٨

1K 80 62
                                    

حَريق قَد شَبّ عَلى سَطح القَمر.

جَاعلا السَماء داخنة و مُكتئبة و تَحترق بِناره ؛ قَلب زَين عَيناه بَعد ان إستنشق حَشيشته كَما حَقن كَهِرويينه بِأوردته.

هُو حقا وَد التَوقف لَكن إن كانت المُشكلة بِإوردتك ، سَتقطعها؟

هُو شَعر بإن عَقله قد إرتدى وِشاحا أسود ، داكن بِشدة ، يَجعل مِن قَلبه مَفطورا اثر بَرق.

هُو شَعر بِكره ذاته المُصاحب للِإكتئاب ، لَطالما مَر بِتلك المَرحلة أثناء الظلام ، هُو فَكر:

-هَل يَعلم أحدهم كَيف يَبدو القَمر داميا؟

تَنهد بَينما شعر بِذراع لِيام تُحيط خَصره مِن الخَلف ، هُو نائم بِعمق يَتحلم مَع المَلائكة بَينما زَين يُراقب أعين الشر.

شعر بِخواء عَميق ، يَتجاوز مَركز الأرض عُمقا ؛ شَعر بِرغبة شَديدة بِالغناء ؛ بَعيدا عَن ثَورته.

-"انا أحبك ، انت تُحبني

نَحن عَائلة سَعيدة ، مع عِناق عَظيم و قُبلة مِني لَك

الن تَقول بِأنك تُحبني أيضا؟

انا احبك ، انت تُحبني

نَحن أفضل الأصدقاء كَما يَجب على الأصدقاء ان يَكونوا

و مَع عِناق عَظيم كَبير و قُبلة مِني لَك

الن تَقول بِأنك تُحبني أيضا؟"

و بِهذا كان زَعيم السُوء قَد تَغنى بِالرقة ، ممَلوئة بِذكريات قَد يَهب كُل خَواتمه لِيستعيد ، دُموعه قَد سَقطت و الصدى قَد إستنسخ ذِكراه.

لا بُد مِن انه نَسي غَلق بابه الأحمر قبل الإنتشاء ، لِذا فَباقي الذِكريات إستمعت لِنحيبه عَلى هَذه.

بَينما جُدرانه الأربعة كَانت قَد عَرَّفته بِالمجنون.

هُو كَره كَيف لِمده و جَزره ان يَضطربا بَهذه السُرعة ، قَبل ساعات كَان سَعيدا و مُنتشيا و مُثارا و الآن هُو يَجلس مَع أحزانه حُول طَاولة شاي.

لَكنه أدرك ان الأنوار الاربعة كَانت تُضيء ثَلاث ، و الآن اللَيلة أحلك مِن سابقتها.

و إن الحُكم عَلى لِيلته قَد حَان ؛ هُو قَد شَعر بِذراع تَجذب فُتات قَلبه سَويا.

كَما إستوعب حَاجته لِحرارة الجَحيم ، حَيث ان رُوحه بَدأت بالتجمد تارةً تارة.

و حَيث إنه قَد بَدأ يَرقص عَلى بِيانو الظَلام.

شَد عَلى ذِراع لِيام كَما إقشعر مُغمضا العَين و مُنقبضا الرِئة حين دَب الهَواء مُتحسسا جَسده العاري.

هَو إستدار نَحو صَدر محبوبه لاحفا نَفسه بِالغطاء و فاركا فَروة شَعره بِصدر الأخر.

تَصفيقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن