطعهُم جميلة قائله، — "أنا مُمكن أرجع الأوتيل معاهُم وإنتوا روحوا وإنبسطوا."
— "محدش فينا هيرجع كُلنا هنطلع سوا وهننبسط يلا!."
ليتقدموا جميعهُم إلى اليخت وتُهمس ساره في أذن هيثم قائله، — أنا مِش مرتاحه وحاسه إن في حاجه هتحصل.." ليضع ذراعه علَى كتفيها لتطمئن ويقول، — "متخفيش، مفيش حاجه هتحصل."
ليدخلوا وتُلاحظ جميلة إرتباك فريد فَقَد كان يقفُ لثوانٍ بشكلٍ غريب لتسأله بقلق، — "مالك يا فريد؟ مِش حابب تروح؟" ليهز رأسه بالنفي وتبتسم قائله، — "إنت بتخاف من البَحْر ولا إيه؟" فأجاب بنبرة جدّية، — "شوية، أظن طبيعي الواحد يبقى عنده مخاوف."
— "وإنت لازم تتغلّب علَى مخاوفك دي، يلا." وتبتسم في وجههِ لتزرع الطمأنينة بداخله ويرتاحُ قليلاً، لتُسير هِي أمامهِ ويلحقُ بها بخطواتٍ بطيئة وكَانت تنظرُ إليه وتُشجعه بصمت وخرجت منه تنهيدة عميقة بعدما وُضع قدميْه علَى أرضية اليخت وتأفأف بأرتياح لينظرُ إليها ويجدها تُصفق لَه وكأنّه قام بإنجاز كَبِير، — "براڤو يا فريد."
ليجبره ذَلِك علَى الإبتسامة الَتِي تظهرُ في وجههِ مرّة كُل عام.

تقابلنا في زَمَن آخر.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن