٣

1.4K 94 86
                                    

-زَين مَالك هُو الشَيطان بِحد ذَاته.

بِقلم:ليام بَاين.

-أنت تَقود الجَميع ، أعني الجَميع الى الهاوية! كَفاك طَيشا و تَريث!

صَرخت زَارا بِغضب رَامية مَجلة 'رولنق ستون' أرضا بَينما زَين رَفع حَاجباه عَاليا ، كَانت شَمس الضَحى تُحدق عَاكسة فُضولها عَلى عَيناه الصَفراء ، لِتجعل مِنها مُشعة.

إختبأت الشَمس قَليلا و لَم يَلمها زَين ، فَتبرير إنسحابها وَاضح ، زَارا قَد عَوضت مَحلها بِالفعل ؛ كَانت تتَوهج كَشعلة الأولمبيات و تَصرخ كَإله غَاضب.

هُو إستقام و تَوجه نَحو زُجاجة الشَراب ، كَانت مُمتلئة إلى النِصف فِإستغرق التَفكير فِيها ، جَانبه المُظلم قَد تَحرك و كَان عَقله يَرمي الظِلال.

صَوت زَارا الغَاضب و اللا عَقلاني قَد ضُم إلى صَوتٍ جَديد ثِانِ و ثَالث و رَابع ، الكَثير مِن الأصوات هُناك و أصابع الإتهام الَتي جَعلت زَين يَتخذ قَرارا حَازما حِيال مَا سَيستَحضيِر مِن حَديث.

سَيكون قَاسيا قَليلا.

إستَدار زَين لَهم جَميعا ، إتكأ عَلى الطَاولة خَلفه بِنصف كُوب مَملوئة بِسائل شَفاف ، كَانت حَبيبته الفُودكا هُناك ، يَعشق بَشرتها و طَعمها المُر العَاهر ، لَكان مَحظوظا لَو وَاقع كَانت.

لَكن مَا للعُشاق نَصيب.

وَضع يَده بِحُجره نَظر عَبر النافذة الكَبيرة بِجانبه ، الشَمس تَغرب أمامه و ظَن أنه لَأمر رائع لو شَاهد هذا المَنظر مِن البَحر ، بِرفقة أحدهم...لا يَصرخ.

إحتسى بِضع قَطرات مِن مُخدره المُر و تَعرض لِبضع لَسعات مُحببة ، لا يُمانع تَعاطي الشُهرة بِأي وَسيلة ، فَالعالم مُظلم كِفاية لِإكتشاف نُورك الخاص.

-إنتهيتِ؟ أ أنهيتِ صُراخك المَجنون أنت و هَؤلاء؟

أشار إلى جَميع المَوجودين ثَم إحتسى كَامل الكَأس حَط الكَأس الفَارغة بِقوة عَلى الطَاولة ، لَيس و كأنها مَن كَانت تُمتعه قَبل ثَوانٍ ، لَكن رُبما هَذه طَبيعة البَشر ، يَصطر مِتاعه.

-أنتم ، و "أعني الجَميع"...لَستم سِوى كِلاب مَال ، و لَولاه لَما إهتممتم فِعلا ، الأمر يَنتهي حِين تَأخذون رياشكم فَتدبرون عَني؛

لا يَهم فِعلا إن كَان السَهم قَد إخترق مَضخة رُوحي ، لا يَهم إن كان السُم قَد شَل أطرافي ، لا يَهم إن إقتلع العَالم فَروة رَأسي ، فميسرتكم كفوفكم بها مَملوئة ، ما قَد تَودونه أكثر؟

تَصفيقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن