الأيام كانت بَليدة بَينهم ، لِيام كَان مُنهمكا بالعَمل حَيث تَكّلف بِنقد رِواية مَليئة بالهراء ، لِذا هو كَان يَقرأ الرِواية بأهتمام وَاضح ، يُظلل الأسطر السَخيفة ، و يَطبعها بِقلمه كَارها إياها.
هُو حاول فَهم القِصة و كُل سَطر ، و ظِن زَين اللَذي يُشاهده مُستندا على إطار بَاب المَطبخ يَعمل ، أن فِكرة لِيام يَعمل بِجد و يَستمع هُراءه ، و بِالواقع يَستمتع بِه ، هي فِكرة مُثيرة.
هِي فِكرة مُثيرة كَيف أن الحُب و الكِره وُجهان لِعملة وَاحدة ، لِذا زَين ظَن ، و إن كَرهه لِيام ، فَهذا يَعني أنه فِي مُنتصف الطريق الصَحيح.
زَين فَكّر ، رُبما الكِره هو نَتيجة الحُب الشَديد ، لَرُبما لِيام يُحبه بِشدة لِدرجة أنه بِدأ بِكرهه ، لِأنه يَعرف تَفاصيله ، لِأنه يَشعر بِكلماته ، و لأن شَفتيه داءه و دَوائه.
رُبما لِيام يَكرهه الآن لِأن زَين يَجعله ضَعيفا ، لِأنه دُميته الخَاصة و لأن زَين و بِالحقيقة ، مِرآة لِيام الخَلفية ، لَطالما ذَكرهه بِضعفه و الآمه ، مَخاوفه و صِراعاته ، لِذا أنت لا تَكره نَفسك إلا أذا كُنت تُحبها بِشدة ، إلا إذا كانت رُؤيتك لِأوجاعها يُؤلمك و يَجعلك تَتسائل : لِما؟
الكُره بِمعناها الحَقيقي هو حِين لا تَهتم ، تَكره روحك حين لا تَهتم بِجروحها و نَزيفها أمامك ، عَدم الأهتمام هو سِكين صَغيرة تَتجاهلها بِمطبخك ، لَكنك لا تَعلم أن طِفلك ذو الخَمس سَنوات يَلتقطها كُل لِيلة لِيخدش وّركيه و أردافه.
زَين أقنع ذاته ان الكُره و الحُب لَعنة واحدة ، لِذا فأن حَبه لِيام أم كَرهه ، لا تَزال نَفس النَتيجة ، يَكرهه لِأن تَفاصيله شَوكة تَدخل في مَجرى دِم حَبيبه و زَين الوَردة.
يَكرهه لأن الحُب مِن المُفترض أن يُقويك لَكن زَين هُنا يُضعف مَحبوبه و يُذبله.
الكِره الَذي يَخافه البَشر هو إنعدام المَشاعر ، زَين هَز رأسه لِكم هذه المَخلوقات تُعاني مِن الجَهل ، لا يَعلمون ما هية حَقيقة مَشاعرهم و دائما يؤولونها لِما لا تَنتمي إليه.
لِيام لا يَخاف مِن كِرهه زَين ، لِيام يخاف مِن قَتل مَشاعره تِجاهه ، و زَين يخاف مِن إنقتال مَشاعر لِيام تِجاهه ، حِينها دُموعه سَتصبح أنهارا و لِيام قاربه.
هو تَوجه نَحو الطَاولة و جَلس مُقابل لِيام ذا النَظارات الطِبية ، و أمام الأوراق المُبعثرة على الطَاولة هُنا و هُناك ، القَلم بَين أصابعه و يَكاد يَأكل الكِتاب مِن إهتمامه بِه ، حَتى لو كَان عَملك كَارها ، قُم بِه بِضمير.
زَين جَلس هُناك و الأفكار تَتصارع دَاخل مُخه ، هو أراد أن يُحادث لِيام ، لَكن هَل سَيستجيب لَه؟ هَل سَيتفاعل مَعه و هل سَيُسمعه ضَحكته الخَامِدة؟

أنت تقرأ
تَصفيق
Teen Fiction-إذاَ سَيد مَالك ، مَا هَو الفَن بِالنسبة لَك؟ -كَانت ثَقافة البَوب فَنا ، الفَن ثَقافة البَوب بِالنسِبة لِي. -الا تَشعُر بِأن كَلام النُقاد يَجب ان يُؤخذ بِنظر الإعتبار؟ الأ تَظن أن التَلهف لِلمهووسين؟ -أظِن ، سَيدي إن كُنت تَعتَقدُ هَذا ، بَعضُنا...