١٦

837 69 59
                                    

           

ليِام كان يَشعر بالدفئ بِسريره ، الجرة كانت ممتلئة و الزهرة بدأت بالنمو ؛ شَعر بالخفة كلما اخذ نفسا و بقلبه يغرق اكثر ، الفراشات تعبت من العبث بمعدته و دغدغتها ، لذلك هي اصبحت تزوره بين حين و اخرى.

تطرق بابه حين يتمتم زين باحداث حلمه ، و حين يتحرك تتحرك معه بُصيلات شعر ليام واقفة احترام له ؛ فراشه امتلئ برائحة زين الدافئة و بذلك ينقسم الى حزبين ، احدهما فرح و يفكر بالفُرص السانحة امامه ، مستنشقا الوسائد و يحضى باحلامه على ظلاله.

الاخر غاضب و مغتاظ ، فبذلك خيوط قلبه مفتوحة ، لا تُغلق ، تاتي رائحة ذا البشرة الناعمة تزوره كل غسق تجعل من دماء حبه مياه لبركة تغوص بها العاهرات ، دموعه تصبح ساقية عطشه ، و الدائرة تدور و لا مخرج من ذلك.

اخذ نفسا عميقا مختلطا برائحة الاخر يملئ بها رئتيه ، تمنى لو انه كان بالونا من هيليوم ، يطير و لا يحط ابدا ، يموت و هو في اعلى السماء ، مع الرب و الغيوم ، بالون احمر حر.

تَحرك في فراشه مُتحسسا الاقمشة الناعمة تحتك بِه ، كان دافئا جدا لكن اصابع اقدامه لَطالما كانت باردة ، لا تَدفئ ابدا ؛ فَكر في امكانية تدفئتها اذا وضعها داخل نار المَدفئة ، بجانب ابريق الشاي ، الحصول على بَعض الحُروق ليس بالشيء السيء بعد كل شيء.

لربما فِعلا هناك شيء جميل بالقبح ، شيء لامع و لا يدركه السطحيون ، لِذا لا مانع بالحصول على اطراف محروقة.

دار عينه نَحو زَين المُستلق بِجانبه ، كان قبيحا ، ظنه ليام قبيحا جِدا لان يكون بِهذا الجمال ، لا بُد مِن انه السواد الذي كُلما زاد و ارتفعت عنه يصبح بياضا ، لِذا فَزين قبيح بشكل اخذ للانفاس ، بشكل تَقشعر له الابدان.

حتى لورد لم تكن لان تَصل الى ما وصل اليه زين.

هو بِالفعل شعر بانامله ميته و هناك مكعبات ثلج تُحيط بهن ، تجعل اللَسعات احد و اقسى مِن نار الجَحيم ، هو عقف انفه بالم بينما يشعر بِمئات الوَخزات داخل جلده ؛ زَين كان شعلة نار زرقاء و تحت هذا الشِعار ليام ادرك خطا خفيا:

هو و زين كالنار و الجليد ، ان كانا معا فحتما هناك ماء يطفئ احدهما و يذيب الاخر ؛ لكن الالم ممتعا ان كان باشواك الازهار و بقطرات نار ملتهبة تهطل من قوس قزح.

هو شعر بالحاجة الى الدفئ لِذا لمس وشم الاجنحة بهدوء و بانامل متجمدة ؛ ابتسم و راح يُطلق تُنهيدة راحة حين شَعر بمكعبات الثَلج تَذوب ؛ مُدرك حقيقة انه لا يُمانع ان يتشارك قُعر الارض مع زَين ، لا يُمانع سُقوطه او نَزيفه ؛ فَكله لا يُساوي قِيمة الذًهب الذي يَملكه زين ، ابدا.

فَتح زَين عيناه فجاءة لِتتوسع خاصة ليام و يَسحب طَن هواء في رئتيه ، شعر بِقلبه يدفع قفصه الصدري بِغضب مِن النهاية التي يراها امامه بِكل وضوح ، هو سَيكسر و لَن تَنفع اي فودكا في اصلاحه ، لانها مَن كَسرته.

تَصفيقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن