Chapter 25

408 42 13
                                    

إستيقظ فريد على صوت زقزقة العصافير في الصباح، لم تكُن الستائر مفتوحة لينزعج من ضوء الشمس كما يحصل في غرفته عادة، نظر حوله ولم يجد الصغيرة بجانبه، نزع الغطاء من على جسده ووقف، قام بفرك عينيه وقال لنفسه ساخرًا، "بتفتح عندي الستاير كُل يوم بس عشان تضايقني." مسكين، لا يعلمُ أنه سيشتاق لتلك التي تفتح الستائر وسيشتاق لوجودها في كُل صباح.
سمع أصواتٍ كثيره وضجيج وثرثره، فتح الستائر التي كانت تُطِل على الحديقة الخلفيه، وتفاجئ بوالديه وبوالديِ جميله يجلسون على الأريكة ويتبادلان أطراف الحديثِ وبالتأكيد يتحدثون عن أعمالهم بينما يستمتعون بالقهوة.
أغمض عينيه وتنهد بإنزعاج، لم يكُن بمزاجٍ جيد، ولم يرغب في رؤية أي أحد، بالأخص وهو في هذه الحالة المُزريه.
جلس على طرف السرير الوردي متوسط الحجم الخاص بـفريده، فكر بأعذار ليختلقها إن سألوه عما أصاب يده اليُسرى وحاجبه ولن يتحمل اسألتهم.
قطع طرق أحدهم شروده، أذن لهم بالدخول وفتحت فريده الباب بينما اتبعتها جميلة، التي إستندت على الباب بفُستان أسود بأكمام طويله ويصل لأسفل ركبتيها وحزامٍ يُحيط خصرها وكان شعرها اللامع الطويل مفرود، بدت في غاية الأناقة والجمال كعادتها.
وراقبت الصغيره وهي تقترب من والدها وتُقبل وجنتيه بإبتسامة لطيفه، "صباح الخير."
رحب بها بإبتسامة خفيفه، وبصوتٍ دافئ كغير عادته، "صباح النور يا فريده." قاطعت جميلة تلك اللحظة بإبتسامه، "انا آسفه إني ببوظ اللحظه الجميله دي لكن الكُل قاعد تحت وبيسألوا عنك." وربعت ذراعيها،
ألقى نظرة على الساعة المُعلقه على الحائط، وكانت الساعة ١٢:٣٠ ظهرًا،
"الساعه ١٢؟ انا نايم كُل ده؟" ردت عليه فريده قائله، "انا قُمت ولقيتك نايم جنبي وميس جميلة طلبت مني أسيبك نايم عشان قالتلي إنك تعبان." نظر إلى جميلة وشكرها، مددت جميلة يدها لفريدة وطلبت منها مُساعدتها في تحضير الغذاء، "يلا يا فريده، خلينا نجهز الغذاء وبابا هيجهز وينزل، مش كده يا فريد؟" اومئ برأسه ثُم إتجهت فريده نحو الجميلة، أمسكت بيدها وإبتسمت لوالدها قبل أن يغادروا، ساعدت تلك الإبتسامة على مسح كُل ما حدث معه الليلة الماضيه من ذاكرته لمُدة ١٠ ثوانٍ.

_______________

"يعني إنتي فعلاً ناويه تسيبيهُم وتطلقي؟" سألتها السيده سميحه بينما كانت تُقطع شرائح اللحم وطلبت منها جميلة خفّض صوتها، "فريده قاعده ورانا، مش عايزاها تعرف دلوقتي.."
قلبت السيده عينيها وظلت تُمتم بينما تعمل، حاولت جميلة شرح الأمر لها بهدوء ولكن يبدو أنها لن تقتنع او تفهم ابدًا.
"إحنا إتكلمنا في الموضوع ده يا نانا وشايفين إننا كُنا غلطانين لما وافقنا وكُنا بنعمل كده عشان نرضي ناس تانيه وانا مفكرتش غير في نفسي وإتجوزت عشان لقيتها فُرصه عشان أبعد عن البيت لما كان مُمكن ببساطه إني أسافر او الاقي حل تاني، وهو كمان مش مُتقبل الجوازه دي وهو إللي طلب إننا ننهيها يبقى إيه المُشكله؟"
وضعت السيده سميحة السكينة جانبًا وسألتها بجدية وإنفعال هذه المره، "يعني معقول محسيتوش بأي حاجه تجاه بعض الكام شهر إللي فاتوا؟ أومال كنتوا بتقضوا وقتكم في البيت إزاي؟"
"صدقيني إحنا الإتنين مُستمرين في العلاقه دي لشيء واحد بس وهو فريده."
"مش هي دي نفس البنت إللي إنتي عايزه تسيبيها وتسافري؟"
لم تجد جميله جوابًا على هذا السؤال، إلتفتت ووجدت فريده جالسه على الطاوله وتقلب طبق السلطة، إبتسمت لها وشعرت بالأسف، لم تُفكر بالأمر كُليًا.

تقابلنا في زَمَن آخر.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن