تَصفيق

١٠

الاوكسجين كان و كأنه قد تَبخر لِيفصل لِيام شَفتاه عَن زيَن كَمن يَقطع سِلسلة ، هُو كَان يَلهث مَع حَاجبان إرتسمت بَينهما عُقدة.

هُو أرسل طَلب تَفسير لِأعين زَين كَما إنتصب بَعيدا عَن الكَنبة.

الأخر كَان قَد عَدل مُؤخرته عَلى الكَنبة و راح يَنظر نَحو الأرض بِذنب ، كَطفل مُخطئ.

هُو كان عَاجزا عَن الكَلام كَما إنه شَعر بِقلبه يَقفز بِهدوء نَحو البُركان مُتزامنا مَع دَمعته التِي قَفزت عَلى رُموشه الطِوال.

سَمع صَدى وَالدته تُنبه: زَين ، النَار تَبقى نَارا مَهما كَانت باهتة ، لا تَلهو بِها.

هُو رَفع عَينه مُدركا الحَقيقة ، هُو لَهى بِها ممِا سَبب لَسعاً مُؤلما بِالنسبة له.

-مَا الذي يَحصل؟

هَمس لِيام بِذات الصَوت الذي هَمس بِه 'زَيني' بِخلاف إنه مُكسور الأن كَجرة عَسل وَقف النَحل مُتحسرا عَليها.

خَبئ زين شَفتاه دَاخل فَاهه بِينما قَابل الأرض مُغمضا عَينه ، هُو عَاجز كَأبكم فِي عَزاء والدته.

وَجهّ وَجهه نَحو لِيام كَما أن شَلاله أطلق المَزيد مِن المِياه ، هُو نَبس بِحنجرة خَجولة و مُرتبكة:

-وَقعت عَقدا لِعلاقة تَرويجية.

كَانت كَلمات خَافتة و تَكاد أن لا تُبان ، لَكنها ألقت بِليام فِي الهاوية.

فَرك لِيام وَجهه ، هُو تَنهد مُحاولا إلتقاط نَفسا يُذكر ، هُو شَعر بِالضغط يَزداد عَلى رئته لِذا فَجرة الزُهور رَاحت مُتكسرة ضَحية أختناق لِيام.

هُو صَرخ بِينما زَين ضَم ساقاه إلى صَدره مُغلقا عَيناه كَرد فِعل لِلزجاج المَكسور.

زَين إزداد بُكاءا حِين أدرك أن تِلك الجَرة قَد غَادرت و أن زُهورها أضحت مَاضٍ سَحيق.

-لِما فَعلت! لِما فَعلت ذَلك؟! لَما تَقطع وَتينك؟! لِما تَقطع خَاصتي؟!

ليام صَرخ كَما لَمح زَين بَعض اللَمعان فِي عَيناه الصَغيرة ، هُو كَان مِرأته.

هُو شَعر بِالأفكار تَنطح بَعضها لِذا قَرر زَين البارد التَدخل:

-لا لِوتينك دِماء بِهذا ، لا عَقد فِي صَفحاتنا ، أنا أرحل مَتى شِئت ، القَمر يُغير مَوقعه و انا كَنجمة الحقه ، كُف عَن حُبك لِقلبي ، قَد يَبدو لَك كَنبيذ إلا أنه سُم الفُرسان.

رُبما كُنت أنا مَن أحرق الغُصن ، لَكن عَقلي هُو أخر المُحترقين و خَاصتك اولهم.

رد زَين بِهدوء ، أغار لِيام فَمه و شَفتاه كَانت مُتفرقة تُحاول الفَهم ، كَلام بَارد فَماذا عَن سُخونة تِلك الدُموع؟