٢٣

392 32 19
                                    

كَان وَقتا مُمتعا مَع مَارينا ، هو غاص مَعها لِأعمق نُقطة في المُحيط ، شاهد الحُوريات و سَلاحف باذان أرنب ، و ادرك حَقيقة صَغيرة لَكنها تُغير قَوانين اللُعبة ،

أدرك أنه لا يُدرك شيئا.

هُو لَم يَكن يُدرك أي شيء عَن نَفسه و كان كَمن أضاء مِصباحا زَيتيا فِي غُرفة أثناء لَيلة حَربية باردة ، زَين أدرك كَم كان حَديثه عَميقا حِين نَطقه بِلا تَفكير ، هو فَقط أصبح أفلاطونا لِأربع ساعات ، كَان يَتفوه بالهُراء لَكن مارينا شاركته كُل التَفاهة التَي قالها.

هُم كَانوا يَكتبون الفِكرة في هَواء خَيالي ، يَكورون الفِكرة بأيديهم ، يَعجنونها و يُضيفون بَعض الطَحين و بَعض السَديم في الأرجاء ثُم يَرمونها كَما لَو لَم تَكن ؛ دُخان السجائر كان يَرقص أمامهم كَراقصة شَرقية نَحيفة ، مُغري و خَفيف الوطئة.

هُو عاد إلى المَنزل بِخُطى عَميقة ، تُقبل الأرض بِصدق و تَترك بَصمتها لِلعالم و السَماء ، هو أطلق نَفسا عَميقا مُدخنا الهَواء و قَاذفا اياه ، أثلجت السماء اثناء تَجوله مع مارينا.

تَرك مِعطفة مَشنوق في العَلاقة القَريبة مِن الباب ، خَلع حِذاءه عَلى مَهل ، غَير شاعر بِالرغبة بالحَديث ، اراد النَوم بِحضن لِيام و التَفكير بِالنجوم ، لو كَان لِيام بِمزاج جَيد ، و الَذي سَيكون مُستحيلا بِهذه الليلة ، لَكان سأله لأن يُغني لَه بَعضا مِن أغاني جُورج مايكل او ايا كان.

لِيام كَان يِجلس عَلى طَاولة المَطبخ ، هُو كان حَزينا و قَميصه كان ضَيقا مَع أكمام مَرفوعة ، كَانت يَده تُحيط بِكأس وِيسكي و زَين ظَن بأن لِيام يُبالغ بِتأثره بِهذه القَضية ، هو لا يَحتاج أن يُوطئ رأسه بِحزن هَكذا ، الأمر لَم يَكن و كأن زَين ضاجعها او ايا مِن هذا القَبيل ؛

هو و بِكل إستغراب مِن نَفسه وَجد أن إنجذابه الجِنسي الوَحيد يَنتمي إلى ليام مُنذ ان قابله ، هُو سَيطر عَليه كُليا ، و كأنه دُمية صُنعت و لُعب بِها و يَتم قَتلها مِن قِبل لِيام.

-الَيوم إضطررت إلى أن أكتُب إنتقادي لِعلاقتك و مَارينا ، كَانت مَقالة مَنقوعة بالكَراهية و لَكن الجُزء الأسوء هو أنني كُنت صَادقا بِكل حَرف رَسمه قَلمي ، اليَوم أنت جَعلتني أشعر بِشعور جَديد تِجاهك ،

شُعور الكَراهية.

لِيام نَطق بِلسان مُثقل بِالكحول ، زِين لَم يَكن قادرا على حَزر الكَمية الَتي تَناولها لِيام ، هو شَعر بالحاجة إلى الشَراب بِدوره ، أراد ان يَمحي جَميع كَلمات لِيام القاسية و بالرُغم مِن أن زَين إعتاد أن يُرجم بِهذه الاحجار إلا أن الأخيرة كانت مؤلمة فِعلا.

-لا أعتقد بأنه يُمكنك كَرهي بِسبب هَذا ، هِي صَديقتي و أنا لَم أصرح يَوما بأنها كانت أكثر مِن هَذا ، أنت تَعلم الحَقائق جَيدا ، لِذا لا تَنجرف خَلف دِماء شَرايينك.

تَصفيقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن